أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد البابلي - السريان .. حكاية حزن لاتنتهي














المزيد.....

السريان .. حكاية حزن لاتنتهي


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 11:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


درست الباراسيكولجيا قبل سبعة أعوام وبصراحة كان اعتمادي على الكتب المترجمة وأن كانت قليلة ، ولكن الكتاب الأهم في حياتي كان الإنجيل الذي كان يصف بطريقة فانطازية رحلة السيد يسوع الأخيرة نحو مدينة أورشليم المقدسة ، كانت هناك أفكار روحية رائعة بين خوابي الكتاب المقدس التي ألهمتني كثيراً في درب الباراسيكولوجيا..
من خلا ل قراءتي لكتب التاريخ العنتري للعرب ، جاءتني حقيقة مؤلمة من مئات الحقائق تتحدث عن القمع الذي تعرض له الأخوة السريان في العراق وفي الدول المجاورة .. مئات السنين من القمع والتصفية الجسدية لأعداد كبيرة منهم وطبعا كانت تتم بأسم الدين الإسلامي الحنيف ، حملات التصفية هذه لن مقتصرة على مرحلة تاريخية معينة أو شعب معين مارسها دون الشعوب الأخرى لكنها كانت وليدة حقب تاريخية طويلة جدا وعلى أيد الكثير من الطوائف وكان أقسها تلك التي قام بها العثمانيون في القرن السابع عشر ..
كانت صديقتي ( J ) وهي مسيحية تعيش في جنوب العراق ، ذات يوم روت لي سلسة من المضايقات اليومية التي تتعرض لها في الشارع من قبل بعض الناس ، كانت تشتكي لي والدمع ينهمر من عيناها كشلال لم يجد مجرى من حادثة تعرضت لها قبل أشهر : ذات يوم في السوق حين كانت تقف بالقرب من أحد الدكاكين ، وتقول كنت أتفاهم مع البائع حول سعر مجموعة من الصحون ، تفاجأت بأن شعري يسحبه أحد إلى الوراء وبقوة ، التفت إليهم بعد أن صرخت ، وقالوا لي : أنك مسيحية كافرة ماذا تفعلين هنا ؟؟بدأت دموعي تنهمر من الخوف ، كانت وجوهم تدل على الوحشية ( اللحية الطويلة ) وبصراحة بدأت بالركض نحو البيت كالطفلة ؟؟ عرفت فيما بعد ومن علاقات خاصة بأن من تعرض للسيدة ( J ) هم أعضاء الحركات الإسلامية المتطرفة ..تعرضت هذه السيدة للقصص بآلاف من هذا الاضطهاد، مثلا عند باب بيتهم كانت القمامة تتجمع من كل البيوت المسلمين المجاورة وكانت تضطر أم ( J ) يوميا دون أن تعترض على مثل التصرف إلى رفع بقايا القمامة من أمام باب بيتها بابتسامة رائعة .. أخبرتني هذه السيدة عن قصص غريبة حدثت في مدينة الموصل فيما يتعلق بالفتيات المسيحيات وما تعرضن لهم من معاملة سيئة وخصوصا في الجامعة حيث أن إحدى أقاربها أحترق شعرها بالكامل وجزء من وجهها من كمية من الحامض ألقاها أحد الطلبة المسلمين عليها !! ..
الشعب السرياني هو الشعب الحقيقي للعراق قبل أن يدخلوه العرب بأعداد كبيرة كأسراب الجراد ، وانقلبت الآية فيما بعد صار الضيوف هم أهل البيت والسريان صاروا مشردين وراء الجبال والبعض الأخر عبيد أو جواري لدى شيوخ القبائل الذي صاروا فيما بعد ولاة لحكومة أمير المؤمنين السعيدة ..
هذا الكلام قد يكون قديم جدا ومكرر خاصة بالنسبة للذين واكبوا الثقافة الليبرالية ولكن أحب أن أورد هذه المقطع من كتاب ( المجتمعات الإسلامية ) لمؤلفه شكري فيصل من صفحة 83 يتحدث فيها المؤلف عن دور السريان في الحضارة العربية (( وفي عين التمر اعتصموا بحصن هناك فضرب خالد أعناق الحصن أجمعين ، وسبى كل من حوى حصنهم وغنم ما فيه ، ووجد في بيعتهم أربعين غلاماً يتعلمون الإنجيل وعليهم باب مغلقة فكسره عليهم وقال من أنتم ؟ قالوا : رُهن .
فقسمهم في أهل البلاد : منهم أبو زياد مولى ثقيف ، ومنهم نصير أبو موسى بن نصير ، ومنهم أبو عمرة جد عبد الله أبن عبد الأعلى الشاعر وسيرين أبو محمد بن سيرين ..، وقد نُقل هذا السبي إلى الجزيرة العربية وتوزعته الأسر العربية الكبيرة .. )) .
هذا الكتاب وغيره من الكتب الكثيرة التي كتبها القوميين العرب التي حاولت فيه تمجيد الحضارة العربية واعتبارها في منزلة لا يرتقي لها البشر من باقي الأجناس ، من أين أتى الأخ الكريم ( سيف الله المسلول ) خالد بن الوليد الحق في امتلاك أرواح أولئك الصبية الرهبان وتوزيعهم كالخرفان بين البيوت العربية .. هل هي الغنائم ؟؟
المقطع مفيد لدراسة حقوق الإنسان في الدين الإسلامي ، أليس كذلك ؟؟!!
الكارثة الكبرى بأن المؤلف العزيز أورد الفقرة يعبر فيها عن العلاقة المتبادلة بين العرب والسريان والتي كانت على حد قول المثل العراقي الشعبي ( دهن ودبس ) وكيف خرجت شخصيات منهم أثرت في مسيرة التاريخ العربي فيما بعد من باب مجاملة هذه الأقلية المسكينة ، تلك عينة تاريخية بسيطة من ظلم كبير تعرض له الأخوة السريان طوال حقب تاريخية طويلة ..
ويتفق أغلب المؤرخين العرب على أن التصوف الإسلامي كان مصدره الأول والرئيسي هو الرهبان المسيح بالتوافق مع فتوى فقهية أجمعت عليها كل المذاهب الإسلامية على تكفير الطائفة الصوفية ، ولكن بالمناسبة هل سيكون رأي المؤرخين العرب نفسه لو كانت فتوى الفقهاء بالعكس ؟؟
من يحرك من ؟؟ الفقهاء أم المؤرخين ؟؟
وهناك عند المحافل القومية العربية حاول المفكرون العرب مسح الأصل العرقي للسريان واعتبارهم عرب ولكن على الدين المسيحي ؟؟!!
شكراً لكم ..

عماد الربيعي
5 7 2005






#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف اللاشعور.. رحلة إلى بلاد العجائب
- القائمة 169 ومنتخب البرازيل
- المواطن العراقي والقومية العربية / علاقة من نوع خاص


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد البابلي - السريان .. حكاية حزن لاتنتهي