أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة حجازي - هل حقا الكلام من فضة و السكوت من ذهب ؟














المزيد.....

هل حقا الكلام من فضة و السكوت من ذهب ؟


هالة حجازي

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


تعتبر الأمثال والحكم من أهم الوثائق التاريخية والاجتماعية التي توثق خبرات المجتمعات وتجارب الأمم ووعيها المتراكم ، وهي تراث زاخر عرفه الكون على مدى العصور واختلاف الاعراق والأجناس البشرية.
وكثير من الفلاسفة والحكماء بل وحتى عامة الناس لهم حكم وأقوال مفيدة منحتها لهم الحياة، لكن هناك بالمقابل أمثال قد تفسد بعض العقول وخصوصا أولئك الذين يطبقونها في غير موقعها وعلى عكس مدلولها, يعملون بها في مطلق الأحوال ويرفضون حتى النقاش في صحتها وقيمتها .
كم تأملت تلك المقولة التي إستفزت أفكاري وحركت دبابيس الأسئلة في رأسي ,وما أكثر الحكم والمقولات التي تمدح الصمت وتذم الكلام .
اذ علينا ان نكون راضيين ,قانعين ,قابعين ومستسلمين بهذا الوباء بحجة أنه أرحم من أن نتكلم, إنها لا تستحق كل هذه الشهرة , لقد استغلوها لتبرير الهزيمة والفشل واحباط الذات.

قالوا: :"الزم الصمتَ إِن أردتَ نجاة".
وهنا المقصود أن الصمت هو وقاية من الخطأ وأن الكلام أفخاخ قد يوقعك في التهلكة.
من لا يُخطىء لا يتعلم ولا يعرف سر القوة والصلابة أمام مطبات الحياة ولا ينجو من غدر الزمان.
فالخطأ والخطايا التي يرتكبها الإنسان كثيرا ما تتحول في أغلب الأحيان إلى مواقف سامية لادراك معنى العيش وعمق الإيمان الداخلي في أغوار ذاتنا .
عن أنَس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون".

قالوا: "الساكت عن الحق شيطان اخرس ".
ولا ننسى ان أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر وكم نحن بحاجة ماسة لإنسان الكلمة الذي ينطق بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم .
كما قيل : الساكت لا تُقضى له حاجه.
وقال الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه :
المرء مخبوء تحت لسانه لا تحت طيلسانه.
الصمت عن ماذا هو الأفضل , في أية مواقف وعن أية حالة , في حالة الظلم , في حالة العذاب , في حالات الثورات والقتل وسفك الدماء ,في حالة الذل والتجريح , في حالة الخيانة والإهانة, في حالة النكران وعدم التقدير من زوج أو زوجة أو ابن وابنة , أم في حالات التعبير عن أجمل المشاعر لحبيب يتشوق لسماع كلمة تعيد نشاط يومه وتحييه ؟.
سألت نفسي : هل التزام الصمت هو الوسيلة الحقة لمواجهة كل المواقف وهل هو الاسلوب الامثل للتعامل مع مختلف نوعيات البشر ؟. فبدون الكلام كيف يعرف المجتمع إلى أين يسير؟ من يزهق الباطل ويحصص الحق ؟ كيف سيعرفنا الناس؟ كيف سنعبر عمشاعرنا وأنفسنا وأحاسيسنا وأفكارنا ومكنوناتنا؟ كيف سننصح الآخرين ؟ كيف يظهر كل ذلك من دون كلام؟ بل لم أساساً خلق الله اللسان؟ لنتذوق به الطعام فقط !!!!؟.


"اذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب "

هي مقولة دخيلة على ثقافة العرب أهل السحر والبيان وفصاحة اللسان وترجمان العلم وأهل "القرآن"
هل في القرآن آية واحدة تقول: اصمت ولا تتكلم، بل على العكس نجد القرآن يقول:
"وقولوا للناس حسنا"
."يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً.
. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا"


يقول الجاحظ : "بالكلام أرسل الله أنبياءه لا بالصمت""
"واعلم أن الله تعالى لم يرسل رسولاً ولا بعث نبياً إلا من كان فضله في كلامه وبيانه كفضله على المبعوث إليه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب لساناً، وأحسنهم بياناً، وأسهلهم مخارج للكلام وأكثرهم فوائد من المعاني".

مما لا شك قد يكون الصمت نابعا عن جواهر من ذكاء ,فطنة ,هيبة وعظمة في مواقف، وقد يكون ناتجا عن انسحاب ,هروب ,استسلام ,مهانة وضعف وهوان في مواقف أخرى
وهكذا يغدو السكوت علامة العجز والصمت لغة القبور.

هـالة حجازي



#هالة_حجازي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين الرجال
- كوني جميلة ... وإياكِ أن تصمتي
- عتاب هالة حجازي لواحد من أعظم شعراء عصره وأحد مفاخر الأدب ال ...
- عشق أدبي
- لو نطقَ الحمار المضطهد لطالب برد إعتبار
- زير الفراشات ... سطور من العالم الاخر
- ميكاڤيللي في عيون هالة حجازي
- بعد قرون من الغموض (الشاعرة هالة حجازي) تكشف سبب طغيان (المل ...
- ليلٌ مُتسولْ
- بكاء بلون الفرح
- طُرفة عين


المزيد.....




- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة حجازي - هل حقا الكلام من فضة و السكوت من ذهب ؟