أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي واوا - لماذا الحنين إلى الماضي؟














المزيد.....

لماذا الحنين إلى الماضي؟


المهدي واوا

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 19:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( و رغما ذلك سنظل نحِن إلى الماضي لأنها الطريقة الوحيدة لقتل الزمن الذي لا يعود أبدا.)


تتجلى علاقتنا بالنوستالجيا على نحو غريب فإقبالنا على الحاضر يتم بحنين نحو الماضي ثم ما يلبث هذا الحاضر أن يصبح بدوره حنينا يحِن إليه.
ليس الحنين ندما على فرص ضاعت أو أوقات جميلة ذهبت، كون العيش داخل هذه الأوقات يتميز بالبديهي، و مرور الوقت في ثوب العلاقات يتسم بالتعامل العادي الذي اكتسبناه من المجتمع في التعامل مع المجتمع ذاته المتمثل في الأفراد، و القيم المصاحبة لهذه العلاقة. نضفي عليها طابع توزيع الخبرة الحياتية في التعامل مع المواقف الجديدة كما نراها أو التي نعتقد أنها تتكرر فنستحضر وصفة من الماضي لنتعامل معها بشكل يقزم من التجربة كمستجد دائم.
و بالتالي فالتعقيد الذي يطال العلاقة بين الحاضر، و الماضي هو الإنخراط المستمر للحاضر في الماضي على اعتبار أنه زمن قصير يلتحق بسرعة بالنوستالجيا .
ليس الحنين إلى الماضي تجربة نندم من خلالها على لحظات مرت كون هذه اللحظات ستظهر مع شخوص آخرين لتصبح فيما بعض نوعا من الحنين هي الأخرى نخلق منها قاعدة باستمرار للرجوع دون أن ندري أننا ندخل في كلٍ لا متناه من الحنين الذي يختزل كلً الماضي في لحظة ما قبل الوداع المؤقت تارة، و الأبدي تارة أخرى.
إن حقيقة الحنين إلى الماضي إذن لا تحمل تفسيرها في ذاتها بالقدر الذي تعتبر حالة من الخوف من الفراغ الوجودي أو الموت الجزئي الذي ننفتح عليه قبل الموت الكلي . في كل عملية ترك للماضي الحاضر ،كونه العملية الوحيدة التي تقطع معه بصورة لا تضع مجالا للتراكم، و الدوران حول نفس المحور العلاقاتي، و إلا سيفرغ الحنين من معناه .
إن الخوف من الفراغ الذي لا يعدو أن يكون لحظيا يتكرر بعد كل تجربة، و يشكل هاجسا يطرح علاقة أساسية في الواقع. بين الإنسان، و الزمن. فانخراط الإنسان في الزمن هو تعبير عن علاقة غير متكافئة بالأساس كوننا نعيشه، و يعيشنا دون أن نتحكم فيه فينحو بشكل محايد نحو الأمام بوضعية مستقيمة ونضفي عليه الذاتية نحن بإعطائه الطابع النفسي الذي يغير مسار الزمن في كل لاحظة عبر مجموعة من الوضعيات إستباقية كانت أو إستراجعية و في جميع الأحوال هي ماضوية إستراجعية تخفف من عنف الزمن الذي يذهب بنا و بدون توقف نحو الأمام بشكل لا نستسيغه، و بالتالي فإعطائنا المعنى للحظات مضت بشكل مفرط، و تحصري في الأغلب هو ردة فعلنا إتجاه الزمن الذي يقودنا إلى الفراغ، والمجهول بشكل قلق نتموقع نحن داخله بشكل عادي في الحاضر و ُنحَيْنهُ بشكل غريب بعدما دخل في الماضي .
و فتحنا للتواصل مع الماضي عبر التواصل مع الأشخاص الذي شكلوا هذا الماضي هو مقاومة لعنف الزمن الذي لا يعود بالمطلق إلا عبر ذاتية ذات قاعدة نفسية تحاول أن تؤجل سير الزمن بعدما فعل فعله في الحاضر الذي أشكُ في وجوده.
و بالتالي فالحنين إلى الماضي هو تعبير عن علاقتنا الغير المتكافئة مع الزمن، و عنف الزمن.
( عش الحنين في الحاضر، و عطي المعنى للأشخاص من داخل الحاضر عود إعطائها للصور التي لا تعود أبدا. )
و لكن رغما ذلك سنظل نحين إلى الماضي لأنها الطريقة الوحيدة لقتل الزمن الذي لا يعود أبدا.
المهدي واوا 2014-06-11 البادية .



#المهدي_واوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشتري الذل نقدا
- وهم القصيدة
- المحرقة
- أزمة نقل أم أزمة عقل ؟؟
- بديهيات إنسانية غابت .
- عين القصب و أسئلة الطبيعة.
- مهنة (الكارديان)أو حارس السيارات إستمرار، أم بروز مديني ؟الم ...
- صعود و نزول
- تائه في دروب حبيبة
- الضباب


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي واوا - لماذا الحنين إلى الماضي؟