أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور ...17














المزيد.....

بين سبيلك و ميركه سور ...17


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


بين سبيلك وميركه سور مرة أخرى... 17

لم يحدث ان انتحر بغل اثناء النزول من الجبل !!.. ولم ( يحرن) يوما ، قال النقيب وهو يعلق علىى البغال وهي تسير مسرعة وبرشاقة عائدة بنا الى السفح .. يكفي ان تسلك الطريق مرة حتى تحفظ كل التوائاته واتجاهاته عن ظهر قلب.. ومع ذلك يعتبر نعت شخص ما بالبغل شتيمة ما بعدها شتيمة !! ربما لوجود الحمار في القصد او لغرابة التزاوج بين  الحمار والفرس  فبؤسا لتلك الفرس التي ينكحها حمار ! ...
حين وصلنا الى شيروان مازن ترددت في ابداء رغبتي بزيارة صديقي الدكتور فرحان والذي كان يمضي خدمته في المناطق النائية .. كان يعمل في مستوصف ميركه سور والتي لا تبعد كثيرا عن شيروان مازن ..حين طرحت  رغبتي على النقيب قفز متسائلا وبلهفة : هل هناك ممرضات ؟!!! ثم أردف فرحا: ولم لا ، سوف أرافقك الى هناك ..!!
استقل الجنود الحوامة وأقلتنا عجلة ( واز قيادة) الى ميركه سور ثم الى شقلاوه ...اخبرني دكتور فرحان وهو بجيب على تساؤلي : ميركه سور تعني الواحة الحمراء..تغفو تلك المدينة هادئة على كتف جبل وقد بدت لنا ونحن ننحدر من شيروان مازن وكأنها حمامة تفرش جناحيها في حوض من الماء وهي تستحم .. كانت بقايا الجليد لا تزال معلقة من اركان البيوت ومظلات الشبابيك وكأنها خرز الثريات البلورية .. فرحان طبيب صابئي كنا قد أمضينا سوية فترة الإقامة الدورية في مدينة العمارة .. كان شابا مرحا لا يسكن له قرار ولا يعرف ماذا يريد ..استقبلني بمرح كعادته  وهو يسرع بتقبيل يدي مرددا : اهلا سيدي ..!! وقدمني الى معينه من المضمدين والممرضات معرفا ومادحا ...هكذا هو فرحان ، وتلك هي حسكة أبناء الجنوب ! لم يقبل يدي اعتباطا ، فطالما كان يتهم ( السادة) باستغلال عواطف العامة !! بعد ان جلسنا وتناولنا أكواب الشاي ..افتقدت النقيب ورحت ابحث عنه وانا امسك قلبي خوفا من شطحاته .. وجدته يجلس بين ممرضتين وهو يحكي لهم عن جولاته في بريطانيا حين ارسل هناك للعلاج ..!! كانت إحداهن جميلة جدا! .. ذات قوام فارع وبشرة بيضاء وكان. شعرها اشقرا و طويلا وقد عقرته بشريط أسود وتركت ما تبقى منه حرا ينسدل على ظهر صدريتها البيضاء حتى خصرها...
نظرت الي مستطلعة وكأنها قد قرأت أفكاري فقالت بلهجة تنم عن ثقة بالنفس مع شيء من الظرافة : يبدو ان هوائل الحربلم تؤثرعلى  روحية السيد النقيب وشفافيته ..! هنا جاء شرطي يسأل عني فاستغربت !! ذكر ان طبيب الفوج يدعوني لتناول الشاي في مقرهم المحاذي المستوصف !! حين سألته عن اسم طبيبهم اعتذر عن ذكره حسب ما أوصاه الطبيب كما ذكر، وقال انه يريد ان يجعل من ذلك مفاجأة !! استأذنت من مضيفي وتركت النقيب يحكي قصصه ورافقت الشرطي .. نزلت ثلاثة درجات داخل غرفة الطبيب التي تشبه الجحر ..كان الضوء خافتا ورائحة النفط ودخان السجائر تملأ الغرفة.. فجأة استقبلني صوت ألفته ذاكرتي بسيل من الفشار والشتائم جعلتني أقف مذهولا ، ثم احتضنني وراح يقبل وجنتي وأكتافي مقهقه وهو يقول معتذرا ..لقد أصابتني الوحدة بالصدأ ولا أجد من أشتمه وأفشر عليه !!!
كان منعم أحد زملائي ومن دورتي حين كنا طلابا في كلية الطب ..كنت أتحاشى اللقاء به لما كان يشتهر به من سلاطة اللسان وانطلاقه بسيل من الكلمات النابية التي كانت تشتهر بها أسواق الكرخ وشارع الكفاح البغدادية القديمة !! كان منعم يتميز بروح دعابة وضرافة ، وكان محبوبا من الجميع مما جعل الطلاب يسامحونه على سلاطة لسانه .. كان أصدقاؤنا المشتركون يحذرونه مني قائلين أني قروي ولن يتسامح معه ان تناولني بلسانه الوسخ !! وكنت بدوري قد جعلت بيني وبينه مسافة من الاحترام والحذر مع حبي واستلطافي له .. ها هو يثأر لست سنين من الحذر ، وينفجر بشتائمه دفعة واحدة ...!!! أضاف معتذرا وهو يشير الى سريره السفري لأجلس عليه ؛ لا استطيع ان أفشر على هؤلاء الشرطة الأوباش وقد كدت ان أختنق ، وها هو الاله يرسل لي من السماء صديقا، تمنيت ان أجلده بلساني الوسخ طيلة ستة أعوام ...!!!
عدنا في المساء الى شقلاوه وقد أقلتنا عجلة واز وفرها لنا أحد ضباط اللواء 23 مشاة ، والذي كانت وحداته منتشرة في سهل ديانا وميركه سور ... حين اجتزنا كلي علي بك تذكرت انني سبق وان عبرته ليلا مع مساعد امر وحدة الميدان الطبية في مغامرتنا المجنونة في تلك الليلة ... اكتشفت حينذاك حدود ذلك الجنون وانا اتحاشى النظر لذلك الوادي ...!!!

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سبيلك و ميركه سور مرة اخرى ..15
- جمار..
- يفلانه ...2
- يفلانه..
- حيرة كلب عراقي..
- حدث في الموصل...
- صرخة عراقي ...
- مزنة صيف ...
- مكاتيب....
- إليك ...
- بين سبيلك و ميركه سور 15 ب
- بين سبيلك و ميركه سور 14
- بين سبيلك و ميركه سور 13
- بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..
- من لي سواك
- انت...
- قسم
- اه يا وطني
- يا..كمر
- أصدقاء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور ...17