أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - من يحكم العراق بعد السياده















المزيد.....

من يحكم العراق بعد السياده


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود
في نهاية حزيران 2004 وبحركه مسرحيه غير متقنة الاخراج اعلن تسليم السياده الى العراقيين. وتشكلت حكومه توافقيه كان على رأسها الدكتور اياد علاوي. واكتمل الموضوع بقرار من الامم المتحده . وهي نفسها التي منحت القوات الامريكيه صفة قوات محتله بعد الحرب، ثم اعلنت "سيادة" العراق. واعتبرت ان امر بقاء القوات متعددة الجنسيات مرهون بارادة الحكومه العراقيه "المستقله". ومنذ ذلك التاريخ لم نر من السياده غير الاسم. فلا زالت السفاره الامريكيه تحتل احد القصور الرئاسيه(السياديه) في المنطقه الخضراء. ولازال السفير الامريكي هو الحاكم الفعلي . ولازالت قوات الجيش، والامن العراقيه تتلقى الاوامر من الجيش الامريكي. وليس العكس كما هو مفترض في القرار الدولي، وما يقال في الاعلام الرسمي. كما ان القوات الامريكيه هي التي شكلت قطعات الجيش العراقي، والحرس الوطني، وقوات الامن، والمخابرات، وغيرها من الاجهزه المسلحه مع غالبيه من البعثيين، واللصوص، والاميين، وارباب السوابق، والطامعين للسلطه(البوزات)، والاثراء السريع، وباي صوره. وحددت الاماكن، والدول التي تتدرب فيها هذه القطعات، واسلوب تدريبها، وطريقة تنظيمها،وعملها بهدف ربطها نهائيا بالقوات المسلحه الامريكيه في المستقبل على شاكلة ربط مفاصل الاقتصاد العراقي مع شبكة الشركات المتعدده الجنسيات المملوكة امريكيا في الغالب. ولم تكن الاختيارات، والتعيينات لافراد ومراتب القوات المسلحه بعيده عن اساليب الرشوه، والمحسوبيه. وضياع الملياردات من خزينة الشعب العراقي الذي هو بامس الحاجه لهذه الاموال للاعمار المدني بدل صرفها على مشاريع، ونشاطات عسكريه ساعدت على زيادة الارهاب بدل القضاء عليه بحجج تسرب المعلومات، او ضعف الكفاءه، او الاختراقات البعثيه. وكلها ناتجه عن سوء الاداره الامريكيه التي اشرفت ولا تزال على هذه الماكنه العسكريه التي بدات تترهل، وهي في بداية نشاتها.

ان تصريحات بوش، ونائبه، ووزيرة خارجيته، ووزير دفاعه،وسفيره، وقادة قواته التي تتراوح بين: "لن ننسحب حتى نكمل مهماتنا" او "نحن نقرر وقت الانسحاب" و"لن نترك العراق قبل الاطمئنان على الوضع في العراق" او "لن نغادر العراق قبل القضاء على الارهاب" وهكذا. ولم نسمع مره واحده من هؤلاء المسؤولين الكبار، والصغار تصريحا يقول ان الحكومه العراقيه هي التي تقرر مدة بقائنا في العراق. وحتى العمليات التي تنسب للجيش العراقي في بغداد، والفلوجه، وتلعفر، والقائم، وسامراء وغيرها فان الجيش الامريكي هو الذي يخطط، ويقرر، ويقوم بتنفيذ العمليات. وقوات الجيش العراقي ليست سوى سند ذليل لهذه العمليات التي غالبا ما تستخدم العنف المفرط وتصب الماء في طاحونة الارهابيين من البعثيين، وحلفائهم من السلفيين وغيرهم. في حين تعرض قوات الجيش العراقي عضلاتها وتمارس اعمال استفزازيه في الجامعات، والمستشفيات وغيرها.

ما دفعني لكتابة الموضوع هو الشكل الذي بدا عليه استقبال السفير زلماي. عند استقباله رئيس الزوراء الجعفري، ومؤخرا رئيس الجمهوريه جلال الطالباني. فقد بدا واضحا اسلوب التودد، والدونيه بالحركات، والكلمات، والقبلات الزائده عن اللازم بحيث بدا وكانه يستقبلهم لا هم يستقبلوه. سلموه ارواق اعتمادهم لا ان يسلمهم اوراق اعتماده. ان البروتوكولات والترتيبات الدوليه بين الدول المستقله ليس فيها مجال لان يعقد رئيس دوله، او رئيس وزراء مؤتمرا صحفيا مع سفير ولا حتى مع وزير الخارجيه. وهذه ليست غلطة "مستجدين" بقدر ماهو التصرف الامريكي المتعمد للتاكيد: اننا نحن الاسياد هنا. يتصرفون كما فعلوا في فيتنام الجنوبيه، وافغانستان وكوريا الجنوبيه. والا ما معنى ان يجتمع محافظي ثلاث محافظات هي اربيل، ودهوك، والموصل باشراف القنصل الامريكي، وحضور قائد القوات الامريكيه في المنطقه. هذا يعني ان كل مفاصل الحياة هي بيد الامريكان في العراق. من شماله الى جنوبه، فحضور الضباط والقناصل حتى في اجتماعات رؤساء العشائراشاره مقصوده الى ان كل شيئ يتم بموافقة العم سام، او العم ابو ناجي. ولهذا نرى تفاقم السخط الشعبي، وتصاعد الاعمال الارهابيه وتعطل، وانعدام الخدمات وعدم عودة التيار الكهربائي، ولا عمل قنوات الصرف الصحي، وشحة الوقود. والقائمه تطول، نسمعها، ونشاهدها يوميا من شكاوي العراقيين في الصحف، وشاشات الفضائيات، والتجمعات المحليه. فالشركات الامريكيه هي الرابح الاكبر من الحرب الامريكيه على العراق(ليست على صدام) فالفساد الاداري، والمالي، وانتشار الجريمه، وتعطل الاعمار، وتلكؤ اعادة البناء، وعدم وصول المنح، وتوقف تنفيذ المشاريع رغم استلام اثمان كلفها الفاحشه. يؤكد المبدا الاستغلالي البشع: "انه افلش، وانه ابني". مهما حاولت فصائية الفيحاء الحبيبه، وللاسف الشديد، وصف امريكا بانها الطبيب الذي جاء يداوي جراح شعبنا، وعلينا تقبيل يده. في حين ان هذه اليد امتدت لكل ثروات ومقدرات شعبنا، وسرقتها، وفرطت بها، واعادت العراق الى همجية القرون الوسطى بشكل متعمد وحاقد.

ان القضاء على ديكتاتور، وقد جاء عرضيا، لا يبرر ان تحتل مكانه، وتحافظ على تراثه. تعودنا ان يحتل عسكر الانقلابات في بلادنا كل شئ. وحرب امريكا جائتنا بعسكر اجانب يتصرفون كالانقلابيين. ولخدمة اعوان، وايتام، وعملاء صدام. لان ارهاب الشعب، واهانة كرامة الوطن، واستباحة سيادته، والتفريط بثرواته، والاستهانه بطاقات ابنائه، لا يمكنها ان تخدم سوى الدعايه البعثيه وحلفائها. والفيلم الاخير الذي عرض لصدام دليل، واضح على، ان امريكا تريد ن تذل حكام العراق الجدد بعد ان دمرت ارضه، والغت استقلاله، واهانت شعبه. وجاءت تصريحات السفير السعودي الجديد لدى امريكا، بتانيب الحكومه العراقيه على عدم حفظ حدودها اطارا لصورة صدام الاخيره. واللبيب من الاشاره يفهم.

لن نترحم على عهد صدام كما يشتهي الامريكان دفعنا لذك. ولكننا نميز جيدا بين من يمد يد المساعده، وبين من يمد يده في جيوبنا بحجة المساعده. ولن يرضى العراقيون ان يتحول الاحتلال الامريكي، الى بسمار جحا، تحت ضغط التهديد بالحرب الاهليه التي لا يشجع عليها ويؤججها، ويمهد لها مثل السياسات الطائفيه، والاستهانه الامريكيه المستمره لمشاعر العراقيين.

رزاق عبود
26/7/2005

بعد كتابة الموضوع تكررت المؤتمرات، والتصريحات الصحفيه للسفير، عفوا، الرئيس، والقائد العام للقوات المسلحه في جمهورية العراق الامريكيه، زلماي زاده حفظه الله، وكانه يريد ان يؤكد ما كتبته، او يجوز على عنادي. اكيد مخابراته عرفت ما افكر به. اليس الغرض ان يسيطروا حتى على تفكيرنا؟
راح ديكتاتورصدامي، وجانه ديكتاتور افغاني. اللهم لا تحاسبنا على ما فعل السفهاء منا!.

رزاق عبود
1/8/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفلفوا كتابة الدستور كما لفلفوا الانتخابات
- هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما ...
- ارهاب شرم الشيخ لا يبرر تاجيل الاصلاح
- الدستور الدائم للعراق افكار وملاحظات وتجارب
- ايهم السامرائي ومشعان والاخرين من بعثيين الى معارضين الى مقا ...
- طالب غالي عندليب البصره الاسمر
- المقاومه مقاومه ليش تزعلون
- شاهات ايران الجدد واحتلال البحرين
- نقاش الاشباح ووحدة اليسار الديمقراطي
- التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟
- يا ناصحي الشيوعيه في العراق تواضعوا
- لا ياسادتي الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان
- من يكتب الدستور في العراق؟
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3
- مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه
- اليسار والديمقراطيه في العراق 2
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق
- اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
- لباس الريس بي لوله
- توضيح لابد منه


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - من يحكم العراق بعد السياده