أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما صيعوا ثورة تموز















المزيد.....

هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما صيعوا ثورة تموز


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود
هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما ضيعوا ثورة تموز

يدور الحديث كثيرا هذه الايام حول ما يسمى العراق الفدرالي(الاتحادي) ارتباطا بكتابة مسودة الدستور الدائم. ولا ادري لماذا نقسم بلدا موحدا. وقد يدعي البعض ان الفدراليه ليس تقسيما. وانما هو تثبيت لواقع وتوحيد المجزأ. وهذه مجافاة صلفه للحقائق. الحقيقه الوحيده هي ان كردستان اقليم يتميز بشعبه وتاريخه، واسلوب حياته، وحتى تجربته السياسيه، بعد الحمايه الدوليه لجزء من كردستان. واختيار زعماء الشعب الكردي الاتحاد الفدرالي مع العراق امر مفهوم بسبب الظرف المحلي، والاقليمي، والدولي الذي لايسمح بنشوء دوله كرديه في الوقت الراهن. او هكذا يعتقدون! اما ان يجري الخلط الفظ بين نظام المحافظات اللامركزي، والفدراليه فهذا ضحك على الذقون. فليس هناك خصوصيه تجعل امكانية،او ضرورة تطبيق الفدراليه في أي بقعه اخرى من العراق غير كردستان. اذا افترضنا ان كردستان جزءا من العراق. وبالتالي فطموحات الزعامات الدينيه الشيعيه الشابه في الوسط، والجنوب،امتثالا، لاوامر مرجعياتها السياسيه، والدينيه لتطبيق نظام ملوك الطوائف في العراق. امر اقرب الى الخيانه منه الى المصلحه الوطنيه. مدفوعين بتدخلات، ومسوغات، وحتى املاءات من وراء الحدود. ففدرالية الجنوب ثم فدرالية الوسط. هو مشروع امريكي قديم على اساس خطوط العرض من اجل اضعاف العراق وتسهيل السيطره عليه. وهنا تلتقي المصالح الايرانيه، والامريكيه. وتركيا تحلم بتقسيم العراق كي تبرر استعادة ولاية الموصل بذرائع لا تجد صعوبه في ابتداعها تاريحيا، واستراتيجيا. وهنا تلتقي المصالح الامريكيه، والتركيه والايرانيه، والسوريه حيث تتخلص الدول الثلاث الاخيره من كابوس قيام دوله كرديه في شمال العراق. وتتمكن من ابتلاع الفدراليه الجنوبيه، والوسطيه بنفس الذرائع. وسبق للامبراطوريه الفارسيه، والعثمانيه ان تقاسما العراق، وكردستان. وستتمكن امريكا من الوفاء بوعدها لتركيا بانها لن تسمح باقامة دولة كرديه.

يحاول البعض ايهام سكان هذه المناطق بان الفدراليه تعني التمتع بالثروات الطبيعيه فيها. في حين ان الثروات الطبيعيه، والدفاع، والخارجيه، والماليه تبقى بيد المركز في أي بلد فدرالي. كما انه من الظلم، والاجحاف، والسخف الادعاء ان هذه مناطق "عربيه وشيعيه" صرفه. ففي كثير من هذه المحافظات توجد عشائر ومناطق سنيه، او عشائر مزدوجة المذهب. ثم كيف نرضى ان نقسم العراق طائفيا؟ والاكراد ايضا موجودون تاريخيا، وجغراقيا ضمن محافظات ديالى، والكوت(واسط)، وصلاح الدين اضافة الى تواجدهم في كل المدن العراقيه الكبيره خاصة بغداد، والبصره، والموصل، وغيرها. وبغداد كما هو معروف هي اكبر مدينه كرديه في العراق فلا توجد مدينه في كردستان الجنوبيه فيها من الاكراد اكثر مما هو في بغداد. فهل نقسم بغداد لفدراليات عدة، ام نلحقها بكردستان؟ ام تصبح الكاظميه عاصمة الشيعه، والاعظميه عاصمة السنه، والامين عاصمة الاكراد ومن يرضى بذلك؟

ان الزعماء الشيعه يحلمون باقامة دولة اسلاميه شيعيه مثل ايران. ولهذا حاربوا عبدالكريم قاسم لانه نازعهم الشعبيه بين سكان العراق الشيعه. وكلنا يتذكر السيد محسن الحكيم، "الذي لم يكرمه زعيم عراقي مثل قاسم، لكنه بادله بالخذلان". رفعت صوره في مناطق السنه، وخاصة في الانبار، والحبانيه. في حين لم يخلوا بيت شيعي تقريبا في العراق من صورة عبدالكريم قاسم. واليوم ترفع صور مقتدى الصدر في نفس المناطق، ولنفس الاسباب. وحاربت مرجعية الحكيم عبدالكريم قاسم في اصلاحه الزراعي، والسياسه الاجتماعيه، وفي خلافاته مع الكويت، والقياده الكرديه، وباركت سقوطه رغم الاف الضحايا من الشيعه العرب، والاكراد.

وللاسف فانه يوجد بين الزعامات الكرديه الحاليه من يتوهم، ان تقسيم العراق يساعد على اقامة الدوله الكرديه. وعلى هذا الاساس تجري المساومات مع القائمه الشيعيه دون الانتباه الى انهم قد ينقضون عهدهم وفق مبدأ التقيه. ويكرروا نفس الخطأ عندما وثقوا ببعثي انقلاب 8 شباط 1963 وتامروا معهم ضد عبد الكريم قاسم بخلاف رغبة الاغلبية العظمى من الشعب العراقي الذي كان يتظاهر بشكل شبه يومي من اجل السلم في كردستان. وبالمناسبه، وللتاريخ فان ابراهيم احمد، وجلال الطالباني كانا اكثر المتحمسين لذلك التعاون، والتأمر ضد رغبة ملا مصطفى البرزاني الذي لم يثق يوما بالبعثيين رغم خلافاته مع قاسم. اتمنى ان يكون الرئيس الطالباني قد ندم على ذلك الخطأ. ان "الغايه تبرر الوسيله" مبدا خاطئ، وقد قاد الى حروب ضد الشعب الكردي في الستينات، والسبعينات، وامل ان يتعض زعماء الاكراد من تلك التجربه، ويجنبوا الشعب الكردي العظيم مرارات جديده. بعد ان حظي اليوم بشبه اجماع من الشعب العربي في العراق بحقه في الفدراليه، وتقرير المصير.

هناك دول اقليميه اخرى غير ايران تعمل ايضا على تقسيم العراق. على وهم ان ذلك يحقق لها مكاسبا معينه. فبعض زعماء الكويت يعتقدون ان عراق صغير مجزء افضل كجار من العراق الكبير القوي. وهذا خطأ ستراتيجي خطير. وعليهم ان يتذكروا ان زعماء العراق طالبوا بالكويت فقط عندما كانوا معزولين شعبيا وفي حالة ضعف. ولذا ففدرالية الجنوب، التي تشجعها الكويت كلبنه اولى في التقسيم قد تكون وبالا عليها. لان "ولاية البصره" الاسلاميه شملت يوما ما البحرين، والكويت وعربستان، والمنطقه الشرقيه في المملكه العربيه السعوديه(الاحساء). وما ادراكم انهم لا يسعون لاعادة تلك المملكه القديمه؟ الاردن وهبه صدام جزءا من التراب العراقي. وفي الاردن اضافة لسوريا يعتقدون ان الظروف السكانيه، والجغرافيه، والعشائريه، اقرب لبيئتهم، فيما يخص المنطقه الغربيه الى بلدانهم من العراق. ولهذا يشجعون ايضا عراق الفدراليات كخطوه اولى على التقسيم. ولكن اهل هذه المناطق لازالوا يتمسكون بعراقيتهم، ووحدة بلادهم. ويرفضون مبدا الفدراليات لغير كردستان حسب التصريحات التي نامل ان تكون صادقه.

ان كان لهذه الدول الحق ان تفكر، وتخطط ما تشاء، وفق ما "تعتقده" مفيد لمصالها، وعلينا ان نكون واعين لذلك. فان من يسمون انفسهم حريصين على العراق، و"وحدته" من "زعماء" الشيعه والاكراد ان ينتبهوا لهذا اللعبه الخطره. لقد فرض شعار "الديمقراطيه للعراق، والحكم الذاتي لكرستان" بدماء الاف الشهداء من الشعبين. ثم، وبنضالات اخرى، وتضحيات جديده، ونضوج جديد عند قيادات المعارضه العراقيه، و"واقعيه" عند الزعماء الاكراد، واستجداد ظروف اخرى، تطور الشعار الى "الديمقراطيه للعراق والفدراليه لكردستان". ونتمنى ان يتحول الى واقع. فهو الضمانه الوحيده، والاكيده لسلامة التطور السلمي الديمقراطي، والتعايش الامن لكل مكونات الشعب العراقي التي يجب ان تراعى مصالحها في اي بقعة من العراق سكنت، او تواجدت.

بامكان، ومن حق الشعب الكردي، وقياداته تطوير شعارها الى "الكونفدراليه لكردستان"، وهو الاسلم من وجهة نظري. وليس تشجيع القيادات الشيعيه المتطرفه، والمتطلعه لاعادة العراق الى حقبة ملوك الطوائف،على اساس طائفي. البصره بحاجه الى الموصل مثل حاجة بغداد الى البصره، والموصل وكل مدينة اخرى لاختها العراقيه. من الفاو حتى اخر قرية عربيه في الموصل، اوالانبار ، اوديالى، وهكذا. لقد ثار الشعب ضد الاحتلال البريطاني من كردستان الى البصره، ولم يفرطوا بوحدة الارض التي عاشوا عليها معا مئات السنين. وحتى بعد استفتاء الشعب الكردي بعد تاسيس الدوله العراقيه فانه "اختار" الاتحاد مع العراق، وليس الانظمام الى تركيا. والان "يختار" الاتحاد الفدرالي.

ان تحقيق مصالح شعب ما، على حساب مصالح شعب اخر لم ينفع يوما ما. بل يبذر العدواه والكراهيه والحروب. وهاهي مشكلة فلسطين، وايرلندا، واريتريا، واليمن وغيرها لا زالت قائمه ولن تنتهي حتى يتم التوفيق بين المصالح، وتلبية طموحات كل طرف بشكل عادل. ان شعار "على صخرة التحالف العربي الكردي تتحطم المؤامرات" رفعته جماهير بغداد، والبصره، والموصل، والسليمانيه، واربيل، والعماره، وكركوك، وهكذا. وفي هذه المره هناك امكانيه فعليه لتحقيقه في ظل عراق ديمقراطي، وفدراليه لاقليم كردستان. وليس على اساس تقسيمه لفدراليات مصطنعه لامراء المليشيات الجدد، وتحويل العراق الى صومال جديده. وعندها لن يرتاح لا الشعب الكردي، ولا يأمن الشعب الكويتي، ولا اي دوله مجاوره ففى كل فدراليه مقترحه غير كردستان(اقاليم مفتعله) امتدادات جغرافيه، وسكانيه في البلدان المجاوره. شبعنا من الحروب والعداوات. لنتحد ضد الارهاب! لا ان نتحول الى كيانات صغيره يسهل بلعها.
والتاريخ عبره، وشواهده كثيره.

رزاق عبود
21/7/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاب شرم الشيخ لا يبرر تاجيل الاصلاح
- الدستور الدائم للعراق افكار وملاحظات وتجارب
- ايهم السامرائي ومشعان والاخرين من بعثيين الى معارضين الى مقا ...
- طالب غالي عندليب البصره الاسمر
- المقاومه مقاومه ليش تزعلون
- شاهات ايران الجدد واحتلال البحرين
- نقاش الاشباح ووحدة اليسار الديمقراطي
- التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟
- يا ناصحي الشيوعيه في العراق تواضعوا
- لا ياسادتي الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان
- من يكتب الدستور في العراق؟
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3
- مليارات المرجعيه وجوع ملايين الشيعه
- اليسار والديمقراطيه في العراق 2
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق
- اين مظاهرات العراقيين ضد سوريا؟
- لباس الريس بي لوله
- توضيح لابد منه
- الكويتيون يشتمون شهدائهم علنآ
- مناضلو التقاعد المبكر


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما صيعوا ثورة تموز