أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - السقوط المذل !















المزيد.....

السقوط المذل !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد سقوط أخوان مصر ، وفشلهم المريع في إدارة دفة الحكم في مصر ، ها هو حزب الدعوة في العراق يلاقي ذات المصير في عدم تمكنه من السير بالعراق نحو الأمن والاستقرار السياسي ، والتطور الاقتصادي ، فلا العراق استقر سياسيا ، ولا تطور اقتصاديا ، بل شهد العراق تحت حكم الحزب المذكور تراجعا ونكوصا فظيعين لم يشهد العراق مثيلا لهما على امتداد تاريخه القريب ، هذا رغم الأموال الطائلة التي توفرت للخزينة العراقية من عائدات النفط الضخمة ، والتي بددها حكام الحزب المذكور في وجوه صرف لم يحصل المواطن العائدي على الشيء الكثير منها حتى نسبة العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر قد زادت على ثلاثين بالمئة ، وصارت ميزانية الدولة تنفق في أغلبها على الجانب التشغيلي منها كرواتب ضخمة لأعضاء البرلمان والوزراء ومن بدرجة وزير ، وكذلك على أصحاب الدرجات العليا والدنيا من موظفي الدولة ، يضاف لهم منتسبو القوات المسلحة الذين يتمتعون برواتب ضخمة لا تتناسب مع الرتب التي يحملونها ، فالعراق البلد الوحيد في المنطقة والعالم الذي يزيد فيه راتب الشرطي بتحصيله الدراسي المتواضع على الطبيب وغير الطبيب من موظفي الدولة ومن حملة الشهادات الجامعية ، ومع ذلك فقد انهارت تلك القوات في أول معركة لها مع داعش في الموصل ، وهزمت هزيمة نكراء ، ولت بعدها هاربة لا تلوي على شيء رغم ضخامة المبالغ التي صرفت على اعدادها وتدريبها .
ولكي أبرهن للقارئ العزيز على أن المالكي وحزبه حزب الدعوة لم يحصدا في حكمهم للعراق غير الفشل على جميع الصعد ، ففي فترة حكمهما نهبت ثروات البلاد ، وتحطم اقتصادها ، ودمرت بشكل متعمد صناعتها وزراعتها ، وساد الفساد ، وعم الخراب ، وقد توقعت أنا ذلك في اليوم الأول من صعود المالكي للحكم ، فأنا قد مضيت شطرا من حياتي قريب من هؤلاء ، وتيقنت مع طول معايشة أن هؤلاء يكرهون العمل ، ويقضون جل أوقاتهم في الحسينيات ، والأماكن التي يتوفر لهم الحديث بها . ويبدو أنهم ظلوا على أطباعهم هذه حين وصلوا الى الحكم ، فكيف يرجى تقدم للعراق من هؤلاء بعد ذلك .

اقول لكي أبرهن على وهن وعجز المالكي ومن معه أعيد بعضا مما كتبته في الساعات الأولى لتسنم المالكي للحكم في دورته الأولى ، وذلك حين قمت بنشر مقالة بتاريخ الثاني والعشرين من شهر مايس سنة 2006م ، وهي السنة التي صعد بها المالكي للحكم وللمرة الأولى .

كان عنوان تلك المقالة : " المالكي والقصيدة الرومانسية" ، وكنت أعني بالقصيدة برنامجه الذي استعرضه ووعد بتحقيقه مع أن البرنامج ذلك لا يمكن تحقيق من قبل رجل مثل المالكي يجهل الحكومة والحكم ، وليس لديه مؤهل يعتد به ويمكنه من تحقيق برنامجه الذي وعد العراقيين بإنجازه ، ففي تلك اللحظات كتبت الآتي ( لقد تغنى نوري المالكي ، رئيس الوزراء الجديد ، وأمام الأعضاء والضيوف ، بقصيدة رومانسية ، ضمت أربعة وثلاثين بيتا ، هي جل عماد برنامجه الحكومي المقترح ، والذي يروم عرضه على البرلمان نفسه لاحقا ، ولي هنا أن أذكر للقارئ بعضا من تلك الأبيات ليقف هو بنفسه على جسامة المهمة التي تنتظر من المالكي وحكومته العمل المخلص والجاد ، والمستحيل أحيانا ، في تحويل تلك القصيدة الرومانسية الى واقع ملموس ، تعيشه الناس في العراق ، وفي غضون فترة زمنية قصيرة ، تقل عن السنوات الأربعة التي هي عمر حكومة المالكي الحالية ، فمن الأبيات تلك الآتي : * تشكيل حكومة الوحدة يعتمد على اساس مبدأ المشاركة وتمثيل المكونات العراقية بحسب الاستحقاق الانتخابي ومقتضيات المصلحة الوطنية * العمل وفق الدستور والالتزام به وان اية تعديلات لاحقة ستجري وفق المادة 142 منه * السير قدما في الحوار الوطني وتوسيع دائرة المشاركة في العملية السياسية بما ينسجم مع الدستور ويبني عراقا حرا تعدديا اتحاديا ديمقراطيا ، وبروح المصالحة والمصارحة * نبذ العنف وادانة منهج التكفير والارهاب بكل أشكاله ، والاصطفاف لمكافحته وتطبيق قوانين مكافحة الارهاب بشكل فعال وعبر مؤسسات القضاء ومؤسسات الدولة، واحترام المعايير الدولية لحقوق الانسان * صيانة سيادة العراق وتعزيز استقلاله ووحدته والتعامل مع مسألة وجود القوات المتعددة الجنسيات في اطار قرار مجلس الأمن 1546 والاسراع في خطط استكمال القوات العراقية وفق الدستور وعلى أساس المهنية والولاء الوطني ، والاسراع في نقل المسؤوليات الأمنية الى الجيش والشرطة والأمن العراقي، والتعاون بين العراق والقوات متعددة الجنسيات لاستكمال المستلزمات الذاتية وفق جدول زمني موضوعي لتسلم القوات العراقية المهام الأمنية كاملة وعودة القوات المتعددة الى بلدانها * ترسيخ دولة المؤسسات والقانون واتباع الاصول الادارية والمؤسساتية ورفض التفرد والدكتاتورية والطائفية والعنصرية والقرارات الارتجالية * المرأة نصف المجتمع ومربية النصف الآخر، لذلك يجب ان تأخذ دورها الفاعل في المجتمع والمجالات المختلفة .)

ثم أضفت الى ما تقدم من تلك المقالة الآتي (أقول هذا بعض من القصيدة الرومانسية التي ابتعد بها المالكي عن النزعة الطائفية التي قام عليها الائتلاف العراقي الموحد " الشيعي " الذي ينتمي إليه هو ، وهي ، مثلما يلاحظ القارئ ، أماني يطمح بتحقيقها الناس في العراق وربما يطمحون بتحقيق أبيات منها فقط ، خاصة في حالين : الأمن والفاقة ، ولكن هل بمقدور المالكي وحكومته أن يحققوا للناس تلك الأماني ؟ أو هل يملك هو من الآليات ما يمكنه من خلالها تحول تلك الأحلام الرومانسية الى حقائق تسير على الأرض في العراق المدمر الآن ؟ )

لم يحقق المالكي من أبيات قصيدته الرومانسية تلك بيتا واحدا ، وأما انسحاب الأمريكان فقد جاء بسبب الخسائر الفادحة التي تعرض لها الجيش الأمريكي في العراق ، فقد خرج بأكثر من خمسة آلاف قتيل ، وأكثر من ثلاثين الف جريح ، بالإضافة الى المبالغ الطائلة التي انفقت على تلك الحرب ، والتي ستستردها الأمبريالية الأمريكية في غضون سنوات قليل من خلال استغلالها النشط للثروات الطبيعية في العراق ، ويأتي في مقدمة تلك الثروات الغاز والنفط اللذان يصدران الان من دون عدادات ، وبشكل مستباح ، وأمام انظار الناس في العراق.
لقد عجلت ظروف موضوعية بالسقوط المذل للمالكي وحزبه في حكم العراق ، وأهم هذه الظروف هو تخلي إيران والولايات المتحدة عنه ، فهو قد أتى للحكم في ولايته الأولى باقتراح من مستشار السفراء الأمريكان في العراق ، علي الخضيري ، الذي تقرب له المالكي مثلما يقول هو من خلال حديث للمالكي مع الأمريكان عن معاناة العراقيين الذين عاشوا في إيران إبان حكم صدام للعراق ، ويروي لهم أن الإيرانيين كانوا يعادون كل العراقيين العرب ويعتبرونهم مخلوقات من درجة ثانية وهم من الدرجة الأولى ، ثم كما يقول المستشار وجدنا فيه زعيما شيعيا مستعدا لشن حرب على الميليشيات الشيعية في البصرة فيما سميناه بصولة الخرفان "الفرسان" ، تلك الصولة التي قتل فيها الكثير من فقراء الشيعة ، لكي يظهر المالكي اخلاصه للمحتل الأمريكي . هذا كان في الدورة الأولى من حكم المالكي ، أما في الدورة الثانية ، فالكثيرون يعرفون أن حكومته قد تشكلت في السفارة الأمريكية .

أما الظروف الذاتية مثلما يقول المستشار علي الخضيري هي أن المالكي كان ضعيفا سياسيا ، كثير الشكوك بالآخرين ، وعديم الثقة بهم ، ولكن المستشار نسى أن المالكي غير اجتماعي ، عاش مبتعدا عن الآخرين ، ولا يريد أن يلتقي بهم ، وهذا السلوك عرف به المالكي منذ أن كان يسكن ضاحية السيدة زينب في دمشق ، فأنا مثلا كنت أزور صديقا لي في مقر حزب الدعوة في المنطقة الصناعية من العاصمة دمشق لكنني لم ألق ِ عليه تحية أبدا ، وشخص بهذه المواصفات لا يمكنه أن يقود بلدا مثل العراق الذي أوصى معاوية بن سفيان فيه ابنه يزيد قائلا : لو سألك أهل العراق أن تولي عليهم كل يوم واليا ففعل !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى بلاد العم سام (3)
- الى بلاد العم سام (2)
- الى بلاد العم سام* (1)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (3)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (2)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (1)
- المالكي في أمريكا !
- الارستوقراطيون هم قتلة الحسين !
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (3)
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (2)
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (1)
- انهيار ركن من أركان - الشرق الأوسط الجديد -
- المتدينون والاستبداد الديني
- انحسار وباء انفلونزا الاخوان !
- الجزائر : عين ميناس ومختار الأعور ! (2)
- الجزائر : عين ميناس ومختار الأعور ! (1)
- نقمة الامطار في العراق
- سقوط الاخوان في مصر
- القذافي حيّا !
- وما أدراك ما لندن ! (4 )


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - السقوط المذل !