حميد تقوائي - ليدر الحزب الشيوعي العمالي الايراني - في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول: الربيع العربي وشتاء سوريا المعتم!

قد تكون من المرات النادرة التي يصيب فيها وزير الخارجية الأميركي الأسبق في تعريفه لسقوط نظام مبارك بأنه مثل سقوط جدار برلين للغرب. فما من شك أن ما حدث في العالم العربي، بدءًا من الثورة التي أشعلها الشاب التونسي محمد البوعزيزي، كان بمثابة شعلة التحول في المنطقة ولن تنطفئ رغم محاولة أطراف محلية كثيرة وخارجية منع وقود الاشتعال عنها. إنهم يسيرون عكس التاريخ ولابد من التغيير فقد أصبحنا نسير عكس التاريخ، عكس البشرية كلها تقريبًا، وهذا لا يستوي مع الطبيعة البشرية.
أتمنى أن تهب رياح التغيير على المنطقة الإسلامية كلها، بدءًا بإيران التي تكلست واعجبتها لعبة القط والفأر مع الغرب استنزافًا للخليج ولبعض المغفلين.

         122 أعجبنى            

---

باعتقادي ان الشعوب العربية عانت الكثير من الاضطهاد وقمع لحرياتها والتلاعب بارزاقها، فغدا الربيع العربي، -رغم انني لا اتفق مع هذا المسمى-، هل نجمّل معاناة شعوبنا العربية، لنظهر امام العالم بشعارات براقة.
شعوبنا العربية عانت ولا تزال تعاني من طغيان حكامنا، ولا تزال تعاني من الفقر المدقع نتيجة لنهب ثروات بلداننا وتكديس ما سلب في قصورهم وفي بنوك العالم، الم تكشف الثورات الشعبية التي حدثت ولا زالت تحدث عن زعماء سرقوا لقمة العيش ليتبغددوا بحقوق شعوبهم، إن ما تم الكشف عنه من ثروات منهوبة هو طعنات في الظهر وفي القلب على حدٍ سواء، للشعب العربي، وهناك مصيبة أخرى يشيب لها الشعر وتحني الظهور من ثقلها، ألا وهي إستغباء الشعوب العربية من قبل الزعماء، نحن لا نعيش في عصر الجاهلية - رغم انني لا اتفق على هذا المسمى أيضاً-، حيث لدينا من العلماء والمفكرين والباحثين والمبدعين في جميع الجوانب والاقتصاديين، فتغييب مثل هؤلاء واستغفالهم وتهميشهم ووضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب والواسطة، جميع هذه الآفات أخلّت في توازن النهوض في مستوى الشعوب.

         103 أعجبنى            

---

من عبد الرحمان النوضة، من الدار البيضاء، من المغرب.
تحية طيبة. شكرا على هذا الملخّص الدّقيق والمركّز. أتّفق شخصيا مع كل النقط الواردة في مقالة المناضل حميد تقوائي. وهي كلّها دقيقة ومهمّة جدّا. وأضيف إليها ما يلي :
1) مادام نظام بشار الأسد الاستبدادي قائما، أو مادامت جماعات إسلامية أصولية تحاول استخلاف هذا النظام، فإن الثورة أو الصدام سيستمران في سوريا، بشكل أو بآخر.
2) يمكن لسيرورة الربيع الديمقراطي العربي أن تستمرّ في الاختمار في بعض البلدان العربية. لكن نجاح هذه السيرورة، دفعة واحدة، وفي مجمل البلدان العربية، ليس حتمية تاريخية. وحتى إذا توقّفت أو فشلت مؤقتا هذه السيرورة في بعض البلدان العربية، فإن هذا التوقّف سيبقى مؤقّتا. ثم سيشتعل لاحقا، لسبب أو لآخر. والسّر الذي يعطي حظوظا لتقدّم، أو لنجاح، حركة الربيع الديمقراطي العربي هو وضعية أحزاب اليسار في هذه البلدان العربية المعنية. فإذا كانت أحزاب اليسار في حالة جيّدة، فأن حركة الربيع الديمقراطي العربي ستتقم. وإذا كانت أحزاب اليسار متخلّفة بالمقارنة مع ما هو مطلوب منها، فإن حركة الربيع الديمقراطي العربي قد تفشل، أو قد تتوقف، خلال فترة تاريخية، قد تطول، أو قد تقصر.
3) مع تطوّر الربيع الديمقراطي العربي اكتشفنا أن ظواهر استبداد وفساد الأنظمة العربية، يتغدّى من هيمنة الإيديولوجية الإسلامية الأصولية على عقول الشّعوب العربية. وعليه، فإن تحرّر الشعوب العربية من الأنظمة الاستبدادية والفاسدة مشروط بتحرّر عقلية الشعوب العربية من هيمنة الإيديولوجية الإسلامية الأصولية.
4) وتبعًا للنقطة السابقة، يلزم أن يستمرّ النضال ضدّ الأنظمة الاستبدادية أو الفاسدة، ليس فقط على مستوى الشارع، والساحات العمومية، ولكن أيضا على مستوى الفكر، والثقافة، والبرنامج المجتمعي، وعلى مستوى التنظيم، إلى آخره. وعليه، فقد حان الوقت لرفع شعار الفصل بين الدّين والدولة، و بين الدّين والسياسة.
5) يجب على مجمل أحزاب اليسار، وفي كل الأقطار العربية التي لم ينجح بعد فيها الربيع العربي بشكل كامل، أن يدركوا أن أفكار سنوات 1970، أو 1980، لم تعد ملائمة. كما عليهم أن يدركوا أن أشكال التنظيمات القديمة، وأساليب النضال القديمة، أصبحت غير ملائمة. ويجب على أحزاب اليسار أن تبتكر أفكارا ساسية، وأشكال تنظيمية، وأساليب نضالية جديدة وملائمة للأوضاع الحديثة القائمة. وبدون هذا الإبداع الشّامل، لن تتقدّم حركة الربيع الديمقراطي العربي في هذه البلدان المعنية.
6) كل حزب يساري، في كل بلد عربي، إذا ما بقي منعزلا، فإنه سيبقى ضعيفا وفاشلا. وعليه، إذا لم تطبّق مجمل قوى اليسار، في كل البلدان العربية، شعار : التعاون، والتكامل، والتضامن فيما بينها، على شكل تحالف، أو جبهة، أو ما شابه ذلك، فإنها ستبقى بالضّرورة مُشتّـتة، وضعيفة، وعاجزة.

         113 أعجبنى            

---

ارى أن هناك فجوة يجب ردمها فيما يتعلق بالأزمة ومأساة الشعب السوري فأنت تقول أن ( المأساة السورية ليست نتيجة لانتفاضة جماهير سوريا ولكن بسبب القمع الوحشي للانتفاضة. ان ازمات سوريا كانت ومازالت تكمن في نظام الاسد.) ثم تذهب إلى حل خارج هذه الأزمةإذ تذكر ( في الوضع الراهن يبدو بان نهاية مشهد الازمة السورية تعتمد على الاتفاق الروسي الامريكي. ومؤخرا تم انجاز خطوات للامام في هذا الاتجاه. ان -الانتخابات الرئاسية- المؤخرة تبين، رغم الصخب الاعلامي، بان نظام الاسد قد سمح له بشرعنة نفسه من قبل الغرب وحلفاءه الاقليميين.) وفي الحقيقة هناك الكثير كان يجب أن يقال قبل البدء بتصور الحل .. فليس سوريا من بطانة روسيا في التقدير العام بسبب طبيعو العلاقات الدولية صبيحة الحراك ،وسوريا اقرب من ناحية أخرى لأمريكا ما قبل الأزمة وهو أمر يحتاج إلى الكثير من العروج على موارد التاريخ الراهن . فضلاً عن أن المساعدات والعلاقات الثنائية مع ايران لم تقم إلاّ على اساس الصراع السوري الاسرائيلي والمنافع المتحققة من لسوريا من هذه العلاقات .. هناك الكثير الكثير حقاً .. تحياتي ايها الرفيق تقوائي

         130 أعجبنى            

---

تحية رفاقية طيبة
ماحدث في مدن غربي العراق أي في المناطق التي يتألف غالبيتها من المکون السني ، من المؤکد هي أمتداد لصراع الأقطاب المتصارعة في سوريا التي ذکرتها أعلاه ، ولکن بعض الأطراف يصفها بالأنتفاضة الشعبية ضد السياسة الطائفية للمالکي، وتهميشه لهذا المکون بقساوة مشابهة لقساوة وقمع النظام السابق لصدام في قمع الأکراد ، ويبدوا ان القوميين الأکراد أستفادوا من أنهيار الجيش العراقي وفقدان سيطرة ميليشيات المالکي علی مدن وسط العراق والمناطق الکردية المتنازع عليها بين حکومة الأقليم والمرکز ، ويحاولون أستغلال هذه الفرصة لأجراء الأستفتاء حول مصير کوردستان العراق ومحاولة الأستقلال عن المرکز ، ماهو تصورکم حول مايجري في العراق هل هي حقآ أنتفاضة شعبية کما يدعي قادة الطائفة السنية المتحالفين مع أرهابيي داعش ، هذا أولآ وثانيآ ، باالرغم من مخطط القوی المتصارعة في المنطقة هل مايقدم عليه القوميون الأکراد وخاصة البازاني في أقامة الأستفتاء علی أستقلال کوردستان ، وبالتالي أعلان الأستقلال ، هي سياسة صحيحة في هذا التوقيت وفي ظل الظروف القائمة ، والی أي مدی أنفصال کوردستان عن العراق هي في صالح الحرکة العمالية في العراق وکردستان، وهل يمکن لهذه الدولة أن تعيش وهي مطوقة بدول غالبيتها ستکون مخالفة للأستقلال أن لم تحاربها..؟

         117 أعجبنى            

---

اشكرك على التعليق والاسئلة
ان صعود داعش لم يكن نتيجة لانتفاضة جماهيرية (لا توجد انتفاضة كهذه في العراق) ولكن نتيجة للصراع بين الجمهورية الاسلامية والمملكة السعودية وتركيا في المنطقة. هذا الصراع والتنافس من جانبه هو حصيلة لهزيمة السياسة الامريكية في العراق والشرق الاوسط بشكل عام.
.
اما حول سؤالكم الثاني، اعتقد ان استقلال جماهير كردستان هو في صالح الجماهير والطبقة العاملة والحركة العمالية في كردستان، في العراق، وعموم المنطقة. ان العراق يقف وسط معركة بربرية بين المجاميع الطائفية ويواجه كارثة سياسية اجتماعية. الطبقة العاملة والجماهير في العراق ليس لديها اي مصلحة في هذه الحرب. استقلال كردستان هو احتمال وارد لاكثر من 5 ملايين مواطن كردي في العراق لتجنب هذه الكارثة والتخلص من سقوطهم ضحايا لهذه الحرب
.
بالاضافة الى ذلك، ففي الوقت الراهن فان كردستان العراق من الناحية العملية (دي فاكتو) مستقلة وان يكن ذلك بشكل غير رسمي او سياسي. انها حالة متناقضة ومتفجرة. حالما تنتهي الحرب الحالية (لصالح السنة او الشيعة) وتعيد الحكومة المركزية في العراق تشكيل نفسها (تحديدا بسبب كركوك) فان الجماهير في كردستان وبقية اجزاء العراق سيعانون اكثر. ان الاستفتاء وقبول الاستقلال من قبل جماهير كردستان سيمنح الشرعية للانفصال ويجعل الامر اكثر صعوبة للدولة المركزية او اية قوة اخرى باجتياح كركوك او جزء من كردستان. اما فيما يتعلق الامر ببقية الدول فان سوريا ليست في وضع بامكانها تهديد كردستان، وتركيا تفضل استقلال كردستان والجمهورية الاسلامية والتي تخسر نفوذها في العراق فلوحدها لن تمثل عاملا مؤثرا هي الاخرى.
تحياتي

         79 أعجبنى            

---