أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - هل العدالة عمياء أم معصوبة العينين ؟؟!!!















المزيد.....

هل العدالة عمياء أم معصوبة العينين ؟؟!!!


مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


** لا تزال جدارية النحت البارز أعلى واجهتى مبنى مجمع المحاكم بشارع الجلاء بالقاهرة ، تطل على الجمهور كل يوم منذ عشرات السنين .. (رغم ما أصاب المبنى من تخريب ومحاولة حرقه أثناء فوضى يناير) .. ولكن مازالت تبرز على جدار المبنى سيدة معصوبة العينين .. تمسك بميزان متكافئ الكفتين رمزا للعدالة ..

** ولكن .. شتان بين هذا المعنى والرمز ، وبين ما نراه اليوم من صراع بين شقى العدالة .."القضاء الجالس على المنصة ، والقضاء الواقف أمام المنصة" .. والذى وصل إلى حد عدم الإحترام وتجاوز الحوار ليصل أحيانا إلى التراشق بالأيدى كما حدث فى بعض محاكم الأقاليم ..

** فإذا كان رمز العدالة لسيدة معصوبة العينين يعنى الإقصاء المطلق لأي نوازع شخصية وراء الأحكام من أجل العدل .. فإن ما نشهده اليوم يعنى الإعلان المطلق للنوازع الشخصية والفئوية لرجال القانون ، حتى ولو كان ذلك على حساب ما كلفوا بتحقيقه ..

** قالوا قديما "إن العدالة عمياء لأنها لا تلتفت إلى العواطف ولا تنظر إلى التوسلات ولا تغلق عينيها عن نظر الحقيقة ولا تسد أذنيها عن سماع أهات المظلومين .. بل هى تطبق القانون لتحقيق العدل بين الناس دون النظر إلى الجنس أو اللون أو العقيدة " .. أما الأخرون قالوا أنها عمياء لأنها لا ترى الحقيقة !!!!!...

** عندما قامت فوضى 25 يناير ، وحكم الإخوان مصر .. كان هدفهم هو السيطرة على المحاكم وتركيع القضاء ، ولكن ظل الشعب المصرى يقف بجانب العدالة للدفاع عنهم وعن إستقلالهم .. وقد كتبنا أكثر من مقال نقول فيه إذا إنهارت الشرطة فيمكن إصلاح هذا الإنهيار سريعا ، وإذا إنهزم الجيش يمكن إعادة تشكيله .. ولكن إذا سقط القضاء فلا يمكن إنقاذ الوطن .. لأن القضاء هو السياج الآمن الذى يحمى حقوق المواطن وأمنه وحريته وإستقراره ويضمن سلامته وسلامة المجتمع ..

** هذا ما تعلمناه وسنظل نطالب به وهو "لا مساس بأحكام القضاء" .. لكننا لا نعيش فى المريخ وكرامة المواطن يجب أن تكون ..

** نعم .. كرامة وحرية هذا الشعب الذى خرج ضد الظلم والطغيان فى 30 يونيو لن يكسرها أحد ، حتى ولو كان القضاء نفسه الذى ظللنا نقف وراءه وبجانبه .. فما يحدث اليوم يشعرك وكأن هناك من يتربص بالوطن ، ومن يصدر أحكاما متعجرفة قاسية مستفزة ، لا تستطيع أن تعلق عليها أو المساس بها .. والحجة جاهزة إنه لا يجوز المساس بأحكام القضاء .. وهنا السؤال هل القضاء الشامخ والنزيه يتعامل بنفس منطق العدالة معصوبة العينين ، أم أن هناك فساد وإنحراف وصل إلى إتهام البعض بأن القضاء ليس معصوب العينين بل أعمى العينين ..

** ليس معنى إستقلال القضاء وحريته أن تصدر أحكام لا يقبلها عقل ولا منطق ولا دين .. وليس معنى حرية القضاء أن مواطن واحد شعر بالظلم يقضى عمره خلف الأسوار بسبب إصدار حكم قضائى بسجنه .. وهناك الأمثلة كثيرة ، وما يطلق عليه أحكام ضد بعض المواطنين الأقباط بزعم الإتهام بإزدراء الدين الإسلامى ، فمثل هذه القضايا لا تحتاج إلا إلى تلفيق التهم جزافا وشهادة الشهود .. مهما حاول أو حاولت الضحية دفع الإتهام عنها .. إلا أن المحاكم لا تنظر إلا للثوابت من خلال المحاضر التى يتم تحريرها فى أقسام الشرطة وشهادة الشهود ..

** على سبيل المثال .. ما قضت به محكمة الأقصر بحبس دميانة عبيد ، المعلمة القبطية المتهمة بإزدراء الإسلام ، بالحبس ستة أشهر ، حيث كانت محكمة الأقصر قد حكمت بتغريمها مائة ألف جنيه ، وإستأنفت الحكم طلبا للبراءة إلا أن النيابة تقدمت بطعن مطالبة بتوقيع عقوبة الحبس عليها .. ونتذكر أن القضية بدأت بإتهام متشددين لها بإزدراء الدين الإسلامى والتبشير بالمسيحية أثناء تدريسها .. ورغم أن حضرة الناظر شهد لصالحها ، وهى شهادة المفروض أن تأخذ بها المحكمة بإعتبار أن الناظر رجل مسئول وهو بالطبع مسلم الديانة .. كما شهد رئيس مجلس الأمناء وهو مسلم الديانة أيضا .. بأن إبنته أخبرته أن المدرس الذى تقدم بالشكوى ضد المدرسة قد قام بتلقين التلاميذ أقوالا بعينها .. وهو ما يثبت تضارب أقوال الشهود والذى كان يجب الحكم ببراءة المدرسة "دميانة عبيد" .. إلا أن المحكمة أصدرت حكمها بالحبس 6 أشهر مع الشغل والنفاذ ..

** فماذا سيكون أثر هذا الحكم على نفس المدرسة القبطية .. هل تستطيع بعد ذلك ممارسة عملها كمدرسة ، وهل تستطيع أن تعيش وسط هؤلاء الناس ، وكيف ستواجه المجتمع ، وتشعر بأنها تنتمى له بعد تنفيذ هذا الحكم الصارم .. وأين مجالس حقوق الإنسان ؟ .. لماذا صمتت جميعها عن الدفاع عن هذه المعلمة ، بينما لا عمل لهم إلا الدفاع عن النشطاء السياسيين ونشطاء السبوبة الأمريكان ..

** لم تكن قضية معلمة الأقصر هى الأولى والأخيرة .. فقد تم الحكم على "كيرلس شوقى" بنفس الحكم ، بل هناك أحكام مماثلة تصدر ضد المسلمين الشيعة والقرآنيون والأحمديون بل والمسلمون السنة الذين يجاهرون بما يخالف ما يعتبره البعض معلوما من أحكام الإسلام بالضرورة .. وهناك الأمثلة كثيرة ، وتلفيق محاضر وشهود زور وأحكام قاسية ، والإتهام بإزدراء الدين الإسلامى .. ثم تجمهر المواطنين أمام المحاكم ، وإندلاع الهتافات المعادية للأديان الأخرى حتى يصدر الحكم بالإدانة والحبس .. فتنطلق المسيرات تجوب المدن والقرى لتهلل للحكم ..

** وهو ما حدث مع مدرسة أخرى تدعى "نيفين جاد السيد" عام 2012 .. حيث تقدم ولى أمر إحدى الطلبة ، ينتمى إلى التيار السلفى بشكوى ضد المدرسة ، يتهمها بالإساءة للرسول أثناء شرح الدرس .. وقام معتز بشنك المسئول الإعلامى لحزب النور بأسيوط بإصطحاب الطلاب لتحرير محضر بالقسم ، وألقى القبض على المدرسة وإحتجزت بالتخشيبة رغم أنها كانت حامل فى الشهر التاسع ، وفى النيابة ذكرت المدرسة أن الطالب الشاكى كان متغيبا وقت شرح الدرس .. وحفظ المحضر .. ولكن بعد البهدلة والشتائم التى تعرضت لها المدرسة والأسرة .. مما دعاهم لترك البلدة ..

** نعم .. إنها السبوبة لإهدار كرامة المواطن القبطى فى صعيد مصر أو فى بعض المدن والقرى الصغيرة .. ولم نرى حكم إلا نادر ينفذ ضد مسلم بتهمة إزدراء الدين المسيحى .. ورغم حبس الإرهابى "أبو إسلام" فقد كان الجرم واضحا ، وهو يمزق الكتاب المقدس ، وحرقه أمام العالم .. ولو كان حدث العكس لقامت الدنيا ولم تقعد .. بل أننى عندما دافعت عن إيمانى بالمسيحية حيث كان يصف المسيحيين والكنيسة بعبدة الأوثان وكلاما مقززا .. فخرج أبو إسلام فى حلقة من حلقاته الساخرة وقام بتهديدى .. وهذا هو رابط الفيديو ... http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=tXxIAKLR1sc .. أرجو أن يسمع الجميع هذا الفيديو وأعتبر ذلك بلاغا ضد هذا الرجل للضمير العالمى وليس للنائب العام ..

** فهل ينتبه القضاء لأن هناك ما يحاول كسر هيبة القضاء .. وهذا ثابت بالدليل عندما تدخل المستشار "نبيل صليب" وهدد المستشار عادل إدريس بتسليمه ملف التحقيق فى الدعوى المرفوعة من محامى الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى السابق ضد محمد مرسى العياط رئيس مصر السابق .. وعندما رفض المستشار عادل إدريس تهديدات المستشار نبيل صليب ورفض تسليمه الملف قام بتهديده بتلفيق قضايا له وإتهامه بضياع بعض المستندات والأوراق الخاصة بهذه القضية .. الذى نوه المستشار عادل إدريس بتورط أسماء كبيرة فى هذه القضية ..

** ومع خطورة ما يدار داخل أروقة المحاكم من فساد .. فليس أمامنا إلا تدخل رئيس الدولة .. وإقصاء أى قاضى يثبت تورطه فى أى قضايا فساد أو إستغلال سلطته ونفوذه ، وفرض أحكام قد تكون فاسدة ، وتؤدى بتنفيذ أحكام بالسجن للأبرياء أو إهدار حقوق المواطنين ..

** وعلينا ألا ننسى أنه كان هناك مجموعة كبيرة كشفت عن وجهها القبيح وهى مجموعة قضاة من أجل مصر ، الذين لوثوا منصات القضاء ووقفوا بالظلم والفساد فى خندق واحد مع الإخوان الإرهابيين ، لإسقاط الدولة المصرية .. كما أن هناك قضاة أحيلوا للتقاعد بعد التحقيق معهم فى قضايا فساد ... فهل العدالة معصوبة العينين أم عمياء؟ !!!!



#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للمحاكمات العسكرية للإرهاب !!!
- من الذى إقتحم أسوار الإتحادية ؟؟؟!!!
- هؤلاء ممنوعون من الإعلام المرئى !!!
- ((كرامة مصر)) .. وعار المعونة الأمريكية !!!!
- إعلام --رجال الأعمال-- !!!
- (فضائح الإعلام) .. من طرد -رانيا بدوى- إلى حمالة -بثينة كامل ...
- -مصر- .. تولد من جديد !!!
- قصة المطرية !!!اهداء للرئيس ..مهزلة... تهجير الاقباط من مصر
- سقطت مصر .. ولا عزاء للمصريين
- حقيقة -الباعة الجائلون- والإنفلات الأمنى !!!
- القانون والشرطة .. المتهمان فى حوادث الإغتصاب !!!
- ومازال يحكمنا قانون -ساكسونيا- !!!
- أهم ما جاء فى خطاب الرئيس !!!
- الأشرار الثلاثة .. (عمرو موسى – محمد أبو الغار – السيد البدو ...
- ما بين نكسة 5 يونيو و نكسة محمد مرسى !!!
- حقيقة الأحزاب الفنكوشية بعد 25 يناير !!!
- -القناطر الخيرية- .. فوضى وبلطجة وتطرف !!!!
- إلى رئيس مصر .. المشير -عبد الفتاح السيسى- !!!
- صحافة وفضائيات المصاطب !!!
- هل -ساويرس- هو رجل أمريكا فى مصر ؟؟؟!!!..


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - هل العدالة عمياء أم معصوبة العينين ؟؟!!!