أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسية والخارجون على القانون (تابع)















المزيد.....

الماركسية والخارجون على القانون (تابع)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 10:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية والخارجون على القانون (تابع)

المحطة الرابعة وهي الحرب الوطنية (الحرب العالمية الثانية).
أحد الكتاب المصريين وهو يحمل درجة الدكتوراه وله العديد من الكتب في مختلف المواضيع، والمحاضر في عشرات الجامعات الأميركية والبريطانية، كتب مرة يقول .. أن الدول الغربية حملت الاتحاد اليوفياتي على أكتافها في الحرب على ألمانيا الهتلرية !! مثل هذا القول الغبي الفج والسمج يتفشى في كثير من الدواوين السفيهة . يدّعون مثل هذا الإدعاء السفيه مع أن الدول الغربية وعلى رأسها الدول الرأسالية العظمى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لم تحارب ألمانيا على الإطلاق باستثناء فرنسا التي لم تحارب ألمانيا في بداية الحرب لأكثر من ثلاثة أسابيع ثم بعد استسلامها في 14 يونيو حزيران 1940 ، شاركت جيوشها الهتلريين في حربهم على الإتحاد السوفياتي . لا يخرج المرء على القانون إلا جراء إقترافه الجريمة، وجريمة هذا الدكتور المصري هي شهادة الزور وقد شهد على أن الإتحاد السوفياتي لم يحارب ألمانيا النازية .
وكنت رددت على ذلك الدكتور المتثاقف الغبي وطلبت منه أن يسمي معركة واحدة فقط خاضها الإنجليز والأميركيون ضد ألمانيا في موازاة المعارك التاريخية الكبرى التي خاضها السوفيات من مثل معركة موسكو في نهاية 1941، وكانت أول هزيمة تلحق بالهتلريين، ومعركة ستالينجراد في نهاية 1942، وهي مضرب أمثال الصمود وحازت على سيف الملك جورج السادس ملك بريطانيا الذهبي المرصع بالجواهر ونقش عليه عبارة " إلى الذين قُدّت قلوبهم من الفولاذ "، ومعركة كورسك في صيف 1943وهي أعظم معركة دبابات في تاريخ الحروب وشارك فيها أكثر من ثمانية آلاف دبابة والتي قصمت العمود الفقري للعسكرية الألمانية، ومعركة تحرير وارسو الدموية وقد قتل فيها حوالي 400 ألف جندي سوفياتي، وأخيراً معركة احتلال برلين التي شارك فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة 6.5 مليون جندي سوفياتي ـ هناك رأي لبعض الشيوعيين يقول لو لم يكن ستالين رحيماً بحلفائه الإنجليز والأميركيين لترك مهمة فتح برلين للجيوش الأميركية والبريطانية وأعدادها كانت قد وصلت آنذاك إلى حوالي 700 ألف، لو كان ذلك لأبيدت جيوش بريطانيا والولايات المتحدة قبل أن تدخل متراً واحداً في برلين . ليس هناك أي معركة خاضها الأميركيون والإنجليز ضد ألمانيا . المعركة الهامشية الوحيدة التي خاضتها جيوش هاتين الدولتين العظميين خلال الحرب العالمية بطولها (ست سنوات) كانت ما يدعى بحرب العلمين وحرب العلمين كانت في مواجهة جيوش إيطاليا وليس ألمانيا وانتهت تلك الحرب بخسائر مجموعها من الطرفين 15 ألف جندياً، 8 آلاف من الطليان و 7 آلاف من المصريين والسودانيين والهنود والاستراليين والنيوزيلنديين وقليل من الإنجليز والأمريكان . طيلة الحرب وحتى إنزال النورماندي في 6 يونيو جزيران 1944، وكانت قد تأكدت هزيمة ألمانيا، لم تحارب إنكلترا والولايات المتحدة سوى إيطاليا التي لم تمتلك إذاك أكثر من 30 فرقة سيئة التسليح . وحتى فيما بين إنزال النورماندي واحتلال برلين في 8 مايو أيار 1945 لم تدخل الجيوش الانجليزية والأميركية بقيادة الجنرال إيزنهاور أي معركة مع الألمان .
في رسالة إلى الرئيس روزفلت قال ستالين .. " والآن في مايو 1943 تقررون والسيد تشيريشل تأخير فتح الجبهة الغربية إلى ربيع 1944 بعد أن كنتما قررتما فتحها في العام 1942 ثم أجلتماه إلى العام 1943 . قراركما هذا يخلق صعوبات غير متوقعة للإتحاد السوفياتي وقد نضبت كل موارده الوطنية خلال العامين المنصرمين جرّاء مواجهته وحيداً لجيوش ألمانيا والدول الدائرة في فلكها ويُلقي بمهمة الدفاع عن استقلاله واستقلال حلفائه عليه وحده " . كانت موارد الجيوش النازية تأتي من النرويج والدانمارك وبلجيكا وهولندا وفرنسا والنمسا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا . مقابل ذلك كان يتسلم الاتحاد السوفياتي بعض المساعدات الهامشية المهرّبة من بريطانيا والولايات المتحدة . لم تفتح الجبهة الثانية في غرب أوروبا في ربيع 1944 بل في 6 يونيو حزيران 1944 ودون موافقة تشيرتشل بعد أن هدد الجنرال إيزنهاور بالإستقالة من مركز القائد العام متهماً تشيرتشل بخيانة الحلفاء السوفييت . فكان أن عبر 194 ألف جندي بريطاني وأميركي، أي 12 فرقة فقط إلى النورماندي لتشتبك في مناوشات متفرقة مع قوات ألمانية مبعثرة دون أن تدخل في معركة حربية واحدة ذات شأن بل تم وقوعها في حصار محكم ليلة عيد الكرسماس في 24 ديسمبر 1944 من قبل 20 فرقة ألمانية في جبال الجاردنز شمال شرق فرنسا وتهددتها الإبادة التامة لولا نجدة الجيوش السوفياتية ومساعدتها في فك التطويق من خلال هجوم واسع بدأته القوات السوفياتية في 12 يناير 1945 إمتد على عرض القارة الأوروبية مما أرغم الألمان على سحب ثمان فرق من الطوق بعد ن دخلت القوات السوفياتية بروسيا . باختصار واجه الاتحاد السوفياتي 180 فرقة نازية عالية التسليح في حين أن الدول الغربية مجتمعة لم تواجه 20 فرقة ألمانية ظلت مستريحة بلا عمل في غرب أوروبا . كان فتح الجبهة في غرب أوروبا يستهدف تخفيف أعباء الحرب على القوات السوفياتية بعد أن تضطر ألمانيا إلى سحب عدة فرق من الجبهة الشرقية لتحارب في الجبهة الغربية فإذ بالأمر يتم عكس التخطيط حيث ونظراً لهزالة الجبهة الغربية تضطر ألمانيا إلى سحب ثمانية فرق من الجبهة الغربية وإرسالها إلى الجبهة الشرقية

ما يتوجب على كل أبناء البشرية ذوي الضمائر الحية الوقوف عنده والتأكيد عليه في هذا المقام هو أن الجهود الهائلة بكل المقاييس التي استطاع مجتمع الاشتراكية السوفياتية أن يبذلها في مواجهة الغول النازي مدعوماً بكل موارد القارة الأوروبية المادية والبشرية وانتهاءً بسحقه في وكره النازي في الرايخستاغ لهو دلالة قاطعة لا تحتمل الشك على أن الاشتراكية هي مستقبل البشرية والتي لا يجوز الطعن فيها أو وضعها للإختبار مرة أخرى في مختلف الأحوال . الإعلام الرأسمالي والبورجوازي يغطي على كل حقائق الحرب فتجعل دكتوراً باحثاً من مصر يعتقد أن الدول الغربية هي التي هزمت ألمانيا متحملة بجانب ذلك عبئ حمل الاتحاد السوفياتي على كاهلها !! لا أحداً يذكر الوثيقة الموقعة من قبل جورج السادس ملك بريطانيا العظمى ورئيس وزرائه ونستون تشيرتشل تقول .. إن شعوب بريطانيا العظمى لن تنسى دور الإتحاد السوفياتي في الحفاظ على حريتها مدى الحياة . كما أن أحداً لا يذكر أن استسلام اليابان إلى الولايات التحدة ما كان ليكون لولا أن جيوش الاتحاد السوفياتي كانت قد أجهزت تماماً على كامل القوى البرية لليابان في منشوريا . وما يثير الاستهجان حقاً هو أن عامة الكتاب و "المحللين" الاستراتيجيين يعلنون أن استسلام اليابان جاء بفعل إلقاء الأمريكان القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي علماً بأن ذلك لم يكن ذا أثر ملموس في الحرب حيث استمرت اليابان تحارب بشراسة أعظم دولتين في العالم ، الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، لأكثر من ثلاثة أسابيع بعد جريمة الضربتين النوويتين ضد المدنيين في هيروشيما وناغازاكي . كان الرئيس الأميركي هاري ترومان قد قرر إقتراف الجريمتين للإنتقام من اليابان لقاء ضربة بيرل هاربر المأساوية، وهدف آخر كان وراء ذلك وهو تخويف ستالين كما اتضح ذلك في مؤتمر بوتسدام حين استخف ستالين بترومان يخبره عن نجاح أميركا في بناء القنبلة الذرية .
هؤلاء القوم الغفل يظنون أن بإمكانهم تجاهل حقائق الحرب الكبرى وعملوا جهدهم نحو مثل هذا الهدف فكان أن انتبهت شركة تلفزيون أميركية (Airtime International) إلى أنها تستطيع أن تحقق أرباحاً طائلة عن طريق اختراق مثل هذا الحصار المؤامرة فقامت بإنتاج مسلسل وثائقي يمتد لعشرين حلقة منقول عن وثائق سوفياتية وأميركية وبريطانية بإسم "الحرب المجهولة" (The Unknown War) وقد قدم المسلسل الممثل الأميركي المشهور بيرت لانكستر (Bert Lancaster) ـ قامت جهة أميركية على ما يُظنّ بسحب هذا المسلسل من الأسوق بحجة دخول القوات السوفياتية إلى أفغانستان الأمر الذي يقطع بأن كل الحرب العالية الثانية كانت حرب الاتحاد السوفياتي حماية لحرية الشعوب من غول النازية وأن دور الولايات المتحدة وبريطانيا كان دور الأقزام ـ سحب المسلسل من الأسواق يستدعي زيادة اهتمامنا بمؤامرة طمس دور الاتحاد السوفياتي في الحرب وهو دور المردة (giants) بتعبير تشيرتشل نفسه .
السؤال الكبير في هذا المقام هو .. كيف جهدت ذئاب الإمبريالية المسعورة ومن بعدها كلاب البورجوازية الوضيعة في طمس دور الاتحاد السوفياتي في الحرب على النازية في حين أن خريطة العالم الجيوسياسية القائمة حتى اليوم هي من رسم يوسف ستالين في مؤتمر يالطا فبراير 1945. يدّعي كتاب البورجوازية أن ستالين فرض على روزفلت وتشيرتشل شروطاً جائرة في مؤتمر يالطا، لكنني بالمقابل أرى أن ستالين ومن قبيل واجب الاحترام للحلفاء قبل بالحد الأدنى من الشروط لأنه بات يعتقد وبحق بعد أن رأى عملياً في الحرب قدرات الدول الرأسمالية المحدودة قياساً بقدرات الدولة الإشتراكية الهائلة أن الثورة الاشتراكية ستحقق النصر النهائي في العالم كله على الرأسمالية العالمية عن طريق المنافسة السلمية وليس عن طريق الحرب ولذلك أكد ستالين في نوفمبر 1952 أن الرأسمالية الإمبريالية ستنهار في وقت قريب .

ولعل الواجب يقتضيني هنا أن أؤكد للمتثاقفين من مختلف الألوان والإتجاهات على أن من لا يعي حقائق الحرب العالمية الثانية ومختلف انعطافاتها باطلة كل دعوى ثقافية له يدعيها فعالمنا اليوم وغداً هو من صناعة الحرب العالمية الثانية . كل ما نقول وما نكتب إنما هو تجسيد لما أنتجته تلك الحرب الكارثية التي أورثتنا ليس العوالم الثلاث فقط بل وانهيارها أيضاً فانتهى العالم كله إلى أزمة خانقة لا سبيل للإفلات منها كما في الأفق .
كل من يشارك في مؤامرة طمس الدور السوفياتي في تحطيم النازية والرايخ الهتلري لألف عام والحفاظ بالتالي على حرية شعوب العالم قاطبة إنما هو خارج على القانون .

(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية والخارجون على القانون
- الماركسية هي دستور الحياة وناموسها
- ماو تسي تونغ صمت دهراً ونطق كفراً (3/3)
- ماوتسي تونغ صمت دهراً ونطق كفراً (2/3)
- ماوتسي تونغ صمت دهراً ونطق كفراً (1/3)
- الديموقراطية السوفياتية المثلى
- السياسيون لا يُستشفَون
- الحزب الشيوعي يخون الثورة مرة واحدة فقط
- تفاقم المديونية إنّما هو إنعكاس لانحطاط المجتمع حتى الإنهيار
- إلى الرفيق عبد الرزاق عيد
- ماذا وراء تهرؤ النقود حتى الإنهيار
- الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد
- حصن الماركسية الحصين (4)
- حصن الماركسية الحصين (3)
- حصن الماركسية الحصين (2)
- حصن الماركسية الحصين (1)
- مانيفيستو القرن الحادي والعشرين (الأدلجة)
- مانيفيستو القرن الحادي والعشرين )النقد - (Money
- مانيفيستو القرن الحادي والعشرين ( عبور مختلف إلى الإشتراكية ...
- رسالة إلى قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسية والخارجون على القانون (تابع)