أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا العواصف والمذابح ( 2)














المزيد.....

سوريا العواصف والمذابح ( 2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الرئيس حافظ الأسد متوازناً في نظامه الاجتماعي السياسي الذي صعدت فيه الطائفة العلوية وقواها السياسية العسكرية، ولهذا خلق توازناً بين القطاعين الخاص والعام، ونشر هذه (التعادلية) في علاقاته بالطبقات والدول والغرب والشرق.
فهو القومي والوطني، وهو مؤسس الجبهة الوطنية وفيها بذور الأفكار التعددية، وهو الذي يقفُ بمهارة مع الدول العربية المحافظة والتقدمية، وهو المؤيد لأرباح القطاع الخاص المتصاعدة والمحافظ على أسعار المواد الغذائية الشعبية.
لكن هذه السياسة المتوازنة كان ينقصها شيءٌ رئيسي هو الديمقراطية، أي أن تجري العلاقةُ بين القطاعين الاقتصاديين، والطبقات الحاكمة والمحكومة عبرَ أدوات الديمقراطية، وتبادل المواقع، ولكن الذي حدث هو تحولُ الجبهة الوطنية وحزب البعث إلى واجهات للقبضة العسكرية الأمنية وبهذا انفتح باب الفساد الواسع.
وبفقدان ذلك راح القطاعُ الخاص يلتهمُ المالَ العام، وتغدو الأسر العلوية والنخبة الحاكمة ذلك الوريث غير الشرعي للجمهورية.
وجاء الابنُ بشار الأسد وريثاً شكلياً لأبيه، وليس وَريثاً لمناقبه، فانتهتْ سياساتُ التوازن، وكان الورثةُ الحقيقيون هم كبارُ الضباط العلويون والأسر المالية المتنفذة الذين مثلوا هجوم (الأسود) على المال العام وعلى سرقة لبنان، فحولوا الرئيسَ الجديد إلى واجهة.
عملية الانهيار اتضحت ليس فقط في اشتعال الأسعار فوق لحم المواطنين، وشراء الملكيات العامة ببخس الأثمان وشيوع الفساد بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ سوريا، بل كذلك في انهيار التحالفات السورية الوطنية التقدمية والهجوم على رموز اليسار والقوى المستقلة في سوريا نفسها ولبنان وتصعيد حزب الله والتحالف مع إيران.
وكانت المنطقة تشهد انهيار الشعارات التنويرية والديمقراطية التحديثية لصالح صعود التيارات الدينية المحافظة، التي اتخذت شكلين رئيسيين: طائفية سنية، وطائفية شيعية. وهذان الشكلان يمثلان صعود القطاعات العامة النفطية (المطلقة)، أي المكتسحة للقطاعات الخاصة المنتجة.
وبهذا، فإن الدولة السورية الجديدة وجدت نفسها تنساق في الطائفية، أما توازنات الأسد الأب فقد انهارت في عهد ابنه، وهكذا فإن البرجوازية السوداء التي ظهرتْ في القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع سحقت ربيع دمشق واعتقلت المفكرين الذين لم يفكروا بطبيعة هذه البرجوازية واستعادت المجتمع الشمولي عبر انحدارات جديدة، فالتوزان الطوائفي بين العلويين والسنة والمسيحيين انهار، ليظهر تحالف العلويين والاثناعشرية، بشكل أجسام بشرية كثيفة من جنوبي العراق ولبنان، وعبر تحالف مناطقي، يعلن شكلاً التصدي للاستعمار وينفذ الدفاع عن قطاعات عامة عسكرية فاسدة وأرياف متخلفة وثقافة محافظة.
الاستقطابية الرهيبة الشديدة لم تُر من قبل القوى الطامحة في التغيير وظنت أنها ببعض التظاهرات قد ترجع النظام الى خط الإصلاح والجبهة الوطنية الحقيقية، ولكن هذا الزمان ولى وظهر زمن الاستقطابات الطائفية الحادة المعبرة عن قطاعات عامة عسكرية ضارية في كرهها للديمقراطية ووحدة المسلمين والقومية العربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا العواصف والمذابح (1)
- أي رقابة هذه؟!
- الجيتوات والمذبحة
- أهو اقتصاد حر أم موجه؟
- تحويل الثقافة إلى خرافة
- فوضى كارثية
- العلمانية كخطٍ سياسي حاسم
- مشروعُ الدولة الوطنية العلمانية
- جذورُ الكتابة الفارغة
- الناقد ذو الرأسِ الفارغ!
- حاوي ومناضل عالمي!
- معارك كبرى لقوى التخلف
- عسكر شمولي
- مثقفو الأكاذيب والتزوير
- الإخوان وتجميد حياة المسلمين
- مقاطعتهم نعمةٌ وبركة
- كلمات فاشلة
- ورقةٌ عماليةٌ واحدة يتيمة فقط!
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (4-4)
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (3)


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - سوريا العواصف والمذابح ( 2)