عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عن اللاشعور الجمعي العربي ..
( مواصفات الشخصية العربية )
اللاشعور الجمعي العربي مصطلح مركب من كلمتين ، والآن سنحاول تعريف من هم العرب ، العرب كلمة وردت في اللغة الآرامية القديمة بمصطلح ( عربايا ) والتي تعني سكان الغرب من بلاد النهرين أي قبائل بدو الجزيرة العربية الأوائل من سكان نجد والحجاز ، قبائل ا لبدو تلك عاشت إلى فترات تعود للألف الرابع قبل الميلاد والتي ساهمت بشكل كبير في تاريخ منطقة الشرق أوسطية عبر التأثير المتبادل مع شعوب الهلال الخصيب والذي كان يأخذ دائما شكل غزوات أو هجرات منتظمة بحثا عن الماء ، ثقافة القبائل العربية كانت بربرية تشبه كثيرا شعوب البربر في أواسط أسيا ووسط أوربا القديمة ، تلك الثقافة اعتمدت على تقديس الأقوى وحياة الترحال من أرض إلى أرض جديدة عبر مفاهيم الصعلكة والسلب والنهب ، امتازت قبائل البدو العربية عن غيرها من قبائل البربر المجاورة بثقافة لغوية متطورة جدا وهي ظاهرة غريبة حيرت الكثير من الباحثين في السبب التي جعلت تلك القبائل تقدس اللغة بهذا الشكل الغريب ، وهكذا كانت اللغة العربية كان حجر الزاوية - برأي الشخصي - الذي جعل تلك القبائل تؤسس إمبراطورية على يد بني أمية في القرن الثامن الميلادي ضاهت أمجاد الإمبراطورية الرومانية القديمة ، الجيوش العربية امتدت نحو الشرق والغرب ناقلة معها ثقافة الصحراء البدائية لتلك الشعوب وما تمتلك من تراث ثقافي خاص لتمتزج معا في تكوين حضارة غريبة الأطوار سميت في الأدبيات المعاصرة الحضارة الإسلامية ، ثقافة الصحراء العربية مازالت لليوم تؤثر في حياتنا اليومية نحن الشعوب العربية البقايا المتناثرة من تلك الإمبراطورية القديمة .. لاحظ مثلا عزيزي القارئ الجمل العربي ذو السنام المفرد كم يحتل من منزلة عليا في الأعمال الأدبية والفنية المعاصرة على الرغم من أن الفنان العربي لم يرى جمل في حياته سوى ما يعرض في شاشات التلفاز أو حدائق الحيوان ، وهناك السيف العربي المقوس قليلا الذي يعلق على جدران كل البيوت العربية الفاخرة والتي يدعي أصحابها التحضر ورفض كل القديم بحسناته وسيئاته ومنزلة المرأة المتردية في الشرق العربي هو من بقايا ظاهرة وأد البنات ( دفن البنات وهن أحياء ) خوفا من العار الذي قد يأتي منها فيما بعد ..
تلك بعض الأمثلة من التأثير اللاشعوري للصحراء في حياتنا اليومية ..
تحليل الشخصية العربية على أساس العوامل المشتركة موضوع ليس جديد وأثاره بجراءة المفكر العراقي علي الوردي في بعض كتاباته من خلال تناوله للشخصية العراقية والتي لا تختلف عن أخواتها في الدول العربية المجاورة كما أعتقد وعموما تنص نظرية علي الوردي في تحليل الشخصية العراقية على الأتي : ( أن بلاد النهرين كانت الأساس الأول لأقدم حضارة وجدت على سطح الأرض ، وفي نفس الوقت يقع على حافة أوسع صحراء مأهولة بالبشر في العالم ، وان كلا من سهله ( موطن الحضارة) وصحرائه ( موطن البداوة ) عالم قائم بذاته سواء ببيئته أو قيمه أو متطلبات عيشه ونظمه وأتساقه، وأن موطن الحضارة فيه كان دائم التعرض لغزوات البدو الذين استقروا حول مدنه كهجرات بدوية متسلسلة كما ذكرنا ، ونشأت لذلك في العراق نظامان حضاريان متنافسان فيما بينهما : نظام بدوي محارب وحشي من ناحية ، ونظام مدني زراعي خاضع من ناحية أخرى ، منشئا بالتالي نظامان للقيم، نظام يؤمن بالقوة وتسود فيه قيم الآباء والشجاعة والكبرياء ومن صفات الفارس الفاتح وبجانبه نظام آخر يؤمن بالكدح والصبر ويمارس أداء الضريبة والخضوع والتصفيق لكل نظام يأتي واللعن والشتيمة على أي نظام يذهب وان هذا الصراع قد أثر في شخصية الفرد العراقي تأثيرا بليغا فأصبح مضطرا لأن يقتبس نوعين من القيم الاجتماعية أو يقلد صنفين من الناس، صنف البدوي الغالب وصنف الفلاح الخاضع ، فهو تارة يؤمن بالغلبة ويتباهى بها أو يحاول أن يظهر قوته على غيره أو على الأضعف منه ، وفي تارة أخرى يشكو من سوء حظه و من ظلم الناس له . .
في ازدواجية لا تنتهي للأبد ..
هذا ملخص بسيط لنظرية الدكتور علي الوردي والتي تناولت الشخصية العراقية العربية بالمنظور الاجتماعي ..
ويبقى أن نتناول الشخصية العربية بالمنظور النفسي انطلاقاً من أسس التحليل النفسي وخصوصا نظرية العالم كارل كوستاف يونغ في نظرية اللاشعور الجمعي والتي تنص على ارتباط الذكريات البشرية في منطقة اللاشعور لمجتمع كامل في نظام واحد يؤثر بصورة غير محسوسة في تصرفات الناس ( ميولا مشتركة لتشكيل رموز معينة ) ، هذا النظام عامل محرك أولي لجماعة بشرية كبيرة أو صغيرة ، تلك الجماعة تكره أشياء وتحب أشياء بشكل جمعي غير محسوس مثلا نظرة الرجل الشرقي للمرأة .. وعلاقة الأب بابنه .. والعصبية القبلية على أساس القرابة العائلية .. وغيرها من الأمور التي تؤكد على فكرة اللاشعور الجمعي العربي ، وقد تناولنا هذا التعريف في مقال سابق ..
مواصفات اللاشعور الجمعي العربي :
أولا / الأتكالية وكره العمل .
ثانيا / عدم الثقة بالنفس .
ثالثا / الازدواجية والنفاق على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي .
رابعا / علاقته مع غرائزه قوية جدا ، فهي تؤثر فيه وفي سلوكياته .
خامسا / عاطفي جدا ومشاعره مرهفة لحد لا يصدق .
سادسا / حب التسلط .
سابعا / ميوله قوية جدا للجماعية والابتعاد عن الفردية ( ثقافة القطيع ) .
ثامنا / يكره النظام ومتعلقا ته من الترتيب والبيروقراطية .
تاسعا / سهل الانقياد للأقوى .
عاشرا / الثرثرة والكلام لساعات دون ملل .
أحد عشر / السطحية دون وجود عمق واضح .
أثنتا عشر / يقدس الخوف كثيرا .
ثالث عشر / متعلق جدا بالماضي وتراث الأجداد .
وغيره .. وغيره .. ومن يحب يكمل ..؟؟!!
شكرا لكم ..

عماد الربيعي
30 7 2005

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل