أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منال داود - الطائفية نار ذات لهب !














المزيد.....

الطائفية نار ذات لهب !


منال داود

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 13:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يمكن باي حال ان ننكر ان العراق ومنذ الازل امتاز بتعدد اطيافه التي رسخت في الادراك الشعبي وفي افكار رجال الدين الذين انبرى كل منهم يدافع عن طائفته ويرد الحجج المنطقية وغير المنطقية في سبيل دعم موقفه من هذه الطائفة او تلك الا ان ما يحسب لتلك الايديولوجيات انها كانت ذات جانب فقهي بحت فهي لم تحاول المساس بالتعايش السلمي او تغذية النعرات الطائفية و ازاء هذا الوضع ظل الشعب العراقي نائيا بنفسه عن كل ما يهدد وحدة صفه الى ان حدث ما اخل بالمعادلة السابقة فالواقع الذي خلقه الاحتلال الامريكي عام 2003 من الفوضى والتخبط والفراغ الامني ( والذي خدم بالدرجة الاساس استمرار وجوده في العراق وتوفير غطاء شرعي لذلك ) ادى الى ظهور مليشيات مسلحة ذات ولاءات طائفية - او هكذا تدعي - استغلت تلك الظروف في محاول للسيطرة والظهور عن طريق العنف و اذكاء النعرات الطائفية ورفض الاخر و تهميشه الا ان ما ساعدها على الاستمرار هو عجز الحكومات المتعاقبة عن تحجيمها وتوفير الامن كمطلب جماهيري و التأجيج الطائفي المستمر من قبل بعض القيادات الدينية و الاعلام الاصفر والدعم الفاعل الذي قدمه بعض المستفيدين من هذه الظروف لخدمة اجندات داخلية وخارجية ...
ان هذه العوامل ساعدت كثيرا في استمرار النفس الطائفي المقيت بل وترسيخه كلما خبا مما ولد الايمان لدى الجماهير بأهمية ذلك في المحافظة على بقاء هذه الطائفة او تلك وظهورها على بقية الطوائف بل وقبضها على مقاليد الحكم وتقلدها السلطة مما سيجعلها في حرز من أي ازمة يمكن ان تؤدي الى القضاء نهائيا عليها فاختفت لغة الحوار كأداة لحل الخلافات ورفض جميع الاطراف الركون الى العقل او الاحتكام الى المنطق باعتباره منهجا متبعا في الدول ذات التنوع المذهبي والطائفي .
ان هذا الصراع الطائفي كان المدخل دائما للصراع السياسي او بعبارة ادق كان الغطاء الشرعي لهذا الصراع الذي تقوده اطراف مختلفة لتحقيق مصالح سياسية – مذهبية كانت سببا لتهديد وحدة الصف عن طريق قلب الحقائق وفرض الرأي بواسطة العنف بعيدا عن سبيل الحق والمنطق والتي ادت الى خلق بيئة خصبة تميل الى العنف و الارهاب بكل صوره .
ان هذه الصورة جعلت من الطائفية كالمرض العضال الذي لا يرجى شفاءه تخف و طائتها احيانا حتى يخال الرائي انها اختفت تماما ولكنها ما تلبث ان تعود لتطفو مجددا وبعنفوان اكبر من السابق او انها كبركان يخبو ثم يعود للانفجار مرة اخرى بقوة تستحيل معها السيطرة او التحجيم تسري في جسد العراق المنهك كما تسري النار في الهشيم مخلفة ورائها كوارث فاقت الوصف والتخيل تاطرت بأحداث الحرب الطائفية عام 2006 وما تلاها واستمرت على قدم وساقين مابين قتل على الاسم والهوية وعلى انغام التكبيرات او التهجير والاستيلاء على الممتلكات فتحولت المناطق الى محميات طبيعية وانقسم الشعب الواحد الى فرق متصارعة..
وهنا بدا عهد جديد للحرب الطائفية التي انتقلت الى التصارع على السلطة ومحاولة الاستئثار بها على حساب الاخرين الى حرب الشوارع بالنواسف و الكواتم و اللواصق والعوالق والتي القت بظلالها على الشعب المسكين الذي تناسى فقره و الامه و انساق ورائها انسياقا اعمى ادى الى انهيار بنيته الاجتماعية و تفجير نزعته الطائفية التي اذكت الافكار الظلامية الرافضة للتعايش السلمي والتي كانت نتيجته انهار من الدماء العراقية التي سالت دون ان تدري بأي ذنب قتلت !!
ثم جاءت المرحلة التي خبت فيها تلك الحرب المقيتة وعاد الهدوء النسبي يغلف الازقة فلم نعد نسمع عن جثث مغدورة او مجهولة الهوية وحمد العراقيون الله على السيارات المفخخة التي تنفجر هنا وهناك بين الفينة والاخرى فهي اهون الشرين ! وانصرف الناس يراقبون المشهد السياسي بصمت مطبق ماداموا يعودون الى بيوتهم على اقدامهم وليس محمولين على اكتاف تسوقهم الى مثواهم الاخير ولكن هيهات ! فهي فتنة نائمة لا تحتاج سوى جثة مغدورة من كل جانب ثم ما تلبث ان تستيقظ مرة اخرى ولكن هذه المرة كانت اسرع من السابق فقد جاءت السيناريوهات السابقة دفعة واحدة تفجيرات من الجانبين وجثث ملقاة في اماكن مختلفة ثم معركة الكواتم ومعها محاولة النيل من العسكريين للمرة الثانية في ظل نفق الانتخابات المظلم والتكتلات الطائفية التي تنذر بحكومة محاصصاتية جديدة بامتياز تفرض نفسها شئنا ام ابينا مبرقعة ببرقع اسطورة الديمقراطية الاكذوبة !!
والغريب والمثير للحزن ان العراقيين مازالوا يصدقون وتنطلي عليهم تلك الخدع المستهلكة و كأنهم لم يعيشوها من قبل ولم يستوعبوا الدرس الدموي ابدا فبدا كل منهم يكشر عن انياب شخصيته الحقيقية المتلفعة بثوب الطائفية والمذهبية ويزيل اللثام عنها وينساق مرة اخرى وراء الشعارات الزائفة والخطابات المسمومة التي مافتئت تقوم بتغذية نعرته المكبوتة التي ستدخله مرة اخرى في اتون حرب اهلية لا تبقي ولا تذر و لا يعلم نهايتها إلا الله والراسخون بالعلم .
اذن و في سبيل الخروج من هذا المأزق المميت علينا الركون الى الحوار ونبذ الطائفية بكل اشكالها ويقع هذا الامر بالدرجة الاساس على عاتق علمائنا الافاضل ومراجعنا العظام في التأكيد على ضبط النفس و حرمة الدماء و وحدة الصف وضرورة التلاحم بوجه نار الطائفية التي لن ينجو احدا منها سوى موقدها بل انها ان استمرت ستأتي علينا واحدا تلو الاخر ومن الجانبين بل من جميع الجوانب و الاطياف او اننا سنقف طوابير نستجدي فرصة للهجرة الى أي دولة اخرى لنكتب حينها اشعارا زائفة عن الحنين الى الوطن الذي تركناه يضيع بسوء عملنا وقلة ادراكنا ونذرف الدموع السخية ونندب حضنا العاثر !! و لات ساعة مندم .



#منال_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة انقاذ .. حكومة طوارئ !
- عندما يسقط القانون
- لا بد من تغيير الدستور !!
- العشوائيات بين الوضع الانساني والخطر الداهم
- ظاهرة الفساد في العراق
- المشروع الديمقراطي في العراق


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منال داود - الطائفية نار ذات لهب !