أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي















المزيد.....

ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جاء ليدفن أحلام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتشكيل وقيادة حكومة "غالبية سياسية". هذه الحكومة كما رصدناها تحليلياً في مناسبة سابقة ليست إلا حكومة محاصصة طائفية ضيّقة، تتحقق باستبعاد عدد من الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية كعقوبة لتلك الأطراف.

والواقع فإن نهاية خيار "حكومة الغالبية السياسية" ليست من إنجازات كيري أبداً، بل من إفرازات التمرد العسكري الخطير الذي بدأ بسقوط الموصل وتكريت بيد داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) فلا يمكن للمالكي ولا لغيره من داخل العملية السياسية الآن أن يحسم الوضع على الأرض وينهي التمرد المسلح بسرعة إلا بتوحيد القوى السياسية للعملية السياسية الطائفية، والعودة إلى صيغة ما سميت زوراً "حكومة الشراكة الوطنية" مضاف إليها بعض "البهارات الإنشائية التي يوجبها الوضع الأمني حالياً كالقول بأنّها حكومة إنقاذ وطني أو حكومة صمود وتحرير وما إلى ذلك.

المهمة الحقيقية لكيري في بغداد كانت تطبيق خيار "حكومة مشاركة طائفية واسعة مع بعض الامتيازات الإضافية لممثلي العرب السنة" بهدف إنقاذ العملية السياسية برمتها عن طريق الابتزاز والترغيب والترهيب، ويبدو أنه وضع المالكي أمام المعادلة التالية: تشكيل هذه الحكومة بمشاركة الجميع وبشروط أميركية معينة مقابل أن تقوم واشنطن بدور عسكري أميركي داعم لها في مواجهة داعش وحلفائها في الميدان، وإما أن تستمر في مواجهة التمرد المسلح وأنت شبه أعزل!

هذا الخيار أو الدور الأميركي يهدف كما قلنا إلى إنقاذ العملية السياسية الطائفية ككل في العراق، ولكنه يهدف أيضاً إلى تكريس خطوط فعلية لتقسيم العراق وفق خطة "بايدن" حتى إذا تمت هزيمة التمرد المسلح الحالي، وهو خيار لا نتوقع أن يرفضه المالكي إذا ضمنت له واشنطن البقاء في منصبه، أو كحد أدنى استبداله بأحد قياديي "دولة القانون"، وثمة اسمان مرشحان لهذا الدور كما تقول التسريبات، وهما فالح الفياض وطارق النجم.

معنى ذلك أن معركة الدفاع عن وحدة العراق طويلة، بل هي في حقيقة الأمر لم تبدأ بعد، وكما ينبغي لها أن تبدأ، فهذه الصفحة من الصراعات والتمردات المسلحة لا علاقة لها بوحدة العراق أو أي أهداف وطنية ديمقراطية، بل هي ذات علاقة مباشرة بوحدة كل طائفة على حدة، وبأهداف هذه الطائفة أو تلك سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في مواجهة الطوائف الأخرى!

من ناحية أخرى، فإن طلب المالكي من أوباما توجيه ضربات جوية إلى أهداف داعش وحلفائه في الموصل وتكريت لا معنى له ولا مردوداً عسكرياً، إنما سيعقّد الأمور عسكرياً وسياسياً واجتماعياً ويلحق الضرر بوحدة العراق المهددة بقوة. لنتذكر أن القوات الجوية السورية ذات الخبرة والمراس والعدد الكبير من الطيارين والطائرات لم تحسم المعارك ضد التمرد المسلح بعد ثلاث سنوات من القتال. ربما تكون عرقلت سقوط النظام، نعم، ولكنها لم تحسم الحرب. أما تردد أوباما في الموافقة على هذا الطلب وتقديمه قدماً وتأخيره أخرى، فيشير بوضوح إلى أنه يريد ثمناً باهظاً من المالكي قد يُكشف عنه لاحقاً. ولكن، بعد أن نُفي خبر إعادة إيران للطائرات الحربية العراقية الـ130 التي لجأت إليها في عهد النظام السابق، إلى العراق، ولجوء الأخير لشراء عشرات الطائرات الحربية المستعملة من روسيا وروسيا البيضاء من طراز سوخوي 25 ذات الإمكانات والمواصفات الجيدة، وبعد وصول الوجبة الأولى منها فعلاً، يكون العراق قد وضع القدم الأولى على عتبة الاستغناء الفعلي عن الدعم العسكري الأميركي.

لقد كان المالكي واضحاً جداً حين اتهم واشنطن قبل أيام قليلة بأنها خدعت العراق في موضوع تسليح وتدريب الجيش. وهذا الخداع ليس جديداً فقد صرح به نائب أمين لجنة الأمن والدفاع العراقية اسكندر وتوت الذي أعلن قبل ثلاثة أشهر من الآن وقال: "إن طائرات الهيلكوبتر السبعين التي جهزتها الولايات المتحدة الأميركية وفقاً لبرنامج التسليح المشترك (FMS)، واشتراها العراق على دفعات منذ نهاية عام 2006، وحتى العام الماضي هي طائرات فاشلة من الناحية الفنية والناحية العسكرية، لأنها هذه الأنواع من الطائرات في الأساس لم تكن مخصصة للقتال، ودعم القطاعات البرية على الأرض". هذا عن الطائرات التي وصلت وظهر أنها فاشلة فماذا عن طائرات الأف 16 وعددها 36 طائرة والتي دفع العراق ثمنها مقدماً، ولماذا لم تسلم حتى الآن؟

لقد قيل إن أوباما رفض تسليم هذه الطائرات لكي لا تستخدم ضد العرب السنة، فهل معنى ذلك أن العرب السنة هم داعش؟ أم أن ذلك يعني أن الجيش العراقي الذي سيستعمل الطائرات هو جيش الطائفة الواحدة، أو هو "جيش المالكي" كما تكرر قناة "الجزيرة"؟ وإذا كان هذا الجيش هو كذلك فعلاً، فلماذا ارتضت الإدارة الأميركية أن توافق على الصفقة أصلاً مع حكم طائفي وجيش طائفي وتقبض ثمنها منه سلفا؟

الواقع، هو أن الولايات المتحدة هي التي صممت هذا النظام الطائفي المحاصصاتي وهي التي تتحمل مسؤولية ما أفرزه من سموم قاتلة وانحرافات وتمييز طائفي، وما المالكي وحكومته إلا نتاجاً لهذا التصميم الحكومي الأميركي.

وأخيراً وبعد كل هذا يتساءل المرء: أليست هذه الأسباب والتصرفات الأميركية كافية ليفكر الحاكمون في بغداد بالقطع مع الطرف الأميركي نهائياً ومعاقبته على خداعه هذا بإلغاء نظام المحاصصة الطائفية وبناء نظام المواطنة الحديثة والمساواة أم أنهم يحاولون أن يجربوا "طول بالهم" وقدرتهم على تحمل مزيد من الخداع والإهانات الأميركية؟

أما موافقة المالكي على استقبال العراق 300 مستشار عسكري ومخابراتي أميركي في بغداد فهي قرار سلبي تماماً، ومضر بمصالح العراق على جميع الصعد، فهؤلاء المستشارون – وقد قيل ذلك في الإعلام الأميركي علناً – لم يأتوا ليقفوا مع الجيش العراقي الحكومي ضد داعش وحلفائه بل جاؤوا ليجمعوا معلومات استخباراتية مهمة من الميدان لمصلحة أميركا أولاً وأخيراً، وليس بعيداً أن يحاول هؤلاء المستشارون توريط القوات العراقية في أكثر من كمين وخطة ملغومة للإجهاز عليها وإفشال خططها لإنهاء التمرد المسلح. وعليه:

ـ ينبغي رفض توجيه ضربات عسكرية أميركية إلى أية أهداف داخل العراق والمبادرة إلى إلغاء اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع واشنطن لأن هذه الأخيرة قد تنصلت منها عمليا.

ـ ينبغي طرد المستشارين العسكريين الأميركيين فوراً ومن دون إبطاء وتحجيم حركة ودور السفارة الأميركية في بغداد وقنصلياتها في العراق.

- وقبل هذا وذاك، لابد من التحرك نحو حل جذري للأزمة التي تعصف بالعراق منذ عام 2003 وحتى الآن.

إن المشروع الجاري تطبيقه على الأرض هو مشروع "بايدن" لتقسيم العراق، وهذا لم يعد سراً فالجميع تقريباً يلهج به. وبعض العرب السنة من سياسيين ومسلحين الذين يساهمون الآن فيه، دُفعوا دفعاً إلى ذلك بسبب طبيعة الحكم الطائفي الذي أوجده الاحتلال وما جاء به من إقصاء وتهميش والاستفزاز الطائفي من جهة، وبسبب رفض بعض زعمائهم السياسيين والدينيين التخلي عن نزعة "نحن الأقوى ونحن من ينبغي أن نحكم العراق وإلا سنتركه رماداً". وهذا لا يعني عدم تحميلهم مسؤولية الاندراج ضمن هذا الخيار أو مع خيار التكفيرية المسلحة كداعش وغيرها.
وللحديث صلة.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية
- هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير ...
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
- بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
- كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
- حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
- أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
- أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
- نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية
- لذكرى العالم العراقي راحل مهدي حنتوش!
- ج2/قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: البنية الزمني ...
- ج1/ قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: تقنيات السرد ...
- ج2/ فيلم نوح: من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي (2 – 2)
- ج1/ مشاهدة لفيلم نوح : من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي ...
- فزاعة حكومة الأغلبية ولعبة الانتخابات
- 9/حسن العلوي: بين ابن العلقمي وبدر الدين لؤلؤ! /9-9 والأخيرة
- النتائج والسيناريوهات المحتملة للانتخابات في العراق
- ج8/-دماء على نهر الكرخا- لحسن العلوي:الفرسُ هم قتلة العلويين ...
- ما معنى - سانت ليغو- وكيف تطبق في الانتخابات العراقية؟


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي