شفاهيات الدرويش شيردل- تواضع-5

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 02:20
المحور: الادب والفن
    

بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل- تواضع-5

أحمد الحمد المندلاوي
** كان الدرويش شيردل جالساً في فناء داره على حصيرة من سعف النخيل و بيده سبحته الصفراء المسماة (باي زهر)..يت ل كان يتلّهى بها أم مسبّحاً .. فإذا بحفيدته فاطمة دخلت الدار عائدة من المدرسة،متجهة نحو جدها،وعلى وجهها إبتسامة موردة بريئة ،قائلة:
- سلام جدّو .
الدرويش شيردل :
- أين قبلة ، هاتها يا أحلى حفيدة.
فاطمة تمدُّ رأسها ذا ضفيرتينِ متناسقتينِ نحوه.و هي تقول:
- جدو،عندي طلب صغير.
الدرويش شيردل:
- قولي يا ابنتي الحبابة.
فاطمة:
- أريد فكرة إنشاء عن التواضع.
الدرويش شيردل حكَّ لحيته البيضاء بروؤس أصابع يده اليمنى،قائلاً:
- أجل ،حاضر يا فاطمة.خذي قسطاً من الراحة وعودي بعد قليل.
عادت فاطمة ..
الدرويش شيردل:إذاً أكتبي:
التواضع من مكارم الأخلاق الرئيسية ،قال أحدهم:
ملءُ السنابل تنحني من تواضع والشامخات رؤوسهن فوارغ
و التواضع من الصفات الحميدة التي يحمد الانسان على الالتزام بها بين أبناء المجتمع ،و خلاصته أن يكون الشخص بسيطاً و شفافاً مع أهله وأصدقائه وأقربائه ، في البيت و السوق و الدائرة،و مهما يكون الانسان شأنه موظفاً كبيراً أو صغيراً،غنياً أو فقيراً ،و بالتواضع يكسب الجميع يحبونه و يحبهم ،ورد في الحديث الشريف: (من تواضع رفع الله حكمته). و قال الامام علي (ع) في الحث على التواضع : (عليك بالتواضع فإنَّه من أعظم العبادة) ،وبالعكس من الانسان المتكبر الذي يكرهه الجميع بسبب تصرفاته المذمومة من حب الذات و إحتقار الآخرين، فتراه منزوياً في زاوية ضيقة لا يحبُّ أحداً و لا أحد يحبه..و أجمل ما قيل في هذا المجال:المتكبر مثل رجل واقف في قمة الجبل يرى الناس صغاراً و يرونه أصغر،و قال الامام علي (ع) : (الإفتخار من صُغر الأقدار) وقال (ع) في مكان آخر: (إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله) ،و قيل :التكبر على المتكبر عين التواضع ،و بذا المتكبر منبوذ بين أهله وأصدقائه وأقربائه ،و حتماً هو إنسان فاشل في حياته و لا يمكن كسب ود الناس بالقوة ،فالقلوب تميل دائماً الى الانسان البسيط و المتواضع ،قال الرسول (ص): (المؤمن هشٌّ بشٌّ..).
و ما أحلى هذا الشعر و نحن في رحاب هذه الفضيلة أي التواضع ،إذ يقول الشاعر:
تواضع تكن كالنجمِ لاح للناظرِ على صفحات الماء و هو رفيعُ
ولا تكن كالدخانِ يعلو بنفسه ِ الى طبقات الجوِّ و هو وضيعُ
و هو زينة الإنسان في الحياة ،ونحن الطلبة وفي هذه المرحلة من أعمارنا علينا أن نغرس هذه الصفة الحميدة في نفوسنا أينما كنّا في المحيط الدراسي مع آبائنا الأستاذة و زملائنا الأعزاء،و في محيط الأسرة مع أخوتنا الصغار ..و بذا نكون أشخاصاً مفيدين و نافعين للمجتمع و للبلاد.
فاطمة و هي فرحة بهذه الكلمات ،و قد حصلت على إنشاء جيد ستباهي به زميلاتها في المدرسة .
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل