أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - بعضُ وردٍ لهُ.. من دمي














المزيد.....

بعضُ وردٍ لهُ.. من دمي


سوزان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


بغير ما سببٍ تدّعيهِ الرياح
أذكرهُ.. ولا يذكرني
أي جدلٍ لعلاقةٍ مُلتبسة
برجلٍ يسبحُ بدفءِ الليالي المهجورة
ليُطعمَ عصافيرَ الفجرِ
حبَّاتٍ من البكاء المستديرة
ليُسمعها زقزقةً منتشيةً دامعة
***
نهارُ المرافئ التي غادرتنا
يلاحقنا شعاعه الباهت
ونحن نُهرِّب أسماءنا
بعيدًا عن عسكر السواحل المرتبكين
ويقولُ: لِمَ لا تحملين معي
بعضَ وجد الأمسيات التي
ليس يذكرها أحد؟؟
***
لا فرق بين الرصيفِ والرصيف المُقابل
إلا اتساعَ زفراتِ العابرينَ
في ضجرٍ..
لا تتركُ للطريق سوى ملامحَ أقدامهم
وكان هو.. عابرٌ ضمنهم
***
هو رجلٌ من بحرٍ فضيٍّ وقديم
يُفجِّر فيَّا جداول عشقٍ رقراقة
يحملني لليلات النار العطشى
حذَّروني منه.. ومني
إذ أنثرَ قلبي معه
على موجٍ ليس يرسو
إلا على شاطئهِ السريِّ
***
يا رجلاً يُشعل فوضايَ المطلقةِ الإعتام
يا قنديلاً في بحرِ مرآياي
وتُسلّمني لأساطير النجوى
في عينيكَ اللامعتين الدامعتين
أشهدُ أنكَ لستَ ككل رجال العالم
يا رجلاً أجرحهُ..
يدميني الجُرح سنينًا أطول
من تاريخ الأسف المتكرر
الذي لا تَقْبله
***
يا رَجُلاً زرعتُ ببستانهِ
حروفًا بالغةَ القسوة
لأحصدها شوكًا فيما بعد
مُعتذرةً عن ذنبٍ
قد يُغفر.. ولا يُنسى
فحدودُ الأرقِ تفصل مابين
سهول الفرح.. وممالك حزني
***
يا رَجُلاً يُسعدني مهزومًا
من غربتكَ المُرّة
وبقسوتكَ اللامنتهية
وتُلملمني من أشتاتِ الموتِ
المهجور الأركانُ بخارطتي
ومن أنصافِ الجُمل المبتورة
على مَذبح ساعات الصمتِ
***
يا رَجُلاً ما بقي له منّي
إلا عزفٌ ممزوجٌ بالوجد
وبالتلويح الشاكي
لوداعٍ غير قصير
ما تركتَ للبحرِ سوى
نزفٍ ممدود.. لشطٍّ يشتاق محبتكَ
لتخطو فوق رماله
ذاتَ فجرٍ مجهولِ القسمات
تقتلني لوعتكَ كلَّ مساء
لأحيا بالشوق إليكَ..
كلَّ نهاراتي وشجوني
***
يا رَجُلاً يفارقني مُرغمًا محزونًا
ليلقاني غيرَ مُبالٍ
بجنوني العاصف
وغرامي المتردد
تكتبُ لنشيد غيابي شفرته
لِتُعلنَ للأكوانِ أني لكَ
منحتُ قلبي
نهرًا.. وسماءًا
فأيَّانَ ابتعدتَ تُشعلني
شوقًا وسهادًا
ببعض حنينٍ وبعض بكاء
***
واسعةٌ تلك الليالي الصامتة
وبعيدةٌ همساتُكَ المكسورة
في بذورٍ لا تُنبت إلا الصُداع
عيناكَ شطوطٌ لا يصلها الموج
إلا تائبًا عن رحلاتهِ العصيَّة
ومرتبكًا من هسهسات الرمال
فأمسياتي لم تترك للوجه
إلا.. بقايا المحار
ونوركَ الذي كان
لم يعد يقهر عتمات روحي
***
على لوحةٍ من ذكرياتِ المساء
كان صمتكَ باكيًا وأليفًا..
تمامًا كغربتي الأولى
على عينيكَ كانت كل الهمومِ تتكسّر
لو أطللتَ مرةً على ما تبقى من وجهي
بمناديلِ السَّهَرِ
فرؤاي كلها.. نقشتها..
على كفكَ
عندما أمسكت يُمناكَ قلمًا.. صِرْتُ قلبًا
ودوَّنتَ في فضائي حروفًا صغيرة
***
قلتُ: ستلهمني وأُلهمك
ستَذكُرني وأذكُرك
وقلتُ: ستهواني إلى حدِّ الجنون
بل أبعدَ منهُ
ومنكَ ومني
فقلتَ وقلتَ.. وكان صمتكَ كلامًا كثير
يملأُ بياضَ كلِّ الدفاتر
***
إذن.. هو رجلٌ من نثار الوقت
يسكنني.. بغيرِ اكتراثٍ منه
وبغيرِ افتعالٍ مني
يُشتتني في فضاءٍ مُخَادعٍ
ليتركني للمدى أستكين
لعلي أهدمُ يومًا أسوارَ السجن الخجلى
لعلي.. أمارس طقس الجنون
فإذا ما عاودني طيفهُ في المساءِ
لعلي.. أبوح
ولعلي ذاتَ يومٍ أعزلُ
بعض ورودٍ له.. من دمي
وأحملهُ إلى غير خانات التناسي
وفاءًا لمن تركَ في فضائي
حروفًا صغيرة



#سوزان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة «محسن شعلان»
- دفوف الصبر
- لحن الغياب (قصة قصيرة)
- بين الحكمة والحزن.. لحظة
- ثلاثية الصمت (لون الحزن- ظل الوحدة- طعم الغياب)
- الشخصية الفنية للمبدعات التشكيليات المصريات
- أثر البيئة الاجتماعية والموروث الحضاري في الأسلوب الفني
- عزيزي الرجل الشرقي


المزيد.....




- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...
- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - بعضُ وردٍ لهُ.. من دمي