أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لميس كاظم - فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد














المزيد.....

فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


حبيبتي بغداد
أكتب لك بعيد الحب ، ونسمّيه في أوربا فالنتاين ،وأعرف حال تركتك كان الحب غائب عنك ، لم تهديء في خلوة رومانسية كعادتك
حين أفترقنا كنت على عجل من أمري... لم اودعك بدفيء ...كنت أود فراقك بأسرع مايمكن ...رغم أن الربيع كان متألقا ورائحة القرنفل تعّبق كل حدائقك
الإ إني لم أتذوق طعمه... لملمت حاجاتي وجلست في الحافلة خائف كئيب أحسب كل دقات قلبي وعقارب الساعة.. أتمنى لوتنطلق الحافلة كالصاروخ لتقذفني خارج الحدود ، حين عبرت حدود العراق ، ووقفت الحافلة في أرض غربية ، وحال إسترخائي جلست مع نفسي خلسة لأسألها ، كيف ودعت بغداد ، فكانت اجابتها خائفة مكسورة الخاطر لتقول
مررت بكل شوارع بغداد غريب عليها ... جلست في مقاهيها مرتبك
نمت في كل حدائقها وتحت جسورها مطاردا بلا أهل بلا مثوى بلا حبيبة
غطست في حماماتها العامة، بماء حار قاسي ، لأغتسل الماضي
طفت في كل أضرحتها المقدسة لأهرب من العيون التي تطاردني
عشقت كل باراتها ومطاعمها الليلية لأنهم ينقلوني لعالم خالي من الموت
لكن السمك المسقوف ودعني في الغداء و العشاء
أسفي أني لم أودع نهر دجلة، طوال سنوات الغربة ،ولم أذق أطعم من مائه
من يعشق دجلة تبقى نفسه منذورة لكأس من خمره الصهب.
فأنا كنت منفيا في قلبك ... مسجونا في عقر دارك ... وأنت تكبين حزينة على أهلك
إني لم أودع بغداد كما يليق بها ...فعذرا منك لأني لم أسافر... لم أهاجر
لم أعرف أن هذا الفراق سيطول ربع قرناً وستنقلنا المنافي من بلد لأخر
وأنا أتجول في بلدان المهجر أفتقدك كثيرا... كنت أبحث عنك بين عرائس المدن الجملية في شوارعها وازقتها وروائحها
لم اتحمم بعطر أطيب من عبقك
لم تطربني معزوفة أجمل من بغداد والشعراء والصورُ
لم تُبهر عيني بجمال إمرأة أحلى من المرأة ذو الخمار الأسود
وأقول
بغداد أنت الأجمل ... بغداد أنت الأبهى... بغداد أنت الأحلى
بغداد ياعروسة المدن السومرية التي أغُتصبت ليلة عرسها
وأبتليت برعاع لم يعرفو طعم الحب
أهملوك وعبثوا بكل أمعتك الثمينة
حين ناديتهم
هربوا مسرعي الخطى يتسابقون مع شعاع الشمس
دمروا كل حضاراتك وقدومها عربون للنجاة
لم اكن أعرف ان حبي بك هائم
أحببتك في العلن والسر
أحببتك في البرد والمطر
احببتك في النهار والفجر
احببت كل مافيك ...أحببت حتى رائحة مائك الأسن
أحببت رائحة ترابك المبخوخ بالماء ساعة غروب شمس الأصيل
كنت اعرف أن عذب عشقك يرويني طوال عمر المنفى
وكنت لاأستمتع في البقاء الى معك
كنت أعرف ان بُعدك يعذبني ويسقيك
أني مسجون بسحرك وطليقا في بُعدك
بغداد يا مدينة الفصول الأربعة السميرة
سيدتي أتعبني الترحال ومزقتني المنافي
أشتقت اليك كشوق الطفل لحليب أمه
كشوق الجندي ليوم عرسه
كشوق النهر لينبوعة
من يعشق بغداد يتمنى أن يطول يومه أكثر... فالوقت يهرب من زفيرك مسرعا
فحين يبزغ الفجر تشرق الشمس من فوق جدارية جواد سليم الشامخة ، التي لم تهزها كل الحروب، لتصّبح ساحة التحرير مكان لكل المهومين بتعب الحياة
صباح الخير بائعة القيمر، المرأة الجميلة الملتفة بعبائتها وزيها القروي ، والقادمة من مسافات بعيدة لتقدم صحون القيمر، ناصع البياض كوجه بغداد
صباح الخير يادجلة الخير يا من تتفقد كل بساتينك ومزارعك لترويها وترويني
صباح الخير مع إستكان شاي من مقهى الرصافي والصالحية ودار السلام
صباح الخير يا مدينة الحب والحرب والسلام .
مساء الخير كل مقاهي وبارات شارع أبو نؤاس المتلاصقة المتشاجرة في زبائنها
مساء الخير أمسيات علي بابا والأربعين حرامي
مساء الخير وأنت ترتدين حزنك الأسود لعقود مضت
كفاك نحيبا وأنفضي عن وجهك شبح الحزن
كفاك عزف سمفونية الموت
وأعزفي لحنا شعبيا مفرحا
فغدا سيكون فجره باسما
سترقصين رقصة الهجّع والجوبيه
وتسّكرين كل نزلائك
وتطردين النوم من عينيك
كل الحب لبغداد
بغداد فأنت فالنتاين والحب يخرج من قلبك
13



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لميس كاظم - فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد