أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منال داود - لا بد من تغيير الدستور !!















المزيد.....

لا بد من تغيير الدستور !!


منال داود

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 19:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد بات من المسلمات التي تلتقي عندها كتابات المفكرين ونظرياتهم ان الوثيقة الدستورية تمثل قيمة سامية دفعت الشعوب مقابلها تضحيات جسام لان النظام القانوني لأي دولة يكون محكوما بتلك الوثيقة وان اية سلطة من سلطات الدولة لا يمكن بأي حال ان تمارس إلا طبقا للصلاحيات التي خولتها اياها الوثيقة الدستورية كما ان أي قانون لا يمكن ان يطبق اذا كان فيه مخالفة لها ، وهو بذلك يعتبر القانون الاساسي للدولة ومصدر مشروعيتها . و اذا كان الامر كذلك وهو كذلك حقا فان كتابة الدستور تتطلب المزيد من التمحيص والدراسة والتنظير التي تجعل منه فعلا اسمى وثيقة قانونية يدور في فلكها النظام القانوني للدولة اذ انه من غير المنطقي لوثيقة بتلك الاهمية والخطورة ان تتعرض الى عاصفة من الانتقاصات او الانتقادات التي تحط من هيبتها وتفرغها من محتواها كقانون اساسي لبناء دولة مؤسسات على الاقل لفترة معينة من الزمن فهي كغيرها من القوانين الوضعية تحتاج الى تعديلات بين فترة و اخرى فعندما يفترق الواقع الدستوري عن الواقع القانوني وتحدث لجة بينهما عندئذ يحين وقت التعديل او التغيير الذي يختلف من دستور الى اخر حسب الاجراءات المنصوص عليها في متنه ..
وبعد ان لفظ النظام السابق انفاسه الاخيرة عام 2003 وتغير شكل الدولة العراقية برز واقع سياسي استدعت ضرورته الحتمية الى توجيه الانظار نحو وضع دستور جديد يتماشى مع الواقع السياسي الذي افرزته الاحداث التي مرت بالعراق في ذلك الحين الامر الذي استدعى صياغة دستور على عجالة تلبية لمقتضيات الواقع الجديد فطغى عليها التناقض والركاكة والغموض و القصور جعلته ومنذ ان رأى النور في مرمى النقد والهجاء وربما اذهب مع من يقول ان الدستور هو من صنع البشر ومن الطبيعي ان لا يخلو من مثالب ، ولكن التناقضات اللامتناهية التي انطوى عليها دستورنا العتيد لا تندرج تحت هذا التصور بل تجعله بمثابة وثيقة تقسيم للمصالح السياسية ابتعدت كثيرا عن الطبيعة القانونية للدساتير خصوصا اذا علمنا ان واضعيه لم يكونوا من ذوي الاختصاص القانوني الذي يؤهلهم لصياغة وثيقة خطيرة كالدستور بدليل انه تم اضافة الكثير من المواد عليه الى ان وصلت عدد مواده الى ( 193 ) مادة بعد ان كانت ( 144 ) مادة وهذا الكم من الاضافات يشير الى افتقار اللجنة التي وضعته الى الخلفية القانونية التي تؤهلها لذلك .
ان المنعطفات والتجارب التي مر بها العراق ادت الى تعرية العديد من مواطن الضعف والعيوب التي اكتنفت صلب الوثيقة الدستورية بل انه تضمن الكثير من المواد المطاطة التي فسرت كما تهوى الانفس !! ورغم ان هذا الدستور قد طرح للاستفتاء الشعبي العام إلا ان هذا الاستفتاء كان مجرد اسقاط لفرض و اضفاء قدرا من الشرعية عليه كون ان هذه التجربة غريبة على مجتمع مثل المجتمع العراقي ينقصه الوعي و الادراك السياسيين بالإضافة الى انعدام الفهم الصحيح لأغلب مواده من قبل الشعب كون ان الاستفتاء الشعبي يجب ان يسبق بتوعية ومناقشات تجعل الافراد على بينة تامة ومعرفة حقيقية بجوهر مشروع الدستور المستفتي عليه وما يتضمنه من افكار واتجاهات ومبادئ لكي يكون الاستفتاء موضوعيا ومحققا لغايته وهذا مالم يتحقق في حينها .
وعود على بدا ومن اجل تبرير المطالبة بتغيير الدستور وليس تعديله اقول ان الدستور العراقي جاء جامدا تضمن شروطا قاسية لابد من اتباعها لكي يتم تعديل فقراته تختلف كليا عن تلك الشروط التي تتطلبها تعديل القوانين العادية بالإضافة الى ان التعديل لا يتم إلا بموافقة الشعب عن طريق استفتاء عام وهذا سيعيدنا الى المربع الاول ، كما ان اغلب مواد الدستور تحتاج الى مراجعة وتغيير لخلل فيها ابتداء او لعجزه عن مواكبة التطورات المختلفة التي طرأت على الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتي لا يمكن معالجتها بالتعديل الجزئي لوجود بون عميق بينهما ، فضلا عن التناقض في بعض مواده فعلى سبيل المثال لا الحصر المادة ( 14 ) المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية والتي نصت على ان " العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو اأصل أو اللون أوالدين أو المذھب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي " والتي تتناقض مع نص المادة (39 ) منه والتي نصت على ان " العراقيون احرار في الالتزام باحوالھم الشخصية، حسب دياناتھم أو مذاھبھم أو معتقداتھم أواختياراتھم، وينظم ذلك بقانون " ، بالاضافة الى الغموض والضبابية التي تلفعت بها اغلب عباراته والتي فتحت المجال لاجتهادات المجتهدين مثل الشؤون العامة والحقوق السياسية التي حصرت بالانتخابات والتصويت والترشيح وحرية الضمير الواردة في المادة ( 44 ) وكذلك الحق والحرية الواردة في المادة ( 46 ) و الارهاب الذي لم يعرف ماهيته بعد وغيرها الكثير من العبارات التي يستعصي فهمها وتحتاج الى ايضاح وبيان وعلى راسها المادة (76 ) والتي اثارت الكثير من الجدل واستدعت تفسيرها من قبل المحكمة الاتحادية العليا المتعلقة بتفسير الكتلة النيابية الاكثر عددا والتي يتم تكليف مرشحها من قبل رئيس الجمهورية لتشكيل مجلس الوزراء وكذلك شمل الغموض كل المواد التي تتعلق بمصادر الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والتي افضت الى ازمة حقيقية بين حكومتي المركز و اقليم كردستان والتي تنذر بتداعيات خطيرة على الوضع السياسي في العراق وتهدد وحدته و امنه فكان الدستور بمثابة وثيقة لتأجيج الصراع بين كل مكونات الشعب و اطيافه . كما جاء الدستور خاليا من اهم ركن من اركان الديمقراطية التي اسهب بالحديث عنها فقد اخل بمبدا الفصل بين السلطات عندما حرم السلطة التشريعية من ممارسة دورها التشريعي وهذا نصت عليه المادة ( 60 ) منه بقولها " ان مشروعات القوانين تقدم من قبل رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ) وهذا يعني انه لا يحق للبرلمان سن او تشريع أي قانون مالم يمر على الحكومة و الا طعن بعدم دستوريته .
اقول ان الازمات التي عصفت بالعراق منذ صياغة هذا الدستور ولحد الان والتي افرزت واقعا ظلاميا القى بظلاله على العملية السياسية وادى الى خلق الكثير من الازمات والصراعات التي عطلت كثيرا من ديناميكية عمل البرلمانين السابقين ( الغير منزهين ) يوجب على البرلمان الجديد اتخاذ خطوة جدية على طريق صياغة دستور جديد وهذا هو الحل الوحيد للخروج من معضلة التعديل التي تبدو عصية في ظل الدستور الحالي بشرط ان يتجاوز كافة العيوب الخلقية السابقة والتي افضت الى ما نعيش مرارته اليوم .



#منال_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشوائيات بين الوضع الانساني والخطر الداهم
- ظاهرة الفساد في العراق
- المشروع الديمقراطي في العراق


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - منال داود - لا بد من تغيير الدستور !!