أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - ضعفت سياسة محاربة الارهاب فقط من العراق














المزيد.....

ضعفت سياسة محاربة الارهاب فقط من العراق


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راهن صناع القرار السياسي من الامريكان والانكليز وغيرهم من الاوربيين، بعيد سقوط الصنم، الى تحويل العراق الى ساحة تقبر كل التنظيمات الارهابية في العالم. غير مكترثين بحجم الضحايا التي يقدمها الشعب العراقي ليكون حطبا يتقد جسده لاطالة نار التطرف. جائت التصريحات الامريكية لغاية الامس القريب لتطمئن الشعب الامريكي بان خطر الارهاب قد ابعد عن الشعب الامريكي وانهم سيقضوا على المراكز والخلايا والتنظيمات الارهابية في العراق.

جائت تفجيرات لندن لتفزع هؤلاء الساسة وتقطع اجتماعاتهم وتدق اجراس الخطر من جديد وتعيد الى الاذهان الى ان الارهاب ممكن ان يتواجد في اغلب بقاع العالم وفي عقر دار اكبر الدول الاوربية تحرزا من الارهاب. تلك الخلايا الفردية النائمة التي تعتمد عناصرها على مناهل الارهاب في البلد نفسه مستفيده من الامكانات العلمية والفردية التي تمكنها الحصول على معلومات لصنع المتفجرات من صفحات الانترنيت وتصنيعها محليا ومن ثم تفجيرها بفتوى كاذبة افزعت كل الشعوب الاوربية ومنعها من التمتع في اجازاتها السنوية على شواطئ المياة الدافئة.

دقت انفجارات لندن ناقوس الموت من جديد واستهجنها اغلب مفكري ومثقفي العالم بالوقت الذي تزهق يوميا عشرات، بل مئات الضحايا من ابناء العراق الابرياء ثمنا لسياسة لم يقرها لا حكام ولا ابناء الشعبالعراقي، بل ليكونوا ضحية لسياسة خاطئة يرتكبها هؤلاء الساسة.

جائت تفجيرات لندن لتعيد العقل الى التفكير من جديد بان الارهاب لا تحل مشكلته بالقوة وانما يجب اقتلاع جذوره من وسط الجاليات العربية والاسلامية في اوربا والعالم. والقضاء على تلك المدارس المتبرقة بالدين الاسلامي.

لم يمض اسبوعان على الخميس الاسود الذي هز مدينة الضباب وراح ضحيته اكثر من خمسين قتيل واضعاف العدد من الجرحى حتى فجر الارهابيون تهديدهم من جديد في قلب لندن باربعة قنابل، لم تنفجر كما يجب، وانما اقتصر على تحذير الحكومة البريطانية، على عدم تسليم ابو حفص المصري لبلدة وتدعوها من جديد لسحب قواتها من العراق.


جائت تفجيرات شرم الشيخ التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى واكثرهم من المصرين. ليحذر الحكومة المصرية من اعدام مفجري فندق طابا وليؤكد من جديد ان الارهاب لاينتمي لدين او لوطن او لقومية. ولايزال الكثير من المثقفين المصرين والعرب يبررون تلك التفجيرات على انها ارهاب مرفوض وبالوقت نفسة يدعمون الارهاب في العراق بافكار باطنية خبيثة على انه مقاومة وطنية. كفاكم تمويه ايها المثقفون المصريون والعرب بتبريراتكم الواهية التي تفرق بين الارهاب في مصر ولندن والارهاب في العراق. ان الخاسر في كل العمليات هو المواطن العراقي والمصري والانكليزي وغيرهم.

ووصل التهديد الارهابي الى دنمارك وايطاليا وهولند واخره هددوا بتفجير الجسر الذي يربط بين جنوب السويد والدنمارك لمجرد تسليم الحكومة السويدية لمعتقل اسلامي متطرف الى القوات الامريكية او البريطانية.


ان التركيز على ان المطلوبين في تفجيرات لندن وشرم الشيخ هم من اصل باكستاني انما يعكس دلالة قوة المدارس الاسلامية الباكستاينة المفرخة للارهاب بالرغم من ان الحكومة الباكستانية، قد رفعت لواء الجهاد ضد الارهاب باعلى مستوياته، لكن الجذور التي تمتد اليها تلك المدارس اقوى بكثير من قوة الحكومة نفسها.

ان تركيز الاعلام والساسة الاوربيين والامريكان على تلك المدارس الاسلامية الباكستانية في محاولة للضغط على على حكومة مشرف لغلق العديد منها ومراقبة حلقات تدريس القران في الجوامع وتدقيق خطاباتهم. ولمَ لم تراقب المدارس المساجد والجوامع الاسلامية في البلدان الاوربية التي تفرخ اجيالا من دعاة التطرف. لمَ لم تفكر اوربا وهي الحاضنة الحقيقة للارهابين بسن قوانين جديدة تمنع قبول المجرمين والمطلوبين للعدالة والتعاون الامني مع البلدان الاسلامية. ان هذه الاجراءات هي اشبه بجرعات من المهدء لجسم مصاب بالسرطان. فهل ستنفع تلك الاجراءات للحد من نشاط تنظيم القاعدة الذي بات يهدد العالم بأسرة.

لقد سقط القناع عن تلك السياسة الامريكية والاوربية التي تدعي انها ستقضي على الارهاب من العراق. جائت التفجيرات الاخيرة والتهديدات لكثير من بلدان العالم لتكسر جبروت صانعي السياسة الامريكية والبريطانية وتدعوهم للعزوف عن سياسة القوة في محاربة الارهاب والتفكير بوسائل تربوية واعلامية وتعبوية عالمية هدفها تجفيف منابع الارهاب الفكري والمالي والاعلامي وايجاد فرص عمل ودمج الجالية المسلمة في المجتمعات الاوربية والعالمية.

لن يسقط الارهاب فقط من العراق واثبت انفجارات مدريد واستنطبول وطابا ولندن وشرم الشيخ حقيقة بطلان تلك المزاعم وانما يجب ان يحارب الارهاب بحملة عالمية يشمل كل بلدان العالم ولن يكون الجسد العراقي وحده ثمنا يدفعه فدية عن الامريكان والاوربيين والعرب.

لن يسقط الارهاب فقط من العراق طالما توجد منابر اعلامية عربية واسلامية وفضائيات عربية واسلامية تحلل الارهاب وتدعم ثقافة الارهاب والتطرف بكل الامكانات المادية والفكرية والثقافية. وُتغذى من مؤسسات عربية واجنبية مهمتها شحن ذاكرة الشباب المسلم بفتواى واحاديث نبوية منقوصة وايات مجزئة تلهب حماس التطرف.

لن يسقط الارهاب فقط من العراق والتعبية للتطرف والارهاب تُغذى عبر ثقافة العديد من الدول العربية والاسلامية الدولة عبر مناهجها التربوية والروحية والعائلية وتكون الدولة هي الحامية لمنوري الفكر التفكيري من المثقفين ومفتي الجوامع والدعاة الاسلامية والعقول المتخلفة.

لن يسقط الارهاب فقط من العراق وهناك حملات تكفيرية تقودها الدول العربية والاحزاب الحاكمة ضد الافكار اليسارية الوطنية والأفكار الديمقراطية والانجازات المدنية.

لنرفع جيمعا شعارا واحدا يسود كل بقاع العالم * يا اعداء التطرف والارهاب تضامنوا معنا لتحريم قتل النفس البرئية التي حرمتها كل الاديان السماوية*



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالات ارهابية في لندن
- عفوا ايها النواب... نقطة نظام
- المفاوضات الخجولة
- وطنية الدستور الجديد
- مقابلة مع القاص والناقد الدكتور زهير شليبة
- انتخبوا ابو ميسرة البعثاوي
- خصام الأحبة الطائفي
- بطاقة تعويض عن الحياة
- خطاب الورود البيضاء للرئيس بوش
- مسيرة موت صامته
- بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.
- حكومة الخلطة السحرية
- الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - ضعفت سياسة محاربة الارهاب فقط من العراق