أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لميس كاظم - الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي















المزيد.....

الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غيرت الولايات المتحدة سياستها الخارجية بالكامل بعد احداث 11 سبتمبر 2001 فتحولت من مهادن للاسلام المتطرف الى محارب له وضرب كل مواقعه ومنابع تمويله الاقتصادية والفكرية، فحثت الخطى في افغانستان في ضرب الموقع الرئيسي لتنظبم القاعدة لكنها لم تقض عليه وتناثر الى مناطق مختلفة من بقاع العالم وسارعت الخطئ الى العراق لايجاد موطئ قدم ثابت في المنطقة العربية لتحريرها من الأنظمة الدكتاتورية والشمولية على الطريقة الأمريكية، تلك التي تغذي للنزعات الطائفية والصراعات الداخلية والغاء سياسة القطب القوي، بيد ان حملتها التحريرية في العراق واجهت صعوبات اكثر مما واجهتها في افغنستان تناسبا مع دور واهمية العراق وثقله الساسي والبترولي والأستراتيجي، واهم عقبة في تطبيق سياستها هو الأسلام السياسي، فعرجت الى سياسة جيدة هي مغازلة الأسلام المعتدل والتخلي عن الأسلام العلماني. فقد وافق الكونكرس الأمريكي على تخصيص ميزانية قدرها 1,3 مليار دولار لمشاريغ الغرض منها تطبيع وترويض المعتدلين الأسلاميين للسياسة الأمريكية وان تتضمن ايجاد وسائل الأعلام واعلاميين وادباء ومثقفين يروجون لثقافة المحتل التحرري ومحاولة تغيير مفاهيم وكسر الثوابث الوطنية المقدسة التي تربى عليها المواطن العراقي . اي بأختصار شديد اللهجة ان امريكا تبحث عن نجوم ثقافية ويفضل اسلامية، تمرر من خلالهم السياسة الأمريكية وتثبت مفاهيما للمواطن العراقي والعربي عامة.

فالسياسة الأمريكية تواجه ضغوط شديدة من الأسلام السياسي الرافض للسياسة والوجود الأمريكي في العراق والمناهض لسياسته ضد ايرن رغم المهادنة معها فهي تعرف انهما لايتفقان استرايجيا وان اتفقا في الهدف المرحلي. لذلك جاء قرار الكونغرس ليوكد حقيقة ان القاعدة الأمريكية في العراق لاتزال قلقة، فهي تمتلك تيارات ليبرالية علمانية كثيرة تلعب بهم الأن في الملف العراقي الحالي لكنها تبحث عن خيار اكثر اطمئنانا للمستقبل.

فقد بدء الخلاف الشيعي الأمريكي في اول مراحله حتى قبل تشكيل الحكومة حين اعترض رامسفلد على عدم اجراء اي تغيير في هياكل وزارتي الداخلية والخارجية، ويفضل ان يكون وزراء هذين الوزارتين لاينتمون لأحزاب تتسم بالولاء لأيران وهو يقصد مرشح حزب الدعوة ومرشح مجلس الأسلامي الأعلى وقائد قوات بدر خوفا من ضم جهاز بدر نفسة لأجهزة الأمن الذي يبلغ تعداده اكثر من 100000 متطوع، وبالتالي تنقسم الأجهزة الأمنية حسب الولاء الطائفي مما يؤدي الى تعثر الأداء الأمني اكثر مما هو متعثر الأن، بالوقت نفسة بدئت تصريحات المجلس الأسلامي الأعلى علنا بانها تريد تغيير الهياكل الأمنية التي تشكلت من قبل أيادي بعثية سابقة تحت اشراف وزراء الداخلية والدفاع ورئيس الوزراء المنتهية ولايته.

هذا الأشكال سيخلق متاعب كبيرة في المستقبل لان امساك عصب البلد الأمني بيد فئات طائفية هما كان نوعها يعني ان الخطوات الديمقراطية المزمع اجرائها في العراق محفوفة بالخطر وتكون سقوفها منخفضة جدا ومحددة في شكلها السياسي فقط وهذا لا يشفي غليل المواطن العراقي لان السلم الأجتماعي في خطر وحقوق المواطنة والقانون في خطر، فماذا تستطيع ان تفعل فقرات يتيمة في الدستور واجهزته الأمنية لاتنصاع لقوته، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لقد كتبت المادة الثالثة عشر من قانون ادارة الدولة العراقية للفترة الأنتقالية بشكل جميل وشفاف يضمن حق والمواطن وحقوق القانون و حرية التجمع السلمي ومع ذلك جرى التجاوز على القانون بشكل واضح وامام اعين كل السلطات العراقية، فما جرى في احداث جامعة البصرة صورة واضحة للعيان من تطويع قانون الأحوال المدنية للولاء الطائفي ولم يتم المحاسبة او الرجوع للقانون. فالمشكلة إذاَ ليست في الدستور الذي سيسن لكن في الأجهزة التنفيذية التي ستحمي الدستور وصلاحيتها والأهم هو ان هذه الأجهزة لاتعبر عن ولائها الكامل للدستور ولا حتى تمتلك ثقافة حمايته، وهنا تكمن الطمة الكبرى، فالعراق لايمتلك من يدين بثقافة القانون الذي يحميه ويحمي المجتمع من سطوة الطائفةاو العشيرة او الحزب. ثم ان هناك الكثير من الأحزاب لن تعلن كل سياستها خوفا من الضغوط الخارجية والداخلية، لذلك تحمي نفسها تحت جنح الطائفة او العشيرة او القومية.

أذا استمر هذا النهج الطائفي فان دولة القانون المزمع تطبيقها في المستقبل لاتبشر بوضع امني مطمئن لان الأغتيالات الجارية على قدم وساق منسق لها بشكل دقيق ومدروس وهي تستق معلوماتها من نفس الأجهزة الأمنية العراقية مما يعكس ان الجهاز الأمني العراقي وبقية الأجهزة الحكومية مخترقة بقوة من قبل بقايا عصابات الصنم الأجرامية التي تحاول ادخال الرعب في مؤسسات الدولة الأمنية واخماد صوت من هو معارض بالقوة وكسر سلطة المؤسسات الرافضة للأرهاب وابرز دليل في هذا المجال هو اغتيال رئيس شرطة مدينة النجف الشهيد الجزائري وهو من القادة الأبطال الذين حارب الأرهاب علنا وكذلك الحال في اغتيال احد قادة لواء الذيب في الموصل وبالأمس مستشار وزارة الداخلية واليوم احد اساتذة كلية الأداب قسم اللغة الألمانية، ناهيك عن اغتيال القلم والكادر الأعلامي المناهض للأرهاب في ظل الديمقراطية.

كل هذه الحمامات من الدماء التي يسبح بها الشعب العراقي في ظل الديمقراطية والأحزاب الفائزة لاتزال غير متفقة فيما بينها على اقتسام الكعكة العراقية. ان مايجري التنافس علية بين الكتل الفائزة على من يتسولى على عصب الأمن والمال في البلد انما يعكس الوجه الحقيققي لهم ، ويتنافى مع الخطاب السياسي المنمق الداعي لوحدة العراق فما يهمهم هو السطوة والهيمنة وترويض الدستور والديمقراطية كادوات لتكريس سطوتهم .

ان العراق يمر بضروف غاية في الصعوبة وكل الكتل حصلت على مراكز حكومية لم تحلم يوما ما ان تحققها بجهودها الذاتية طول نضالها السياسي، لكنها ظلت تواقه للمزيد لأشباع رغبتها السلطوية، ولم يظهر اي بوادر تعبر عن نكران ذاتها تجاه مصير البلد ولو امتلكو ذلك لتنازلو بعض الشيئ عن مطاليبهم وشكلو حكومة بسرعة والاهم انهم لم يتصارحو مع الشعب الذي سلمهم امره في مفاوضاتهم السرية فهو لم ينتخبهم ليعقدوا ماراثونات من المفاوضات السرية التي لاتنتهي.

اما المفردات والخطاب السياسي الشفاف الذي يمكن تصريفه في المحافل الرسمية والأعلام يختلف تماما مع سلوك القادة العملي ، لذا يبقى الخطاب المزدوج هو سمة مميزة للقائد السياسي العراقي.
19.04.2005



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لميس كاظم - الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي