أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لميس كاظم - احتفالات ارهابية في لندن















المزيد.....

احتفالات ارهابية في لندن


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


احتفل الشعب الانكليزي البارحة بالحدث الكبير، بعد ان وقع الاختيار على مدينة لندن، لاستضافة الالعاب الاولمبية لعام 2012 . حينها خرج الشعب الانكليز الى الشوارع مبتهجا بهذا النصر الذي خطفة، من واحدة، من اكثر المدن الاوربية تنافسا الا وهي مدينة باريس. تلك المدينة التي تحظي بجمال شوارعها واناقة حدائقها وتناسق الوان ابنيتها ورومانسية لغتها وجمال وجوه وسيقان نسائها. ورغم الحملةالاعلامية المضادة التي خاضها، جاك شيراك قبيل الفرز بين المدن، حين قال، بان الاكل الانكليزي غير طيب، وان الانكليز جلبوا لنا مرض جنون البقر، لكن لندن قبلت تعليقة، ورقص نهر التايمز طربا ثم دقت ساعات بك بن اجراس النصر وتعالت اصوات الموسيقى حتى اخر الفجر لتمنع مدينة الضباب من النوم ليلة امس.

اراد الارهابيون ان يحتفلوا بهذا النصر المدني بطريقتهم المعهودة. تلك الطريقة التي لاتسمع منها سوى اصوات القنابل وتناثر قطع من اجساد البشر في كل مكان. استغلوا رخاء الامن وهجوع عيون المخبرين التي تعبت من عناء ليلة الامس. فانطلقوا صباحا مودعين اطفالهم، برعاية الله ، كما يشعوذون، الى اماكن تتجمع النساء والاطفال للذهاب الى اعمالهم، ففجروا ثلاث قطارات وثلاث باصات، موقعون عشرات القتلى ومئات الجرحى من الابرياء الذين قد يتواجد بينهم ابنائنا وعوائلنا.

هكذا يحتفل اللامئمنين بدين او فكر بسفك دماء الأبرياء من كل الاجناس. ثم يعودون ويبتهلون الى ربهم، بانهم قتلوا الاطفال النساء والرجال الكفرة. وهم يعرفون تماما، ان الرب برئي منهم، ومن صلاتهم الذين توضى بدماء الابرياء. ثم يجلس امام شاشة الكومبيوتر، ليراسل موقع القلعة ، مفتخرا بانه نفذ العملية والحقَ بالعدو الكافر خسائر فادحة وقد يكون من تلك الخسائر اطفال اقاربه واخيرا يوقع باسم تنظيم الجهاد السري في اوربا.
ولااعرف بماذا يفتخر!!! وهو يزهق ارواح ابرياء لم يدخلوا معه ساحة المعركة يوما. بل انهم يعملوا ليوفروا له راتب معاشي يؤهله لقتلهم وتامين مستقبله الجهادي المخزي.

ان التفجير في انفاق المترو اللندني، تم في ثلاث محطات في خط قطار واحد، وهي محطة شارع الد ومحطة شارع ليفيربول واخرها محطة اجورد روود. وكما هو معروف، ان منطقة اجورد روود، يقطنها العرب، ويزورها السواح العرب من مختلف البلدان العربية. فان الذين يفجرون المناطق العربية في لندن، ليس غرضهم فقط محاربة الحكومة البريطانية كما يدعون، وانما لقتل ابناء دينهم ايضا.

ان هذا التخطيط المنظم لستة عمليات خلال اقل من ساعة وفي اماكن مختلفة . يحمل معه دراية كاملة لعملية التنفيذ التي ادت الى تفجير اغلب القطارات داخل خطوط سيرها، وليس في محطات الانتظار، انما ينم عن تعاون وثيق بين هذه الفلول الخارجة عن القانون ومنظمات تدين كرهها للاسلام والعرب.

انا احد العرب القاطنين في اوربا، منذ عشرات السنين، اشعر بالعار من هؤلاء الكفرة الذين دنسوا اسم الاسلام باعمالهم واسقطوا سمعة المواطن العربي الشريف البريئ في خزي جرائمهم.
ترى من المستفيد من ان تذل كرامة المواطن العربي في العالم؟

ان البلدان الاوربية ،اليوم، هي الحاضنة الحقيقة للارهاب، إذ توفر تلك الدول، باسم القيم الانسانية وحقوق الانسان، ملاذ امن لهم، وتمنحهم جنسيات، يتنقلون بحرية كاملة في كل بقاع العالم، ويمنحون مساعدات اجتماعية معيشية وشقق فارهة. ويتبرع منافقون مثلهم للدفاع عن جرائهم.

ان اوربا منحتهم الشرعية التي حرموا منها في ببلدانهم واعطتهم حق المواطنة التي رفضت بلدانهم حقوقهم بسبب جرائمهم وهروبهم من وجه العدالة. انهم يتمترسون و يحتمون بالقانون الاوربي الديمقراطي الذي يخلصهم من عقوبة الموت الاكيد ملتمسين الرافة الشفاعة.

رغم كل تلك الجرائم القذرة التي يرتكبوها، لازال هناك بعض المثقفين المأجورين، من العرب والعراقيين، يبطنون الدفاع عنهم بأسم المقاومة، ويبررون التفجيرات بحق الابرياء بحجة الاحتلال، بالوقت الذي يتناغمون مع الشيطان، لسد افواههم، بالكوبونات النفطية سابقا، واموال الصنم حاليا المختبئة في البنوك العالمية.

ان شبح التطرف الديني قد اسدل ظلاله، ليس على البلدان العربية والاسلامية فحسب، وانما على الجالية المسلمة في اوربا ايضا. اصبح اليوم عندهم مراكز دينية ومصادر تموين ومراكز اقتصادية يبتزون فيها المدنية العربية في اووربا ويجبرون من يواليهم، لكسب اكبر عدد من المغفلين، على لبس الدشداشة واطالة اللحى الشعثة، التي تشبه المكنسة، ودعوة النساء للتحجب،ومحاربة القيم النبيلة ونبذ المجتمع الاوربي تحت يافظة انه مجتمع كافر، بالوقت الذي يسمحون لانفسهن، ان يعتاشون من صدقات ضرائب المواطن الكافر. اننا امام مثقفين باطنين يطوعون الدين والقانون لاغراضهم الشخصية الدنيئة.

انا اعتقد، ان العرب المناهضون للارهاب، مطلوب منهم الخروج عن صمتهم، بالتعاون والتنسيق فيما بينهم لتشكيل لوبي عربي في كل مدينة وبلد اوربي للتصدي لهذه المنظمات الارهابية وافكارها التي تمادت في قتل المواطنين من كل الاديان والبلدان. انهم يستفادون من حالة اغتراب المثقف العربي في اوربا وحالة التشتت الذي نحن فية ليرتكبوا جرائمهم ويختبئون تحت اسمائنا ومعتقداتنا ملوثين سمعتنا امام العالم المتحضر. فبعد هذه الجريمة سنكون نحن المستهدفين من قبل المنظمات الاوربية المتطرفة.

ان تأسيس لوبي ، مناهظ للتطرف والارهاب فقط، على اسس وبنوايا صحيحة، بعيدة عن الحزبية القاتلة ونزعة التفرد، سيزيل كل الغبار من امام المواطن الاوربي الذي لايميز بين المواطن العربي الشريف الرافض لقتل النفس البشرية وبين تلك الوجوة المجرمة ، وسيتصدى لكل المنظمات التي تحاول ان تضع كل العرب في بودقة واحدة تحت اسم القومية او الدين.

اننا مطالبون ان ندافع عن وجودنا في اووربا وايضاح وجهة نظرنا براي واحد ومنظمة واحدة يجتمع فيها كل الناس الخيرين لدعم كل الخطط التي تحارب الارهاب. كذلك التصدي لهم فكريا وعبر وسائل الاعلام الاوربية، وتوضيح منطلقات واهداف الفكر التكفيري الرجعي، الذي بات يشرق نوره في مناطق تجمع العرب المسلمين في بلدان اوربا. ان هذه الجرثومه الفكرية، يجب القضاء عليها في البلدان الديمقراطية، لكن ليس من خلال القتل والتفجير كما يفعلون، وانما من خلال القانون وحرية القلم والمحاججة الفكرية.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا ايها النواب... نقطة نظام
- المفاوضات الخجولة
- وطنية الدستور الجديد
- مقابلة مع القاص والناقد الدكتور زهير شليبة
- انتخبوا ابو ميسرة البعثاوي
- خصام الأحبة الطائفي
- بطاقة تعويض عن الحياة
- خطاب الورود البيضاء للرئيس بوش
- مسيرة موت صامته
- بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.
- حكومة الخلطة السحرية
- الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - لميس كاظم - احتفالات ارهابية في لندن