أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الناس والمعادن والزواج














المزيد.....

الناس والمعادن والزواج


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 16:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الناس و المعادن والزواج


تراتبية الناس حسب تراتبية المعادن :

" الله يجيب ليك نقرة فين يغبر نحاسك "مثل شعبي ،يقال لغير المتزوجين وخصوصا منهم الإناث وهو يشبه الإنسان ب"المعادن " ويصنفهم إلى مراتب تعكس قيمة المعدن المشار إليه .
من هنا يفترض بأن كل إنسان أعزب هو باحث أو مرشح للزواج , ويصنف مع معدن
"النحاس" الذي " يلزمه معدن أقوى منه كي يغطي على عيوبه المفترضة ألا وهي "النقرة " أي الفضة التي تستوعب النحاس وتغطي عليه تماما لأن بريقها أقوى .

تحيل تراتبية المعادن على التراتبية الموجودة مابين مخلوقات الله البشرية ،
وهنا ليس انطلاقا من "مقوماتها الذاتية "ولكن انطلاقا من "مركز اجتماعي " ألا وهو الزواج يتم ربطه وفق التمثلات السائدة مع صور إيجابية تحيل على الاكتمال والبريق والاستيعاب
مقابل تمثلات سلبية تناط بالإنسان غير المتزوج فهو "ناقص "مهما علا شأنه ويحتاج للاستيعاب,,,والإكمال وربما التذويب والانصهار في الآخر .

معايير تراتبية المعادن ؟؟؟

وهنا يحق لنا التساؤل عن معايير تراتبية المعادن ؟؟؟

لم يعتبر النحاس أقل شأنا وقيمة من غيره علما أننا ننتج منه عددا هائلا من المعدات الصناعية الهامة والكثير التي تسهل علينا حياتنا الاجتماعية و صنعت منه منحوتات فنية مبهرة ، ا ناهيك عن الأواني المنزلية التي تضمن لنا طهيا صحيا ولذيذا وتؤثت منازلنا ببهاء جميل .

شخصيا أحن لصينية الشاي النحاسية و هي تتصدر صدر البيت بحضورها الباذخ
مع كل الأكسسوارات المحيطة بها .
فحولها تنسج المودة والدفء والمحبة وأحترمها احترامي لمجوهرات الفضة أو الذهب التي تزين أجساد الجميلات ,أينما كن , فالجمال مكتمل بذاته لا بأكسسواراته .
إذن لماذا نعطي للنحاس قيمة أقل من غيره ؟؟؟؟

تأرجح الزواج ما بين الفضة والقصدير :

و مع احترامي البالغ لمؤسسة الزواج وأدوارها الاجتماعية القيمة فهي لا تتطابق بالضرورة
مع التمثلات الإطلاقية السائدة عنها ,,,,
فالزواج ليس بالضرورة وسيلة تحقق اكتمال النقصان ،فقد ينتج العكس تماما
إذا لم تنصهر "المعادن " مع بعضها البعض بالشكل المنتظر ,,,,بل ماذا لو كانت المعادن "متنافرة ويؤدي احتكاكها مع بعضها البعض إلى كيمياء تفاعلية من النوع الهجين الذي قد يدمر مقومات الإنسان ومعها سعادته وحريته وفرص انفتاحه ونموه ,ونمو من حوله .

فمثلما قد يحقق الزواج الناجح فرص السعادة والتفتح النفسي والاجتماعي وهذا إنجاز شبه نادر في ظل واقعنا الموبوء هذا
قد يغدو الزواج الفاشل لمعتقل ليس ذهبي كما يروج لذلك بل حديدي يرهن الإنسان طوال حياته حول "مصالح مشتركة" ليس إلا

وتغيب منه شروط السكينة والاستقرار النفسي الذي يحدد ماهيته الأصلية ,إما نسبيا أو كليا حسب القدرة على تدبير هذه النشازات فيتحول لمجرد ارتباط شكلي بدون روح ,

وهنا عوض ذوبان النحاس في الفضة فقد يتحول الاثنان لقصدير يطفو الصدأ على حياتهما المشتركة ,وعوض إنجاز الاكتمال والصهر يتم إنتاج الزيف والهدر .

التمثلات الإطلاقية تضليلية :

ذلك أن التمثلات الإطلاقية التي تغذي بعض الأمثال الشعبية تغدو منتجة للأوهام والتضليل ,عوض إعداد الشباب والناس عموما للتحديات الحقيقية التي تواجهه وهو يسعى
"لإكمال كينونته في ارتباطه بكينونة أخرى ,,
ذلك أن السعي للانصهار بالآخر يتم داخل سياقات معقدة اجتماعيا وسيكولوجيا و تتطلب ما يكفي من الاستعداد النفسي والمهارات التواصلية لتدبيرها . علما أن المعطى الاجتماعي الخارجي يؤثر بشكل كبير على شكل وصيرورة مؤسسة الزواج وهو خارج إمكانية التحكم من طرف "الزوجين "

وهنا أنصح كل من يلوك هكذا أمثال تضليلية ويطلقها بمناسبة أو غير مناسبة على من يعتقد في "نقصانهم " بالتزام المسافة اللازمة قبل الغوص في الشؤون الخاصة للآخرين الذين قد لا يعرفهم نهائيا ويسمح لنفسه باقتحام حميميتهم ومساءلة اختياراتهم الخاصة بدون موجب حق .
فالناس فعلا معادن ومنهم ومنهن لآليء جد نفيسة لا تصلح للتذويب ,,,,,أي الهدر ,
وأنصح فئة الفضوليين هذه بالتكلف بمسح صدإ نحاسها الخاص عوض هدر وقتهم واهتمامهم بنحاسات الأغيار ,
هذا إذا لم تكن من الفئة القصديرية الدنيا فوحدهم "المقصدرين " يملكون ما يكفي من الوقاحة للتهجم على خصوصيات الناس ويستحقون الشفقة لأنهم يضيعون وقتهم فيما لا يفيدهم ولا يفيد غيرهم .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتبتك بوهج العنفوان
- و أنا أرحل
- على هامش تحضير الحكومة الملتحية لشرطة مراقبة غير الصائمين با ...
- رواية -دروز بلغراد - في ضيافة صالون الربوة بالرباط
- للسيد بنكيران :أجنحة المغربيات ترفرف في سماء الحرية .
- نحن والمسؤولية الموقوفة التنفيذ
- الهزيمة النفسية بوابة كل الهزائم
- رقص الشموع
- غيمة مرت من سمائي
- سماء الحب
- انبعاث
- فلسفة الحب كبوصلة للحياة
- مطر للتطهير
- تأملات حول رهبة الموت
- عالم الاجتماع محمد جسوس في ذمة الله
- هل يحق لوزراء رسميين التسول عبر اليوتوب ؟؟؟؟
- خديجة الرياضي والجائزة الأممية ، مابين التسفيه والتتويج
- عن الفقيدة المناضلة زهور العلوي ، مرحى لك بموت شريف في زمن - ...
- عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية
- قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الناس والمعادن والزواج