أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار وناس - هذه ناري وتلك خبزتي














المزيد.....

هذه ناري وتلك خبزتي


جبار وناس

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


يا ألله
هكذا بدأ بصوت عال أراد من خلاله شيخ الجامع أن يطمئن على صفاء الصوت ووضوحه في أعلى المئذنة ومن شدة الصوت وتدفقه بحدة لم يتمالك العصفوران اللذان كانا في خلسة هادئة على سلال المئذنة من حالتهما ففرا لائذين في الفضاء -
فقال العصفور :
يا لشدة الصوت لكم أفزعني يا حبيبتي
فردت العصفورة : الحالة مفزعة وليس وقت حب ماذا تقول أنت ؟
- هذا هو المكان الوحيد والمرتفع الذي أخذ فيه راحتي معك فأنت وحيدتي و قد بقيت لي بعد أن أنقرضت سلالتنا وقد كانت كبيرة بعدة عوامل يحزنني تذكرها الان
- أتسمع ما يدعوا اليه الشيخ أن أقدموا الى الجامع لأداء الصلاة الكبرى فالليلة ليلة القدر
- ما هذا البارحة سمعت نفس النداء من ذلك الجامع
-من أي جامع ؟
- ذلك الجامع الذي ترفرف فوقه راية بيضاء
- نعم ولكن جامعنا هذا ترفرف فوقه راية سوداء
- يا الهي وهنالك جوامع صغيرة ترتفع فوقها رايات بعضها أخضر وأحمر
-لاعليك يا صغيرتي - دعينا نتجه الى تلك النخلة
- أين هي ؟
- تلك المحاذية لمجرى النهر
- الله سعفها كثيف ومرتفع ألا تسمع حفيفها انه يشدو - يشدو - وأعتقد أن هذه السعفات تتنرنم مع صوت الموجات المتواترة في التدافق من داخل النهر
-نعم هو كذلك
ما هذا ؟ أنظر الى ذلك الرجل
- عن أي رجل تتحدثين يا عزيزتي لم أصدق أننا ابتعدنا عن الضوضاء
- هذا رجل يجلس قبالة النهر وكأني -به في محنة محدقة
- ماذا نفعل الان
- لا علينا منه
- الناس لبعضها هيا ننزل لنجلس بقربه ونتحرى ما يلم به
- هيا
- مرحبا أنا العصفور وهذه عصفورة حياتي جئنا لنتقرب منك فوضعك أثار فينا التساؤل والحيرة في نفس الوقت
الرجل : كما ترون جئت شاكيا
- لمن ؟
الرجل : لهذه النخلة وهذا النهر
- ومم شكواك ؟
الرجل : من أحوال تغيرت - مدن عافها وميض البرق - أقوام قدمت بلهيب الصحراء - رايات بيضاء تختنق برايات سود - عمائم تذبح الروح بدم بارد وكلمة الله تملأ أفواهها - تنور مدينتي ما عادت ناره زاهية بلظى اللهب الاحمر - أناس تتهرول بأتجاه الشمال وأخرون بأتجاه الجنوب - وأخرون سقطوا في قارعة الدرب من شدة الاعياء - سائسون يمتشقون صهوة النوايا بأتجاه الحيازة الاكبر - رماد ساخن لا يتوانى عن الهطول بنشوة على سماء مدينتي - ماذا أقول لكما ؟
- لقد أحزنتنا أيها الرجل وبعد ماذا تفعل الان ؟
- لاخيار أمامي جئت شاكيا الى مجرى النهر وأتوضأ بمائه وأستمتع بحفيف سعفات هذه النخلة



#جبار_وناس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداخن لرقص خاسر
- قبالة نخلتي
- رايات النهش ترفرف
- ويرحل أحد الفاتحين
- من نحن ؟
- سريعا بأتجاه الافق
- طارت العصفوره
- نص في الصحو والتجلي
- السكوت همجية
- نداء في عيد الحب
- أشباح نزلت فلم الضجيج ؟
- شاكر السماوي -أبو نهله-: شاهد من تحولات التصبر الجميل
- لا بد من تمرين
- صفصافة الروح أنت
- في ديرتنا ضباب
- وجاءك حديث داعش
- التاريخ وذاكرته في ( الطيور لا تحب الأوسمة)
- مملكة الكريستال .. سياحة في أقاليم المأساة
- تأصيل بهجة التلقي في المسرح المدرسي ، إطلالة على مسرحية درس ...
- في البحث عن بلاغة العرض المسرحي..حول مسرحية ( البرتق ...


المزيد.....




- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبار وناس - هذه ناري وتلك خبزتي