أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أي رقابة هذه؟!














المزيد.....

أي رقابة هذه؟!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لكي تحصل على خدمة عادية من بعض الجهات عليك أن تجهد نفسك وتدفع وتدفع من أجل أن تحصل على خدمة صحية صغيرة بالكاد تصل للعلاج الحقيقي أو تستخرج كتاباً لك ألفته وعانيت في تأليفه ثم تعاني لطباعته وتعاني من أجل استخراجه من فم الحوت!
يوم 14 يوليو ذكرى الثورة الفرنسية من هذه السنة كان يوماً ذا سحب غريبة بيضاء أشبه بالبرص حارة لاسعة، ومهمتي بسيطة هي أن أستخرج كتاباً لي، هناك في مبنى الشحن الجوي، حيث يتكدس ما ألقته بعض الطائرات من بضائع!
المكان الدخول فيه عبر بوابة حديدية تكاد تضغط على ضلوعك وهي تدور مدخلة إياك في الجوف.
الموظفة هي التي اتصلت بك وقالت إن لك كتاباً هنا.
أول ما فعله الموظف هو أن حدد لك قيمة نزول هذا الكتاب على هذه الأرض المعطاء بضع لحظات، فكان المبلغ ثقيلاً!
لكن يبدو أن مهمتك لن تكون صعبة في هذا اليوم الذي تعشى فيه العيون وتتوه الأبصار.
فمجرد أن يعطيك الموظف نسخة تذهب بها للوزارة المختصة لكي تتأكد أن ليس في المؤلَف مقذوفات نارية وأن الرواية لا تشهر السلاح في وجوه الناس.
بعد استخلاص ضريبة الأرض من نزول الكتاب عليها يُفترض أن تأخذ نسخة من الكوارتين التي تساقطت على البلاط وتجمعت في بقش كبيرة بيضاء ورُبطت بحبال خاصة.
مهمة لا تستغرق بضع دقائق لكن هنا عليك أن تنتظر بضع ساعات، ساعات عديدة وأنت مربوط بالمقعد في مكان لا صحف فيه ولا مجلات بل ثرثرة وعذابات ومشاغبات المخلصين للبضائع وهم يروحون ويجيئون ويفتحون الحقائب كل لحظة ويعدون الأوراق والزبائن تدفع وتدفع!
المخلص المكلف من قبلي لاستخراج الكتاب ظل ساعات وهو يعمل لاستخراج نسخة واحدة.
ماذا يُراد من نسخة رواية؟ هل سوف يقرأها موظف في لحظات ثم يصدر حكمه النقدي ويفتح لها البوابة؟
هل بقي شيء في الفضاء العالمي لم يُفتح؟ وهل الفوضويون والمخربون سوف يستعملون الطرق العادية في توصيل تعليماتهم لأتباعهم؟
هل تستطيع الرقابة على الكتب والمجلات هنا أن تفيد في شيء؟
إذا كانوا يريدون الرقابة لماذا لا يضعون رقيباً مثقفاً لكي يرى هذه المواد؟ ولكن هل تنفع الرقابة أصلاً؟
ومع قبولك المرغم بهذا الترتيب إلا أن العاملين هناك لا يعطونك ما طلبت خلال ساعات، فها هم يمشون هنا وهناك ويدورون ويلفون كأنهم ينتظرون منك مبلغاً من المال وإلا بقيت بضاعتك ذات الثمن العظيم جامدة متروكة لا أحد يستخرج منها نسخة!
رؤساؤهم موجودون وأنت تطلب نسخة لوجه الإعلام البحريني العظيم لكنك تجثم بضع ساعات والنسخة لا تـُستخرج من البقش الكبيرة الملقاة.
عليك أن تفيد المخلص ذاته الذي لا ينفك يبحث في حقيبته عن ورق، ودبسها كل لحظة، ويذهب ويرجع ثم يلبس لباساً مختلفاً لكي يذهب لإحضار النسخة وأن يستعد لمعركة!
الورق يذهب ويجيء، وأختام بعد أختام، وموظفك يقودك إلى موظف، ودفع أخير، وحصول على نسخة واحدة مغلفة بالنايلون خوفاً على قراءتها أو على إنتاجها مجدداً!
وتنتظر النسخة رحلة أخرى!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيتوات والمذبحة
- أهو اقتصاد حر أم موجه؟
- تحويل الثقافة إلى خرافة
- فوضى كارثية
- العلمانية كخطٍ سياسي حاسم
- مشروعُ الدولة الوطنية العلمانية
- جذورُ الكتابة الفارغة
- الناقد ذو الرأسِ الفارغ!
- حاوي ومناضل عالمي!
- معارك كبرى لقوى التخلف
- عسكر شمولي
- مثقفو الأكاذيب والتزوير
- الإخوان وتجميد حياة المسلمين
- مقاطعتهم نعمةٌ وبركة
- كلمات فاشلة
- ورقةٌ عماليةٌ واحدة يتيمة فقط!
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (4-4)
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (3)
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي (2)
- التحديثيون الدينيون والنقد التاريخي


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أي رقابة هذه؟!