أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر














المزيد.....

من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


لا بد من الاعتراف اولا بأن الشعر العراقي المعاصر يمر الان بمرحلة يمكن وصفها بأنها مرحلة ترسيخ الهوية , لا سيما بعد مخاضات عسيرة خاضتها الشعرية العراقية وورث وزرها الجيل المعاصر وقد امتدت لأكثر من عقدين من الزمن كان الشعر فيها يصارع من اجل وجوده , هاجس الترسيخ هذا يتجسد بوضوح في الحراك المحتدم والهادئ في الوقت ذاته في محاولة تجاوز حدود الشعر المعروفة الى التداخل الاجناسي , ومحاولة خلق افاق نصية جريئة وجادة على صعيدي الشكل والمضمون ولابد ان نأخذ بالحسبان ان الادب عموما والشعر خاصة يمثل نتاجا فوقيا محكوما بزمنة ومكانه , اذ لا يمكن فهم اي حركة ادبية دون ربطها بحاضرها ليكون هذا كفيلا بتفسير تقلباتها وتموجاتها , ولا شك ان الشعر العراقي لا يشذ عن هذه القاعدة فبوصفه ارهاصا فنيا يسيطر على الساحة الادبية لابد ان يكرس الطابع السياسي والاجتماعي للوضع الراهن . المشهد الشعري في العراق الان يعد وجها من وجوه الحراك الثقافي السائد الذي اصطبغ بلون الاحداث السياسية المتلاحقة وورث تركة سنوات طويلة من التجاذبات السياسية والاجتماعية , فبعد ان كان جيل الثمانينات يمثل محصلة لزمن الحرب , وبعد ان كان الجيل التسعيني ضحية الحصار ــ كما يقول احد الكتاب ــ لم يكن امام الشاعر العراقي المعاصر الا ان يرث تركة ليس من السهولة الافلات منها , تركة المعاناة بكل وجوهها , لذلك فان اهم ما يميز الشعر العراقي في السنوات الماضية ...
وللتدليل على ذلك لا بد من الاشارة الى عدد من الشعراء الشباب الواعدين وسنختار عينة من شعراء كربلاء بوصفهم يجسدون نفس التجديد في النص الشعري المعاصر .
فالشاعر ماجد الخياط ( اديب واعلامي ) يحاول في اكثر من نص له اجتراح مناطق نصية بكر , يقول في نصه (تهديد بالحب ... موعد أخير لإرسال الفدية ) :
احزم كل أيامك الذائبة اجمع كل إخفاقاتك العالقة أرسلها على عنوانٍ ماضٍ جاءك تهديد بالحب اما الحياة او الذكرى .......... قف عند محطات النرجس ستاتي عذبة تداعب حسرة اياك وان تنظر برهة الى الرزنامة هيئ حقيبة احلامك تصنَّع انك تبيع اللحظة لتسلمها عمرك ....... احذر من غضب الاقدار اياك ان تتراجع خطوة لا تضطر القلب ليشقى التهديد صريح جدا ستاتي وحدك لا تصطحب جراح الصدمة اقطع كل هموم رؤوسك لفتح الصفحة وسجل فيها انك تهوى ماذا والا ستخسر ولاخر مرة تلك الفرصة ...
اما حيدر الحاج وهو شاعر واعلامي شاب آخر من كربلاء يحاول لملة ذكرياته القريبة ممزوجة بعبق الحواس في قالب نصي فيه من الجرأة ما يشي بمستقبل واعد لهذا الشاعر , يقول حيدر الحاج في نصه ( ما يتبقى من ليلة حميمة..):
قوةٌ في ذاكرة اللمس وطعمِ القُبَل، وجهٌ أحمر وخدرٌ في الشفاه من ارتفاعِ ضغط الحب، الضوءُ الخافت يمنحك راحةَ اللامبالاة بتسريحة الشَعر وكَي القميص وما ليس له مفعول العقار السماوي، مهارةٌ في تأجيجِ الشغفِ واكتشافِ موهبةِ الغناء بطبقة القرار، فكرةٌ جديدة عن السيجار والثمالة دون كأس، فنُ استخلاصِ الأُكسجين من عطرِ العشق، الكتابةُ بأصابع نزفتْ آخرَ رعشاتِها في لملمةِ الثياب من أرجاء الغرفة.. ثم يبدو المشهدُ شاعرياً أكثر فيما بعد.. تمسحُ عن وجهها ما تبخّرَ من وجعِ الحنين ولهاثِ الشوق تقفزُ عن السرير كَمَنْ حلَّ معادلةً رياضية الجمرُ في وجنتها وفي الصدرِ حطب تبحثُ عن حمّالةِ الحَطب.. قرّاصتها.. وصايا أمِّها.. مسدسِ أبيها وتَبْتَسِم.
اما الشاعر علي الشاهر ( من مواليد 1987) , فقد مارس كتابة النص التقليدي والنص التجديدي بروح طموحة واضحة , يقول في احد نصوصه :
أمّي قبعةٌ ناضجةٌ
وأبي مجنونٌ ساحرْ
أخطأَ أن يخلقني رباً
فأختارَ بأنْ يأتي الشاعر.....
وفي نص آخر يقول علي الشاهر :
خرجتُ من رحِمِ الأحزانِ مرتدياً ثوبَ المذلةِ والحرمانِ والشجنِ
خرجتُ نهداً نحيلاً جُزَّ معطَفُهُ فهل سترضى بنهدٍ غصَّ باللبنِ
ويا عراقُ ترجَّ اللهَ مغفرةً بأنْ يعافَكَ.. تكفي ثورةُ الحزَنِ
فبينَ عمرِكِ والآهاتِ ملحمةٌ تكادُ تعصفُ بالتأريخِ والزمنِ
عروبةُ النِفطِ يا مولايَ عاهرةٌ تُباعُ حيناً وحيناً دونما ثمَنِ
وفي نص آخر يقول علي الشاهر :
(ج. م.)!!...
حلّقَ طفلاً..
وخلالَ العودَةِ للعُشِّ
ضيّعهُ الدرْبُ..
وأغلبُ ظنّهْ..
قدْ ماتَ زعيماً..
أو بطلَ الأبطالِ..
خلّفَ أنثاهُ (الما – ذاقتْ) طعمَ رجولَتِهِ..
إلا في مخدعِهِ البالِ..
خلّفَ أرمَلةً فوقَ رصيفِ تعاستِها
ترسمُ حُظنَهْ..
تبحثُ عن عُمرٍ
ما بينَ بقاياهُ الرمزيّة...
أوسمةً صدئةْ..
صورتُه في معركةٍ يظهرُ فيها كالفارِسْ
نظّارتُهُ السوداءُ كليلٍ دامِسْ..
يلتفُّ برائحةِ الصمْتِ..
بحثتْ فيها..
عن قِطْعةِ خبزٍ.. للأطفالْ..!
حفرَتْ في الصورةِ
في الأشياءِ المنسيّةْ..
كالآمالْ..
وجدتْ خاتمَ عُرسٍ يتلذذُ بالموتِ..
فانتفضَتْ تبْحثُ عن عزرائيلَ لكي يخْطبَها
لجنودِ الحربِ التتريةْ..
وهنالِكَ صَاحَ بها الربُّ
لا تأوي النارُ أو الجنةْ..
يا هذي.. امرأةً (عربيةْ)..!
اما الشاعر حسين الكربلائي وهو شاعر كربلائي شاب امتلك ناصية العمود الشعري , فيقول في نص له :
أصبر على الظلماء يوماً تَقشـــــعُ وأبشر بذاك الفجر نور يــطلــــعُ
عانق ظنون اليأس وابشر بعدها ما خاب من يسعى فربك يسمعُ
واقتل بعمر الليل كل شجونـهـــــم لترى أذان العشق ظهرا يرفــــعُ
عـــــــتق حكـــايتك القديمة إنهـــا كـــــأس مـن الآهات مرا يجـرعُ
فجميلة الحي التي أسميــــــتــهــا برحية الازهـــار ظلــما تــقــلــــعُ
عاهدتها بالورد يوم لقيـــــــــــتها والورد اقسم جل من لا يخـــــــــدعُ



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعرية العراقية المعاصرة وحساسية القراءة المطلوبة
- حينما تبوح ذاكرة البيدق باعترافاتها , قراءة في رواية من اعتر ...
- الذات في خطاب الشكل الشعري المعاصر ... قراءة في النص الشعري ...
- الكشف الشعري والنفاذ الى حقائق الاشياء ..... قراءة في نصوص ع ...
- المجاوزة الرؤيوية في الشعر ... قراءة في الاعمال الورقية للدك ...
- مشكلة السوابق واللواحق في ترجمة المصطلح
- ازمة الخطاب الموجه في الفضائيات العراقية
- غياب الإفادة من التطورات الحاسوبية لخدمة اللغة العربية
- المعجم العربي وازمة الدقة المصطلحية
- حلم ... (قصة قصيرة )
- جدل التراث والحداثة في النقد العربي ... ادونيس نموذجا
- في نقد العقل العربي التنظيري
- استقبال البنيوية عند المفكرين العرب ... قراءة في كتاب مشكلة ...
- الحداثة وما بعد الحداثة والتداخل المفاهيمي بينهما .
- الممارسة النقدية العربية ومشكلة التنظير
- من البحث عن النقد الى البحث عن الهوية المنهجية
- النقد والآيديولوجيا ... في النقد العربي المعاصر
- قراءة في كتاب نظرية البنائية في النقد الادبي
- في مصطلح الاجراء النقدي
- على حافة الحرف (نص)


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - من تمثلات الشعر الكربلائي المعاصر