|
الحلول الممكنة لإنقاذ العراق من الضياع
علي الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 13:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الـحـل الـمـمـكـن لإنـقـاذ الـعـراق :
مع تصاعد الأزمة السياسية و الأمنية في العراق مكرسة بأحداث يوم 2014/6/10 و سقوط محافظة نينوى و صلاح الدين و أجزاء من محافظة الأنبار و ديالى بيد الجماعات المسلحة بعد انهيار الجيش و القوات الأمنية في هذه المحافظات و الذي ربما يتسبب بانهيار الوضع العام في البلاد كله أو الإنزلاق الى خطر الحرب الأهلية أو سقوط العراق تحت سيطرة التنظيمات الأرهابية و ما قد يجره ذلك من ويلات و كوارث على العراقيين جميعاً ، أصبح من الضروري و الحتمي تعاون القوى الشعبية و السياسية في العراق و بمساعدة المجتمع الدولي إيجاد حلول ناجعة و سريعة تنقذ العراق من المأزق الذي يتربص به . و المشكلة الكبرى في العراق هي المشكلة الطائفية التي أذكر هنا بعض عوامل ديمومتها و استمرارها و لا أتناول أسبابها الفكرية و التأريخية .. و أهم عامل لذلك هو وجود الأحزاب الدينية ذات الخلفية المذهبية على رأس السلطة و الحكومة في العراق و التي تتسبب في رفد التحسس و إدامة الغليان بين الشيعة و السنة خصوصاً و (تناغي) النفس الطائفي لدى الفرد البسيط في المجتمع في الشارع و البيت و المسجد و تحابيه و تعمل بشكل أو آخر على تغذيتها لإن الكثير من هذه الأحزاب و التيارات تستمد قواعدها الشعبية و روح بقاءها من الفكر المذهبي المتطرف ، و هي لا تعمل على إشاعة الفكر الوطني و تحاربه بشكل أو آخر غير معلن لإن هذه التيارات و الأحزاب في ظل شيوع الفكر الوطني لدى المجتمع سوف تبدو غريبة على الساحة السياسية و تكون معزولة و ربما منبوذة من قبل الوعي العام السائد حينذاك . و إنني أرى أن حل المشكلة الطائفية في العراق ممكن إذا توفرت الجدية و الإرادة الصادقة لدى العراقيين شعباً و قوى سياسية و مجتمعية و بتشجيع و مساعدة المجتمع الدولي و القوى الكبرى و حتى الدول الإقليمية . و برأيي أن أمام العراقيين عدة طرق أو حلول كتبتها بصورة إجمالية و عامة يمكنهم انتهاجها و يلزم قبلها الابتعاد عن اجواء التشنج و الاندفاع الأعمى و التعصب و الحلول التي أرى من الممكن انتهاجها هي حلول تتصف بالشمولية و الديمومة و الجذرية و ليست وقتية أو معالجات موضعية تطلب و تتمثل بضرورة تغيير أو أصلاح العملية السياسية بشكل أساسي أو النظام السياسي برمته وكالآتي : أولاً : أن يصار أولاً الى تشكيل حكومة عراقية يكون كل عناصرها (مستقلون) (تكنوقراط) مشهود لهم بالكفاءة و النزاهة و لا يتداخل في تشكيل هذه الحكومة أي عنصر حزبي مادي أو شخصي يصحبه تغيير في قيادات الجيش مع ابعاد العناصر الحزبيين منه و الإتجاه لتفعيل التجنيد الإلزامي .. و هذا الحل يشمل رئاسة الجمهورية أيضاً و أن ينحصر عمل الأحزاب في البرلمان و لجانه الرقابية و التشريعية فقط مع إعطاء صلاحيات واسعة و كبيرة لرئاستي الحكومة و البرلمان . ثانياً : في حال فشل الأول يصار الى حل آخر رغم أنه مؤلم بالنسبة للأحزاب الدينية و هو حل هذه الأحزاب ما حدث في مصر و إبعادها عن العمل السياسي و إن شاءت أن تتحول الى منظمات أو مؤسسات ثقافية تمارس نشاطاتها تحت رقابة الدولة و تشرع القوانين التي تمنعها من ممارسة الأنشطة الداعمة للتطرف الديني و الفكر الطائفي و تكون أحزاب مدنية أخرى هي عمدة العملية السياسية و قوامها و بناء جيش جديد وطني و مهني . 3 ـ الحل الأخير و رغم أنه الأكثر إيلاماً لكنه الأفضل من لا شيء لحفظ أمن العراق و حقن دماء شعبه و إبعاده عن شبح التقسيم و الضياع و هو إقامة إقليم (الغربية) السني من المحافظات الغالبية السنية الرافضة للبقاء تحت سلطة الدولة المركزية و حكومتها بشكلها الحالي يكون شبيهاً بإقليم كردستان الآن ، مع ضمان عدم بناء الكيان السياسي للإقليم على أسس دينية أو قومية متطرفة تكون إدارته بالحكم الذاتي بشكل كامل و تكون إدارة حدود الإقليم الداخلية و الخارجية مشتركة بقوات اتحادية بين المركز و الإقليم و يمكن الإتفاق أيضاً على طريقة توزيع الموارد الإقتصادية حسب نسبة السكان أو أية طريقة يمكن التفاهم عليها و إقرارها .
#علي_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فكر الأمة العراقية و مشروعها .. حاجة اليوم و ضمانة الغد
-
آب و التحرير .. موعد المظلومين
-
آب و التحرير .. إنتفاضة المظلومين
-
الوصايا العشر لمن يريد أن يصبح حاكماً في بلد عربي
-
الصراع في مصر بين قوى الحرية و قوى الظلام
المزيد.....
-
صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان
...
-
ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
-
مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان -
...
-
روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب
...
-
في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين
...
-
عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب
...
-
هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
-
بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس
...
-
نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع
...
-
لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|