أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح صبار - صفحات من تأريخ الموسيقى18















المزيد.....

صفحات من تأريخ الموسيقى18


فلاح صبار

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 07:52
المحور: الادب والفن
    


" قال بعض الملوك لجليس له:
صف لي هاتين المغنيتين، فقال: هما كالعينين أيهما فتحت أبصرت بها."

( 18 )
الموشح الحديث:-
اراد البعض من الموسيقيين العرب ان يطوروا الموشح ليجعلوا منه عملا غنائيا يختص به المغني دون المجموعة( الكورس) . و في مصر وسوريا ولبنان بدأت هذه المحاولات التي كان بعضها ناجحا, حيث اضحى الموشح الجديد يعتمد على ترديد المجموعة للبيت الأول منه ( أي القفل) بعد كل جزء من اجزائه أو بترديد أجزاء من الخانات التي ينفرد بها المغني. أما القفل الاخير (الخرجة ) اي الغطاء موسيقيا فتختص به مع المغني ... المجموعة .
ويعتبر الفنان حليم الرومي من اوائل الملحنين المثقفين الذين عالجوا الموشح بهذه الطريقة الحديثة , التي جمع فيها الاسلوب الحلبي والاسلوب المصري بطريقة متفردة حيث اختصر كثيرا من الآهات والليالي والكلمات الأعجمية. ثم قصّر الترديد الذي تختص به المجموعة على الأقفال واجزاء الأقفال والادوار واجزائه وعلى الخرجة ( موسيقى الغطاء) كما يذكر الأستاذ صميم الشريف في كتابه الأغنية العربية.
وموشحه الشهير( ياغزالا) الذي ظهر بصوت المطربة حنان في بداية الخمسينات دليل قوي على التجديد الذي ابدعه في الموشح.
ولقد أبلى الفنان حليم الرومي بلاءحسنا حين دخوله مسابقة عربية1971 في تلحين الموشحات الأندلسية في تونس أقامها مجمع الموسيقى العربية , حيث اختار من كتب الشعر الأندلسي ثلاثة موشحات هي يرنو بطرف فاتر, يا أهيل الحي , وجب الشكر علينا ... وقد لحنها على مقام النهاوند متفرعا منها الى عدة نفحات متآلفة مع النغمة الأصلية مع اختلاف الإيقاعات في كل موشح. وقد ادخل الرومي كما يذكر الرومي في مذكراته بعض الآلات الموسيقية الغربية رغبة في التجديد والتطوير. وقد اعلنت اللجنة التحكيمية عن فوز الرومي في هذه المباراة....وكان لإدخال الالات الموسيقية الغربية والتوزيع الهارموني الصوتي لأول مرة في انتاج الموشحات الأثر الواضح لفوزه هذا كما جاء في قرار اللجنة التحكيمية.
ثم وجدت هذه المحاولات صدى جميلا لدى العاملين في التلحين الغنائي. ولقد اخذ الرحابنة يعملان من اجل تقديم موشح جديد وحديث مستفيدين من اسلوب الرومي وما لبثا حتى تألقا فيه. وتألق الفنان الجميل محمد الموجي حيث قدم تجاربا تحسب له في الموشح المصري,فنجح بدوره حيث اصبح الموشح اغنية يختص بها المطرباولا والمجموعة ثانيا كترديد الأقفال واجزاءه والادوارفي الموشحات, ولم يعد الغطاء (الخرجة) في الموشح وقفا على الرديدة بل صار مشتركا مع المطرب الذي بات يختم الموشح بقسم من الغطاء لوحده.
لقد قلص الموشح الحديث من دور المجموعة ( الرديدة) الذي كان هو الأساس في الغناء ليغدو دورها ثانويا وبنفس الوقت هام ايضا, وألقى عبئا كبيرا على المغني الافرادي الذي كان دوره ثانويا من قبل كما يذكر الأستاذ صميم الشريف. ويعتبر موشح كامل الأوصاف فتني الذي غناه الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ولحنه الموجي مثالا يحتذى به على التطور الذي وصل اليه الموشح. و الى جانب حليم الرومي والرحابنة قامت فئة من الدارسين وعمدوا للعمل بهذا الاسلوب الجديد. وقد رفض المتزمتون ما جاء به المجددون وأصروا على بقاء الموشحات على الصورة القديمة والتي جاء بها الأولون, وإن التزموا بالتطوير الذي انتهي اليه الموشح في زمن محمد عثمان, ومن هؤلاء الفنان علي الدرويش الذي اعطى فيها عددا وفيرا من روائعه مثل .. موشح اه من نار جفاهم .. وهو من مقام النوى أثر وايقاعه كتاكفتي8 /8 وموشح هل لمفتون العيون..وهو من مقام النكريز وايقاعه الدور الهندي 8/7 والموشح الرائع ياساكنا بفؤادي ..من مقام السيكا وايقاعه الورش4/26
ياساكنا بفؤادي.. ما آن ترعى ودادي
اتلفتني ببعادي... حرمت جفني رقادي .. بالله يكفي تمادي
وكان للفنان الموسيقي الكبير عبد الحليم نويرة الدور الرائد في تقديم الموشحات الأندلسية و الحلبية والمصرية مع شئ من التغيير الذي لم يخرج عن قالب الموشحات حيث حذف الزيادات التي يرددها المطرب وتشذيب الإلقاء الفني الغنائي, واستخدم الكورال والأوركسترا من حيث القوة واللين والعاطفة ..الخ.
أما في تركيا .فمن خلال احتلالهم للمنطقة العربية ,تأثروا بكل انواع الغناء وخاصة الموشحات والأدوارفنقلوها الى بلادهم.وقد أدت الدراسة الاكاديمية في تركيا بعد الحرب الكونية الأولى الى تهذيب الموشحات والادوار المنقولة الى اللغة التركية واعتبروها إرثا اسلاميا فحافظوا على التخت الشرقي ولم يسمحوابدخول الآلات الغربية اليه. كذلك كتب الشعراء الأتراك الموشحات ولحنها الملحنون بدعم من الحكومة التركية وعلى الطريقة التقليديةالأندلسية دون الحلبية والمصرية. ان الموشح التركي هو صنو الموشح الأندلسي . ويمكننا القول بأن الموشح التركي اضاف الكثير للمدرسة الأولى ولم يستخدم الالات الغربية اطلاقا , فاعتمدوا التخت الشرقي في حين في مصر وبلاد الشام استعملت اسة الكمان عدا الفيولا.
واستمر الموشح الأندلسي في شمال افريقيا عدا مصر على قالبه الفني الذي ورثوه عن عرب الأندلس . اما في مصر وبلاد الشام فعرف الموشح تطويرا شمل الاداء دون المساس في القالب وانتقل فيها من اغنية خاصة بالمجموعة الى اغنية مشتركة بين المجموعة والمغني الفردي وبلغ ذروته حديثا من خلال حليم الرومي والرحابنة والموجي وآخرين.

استراحة:
قال ابن هذيل في العود:
ومؤلَّفِ الأوصالِ يختلفُ الصَّدى فيه فتحسبُ صوته تغريدا
رقَّتْ معانيه برقَّةِ أربعٍ صارتْ عليهِ قلائداً وعُقُودا
فكأنَّ بُلبلَ صائفٍ في صدرهٍ يصِلُ الأغاني مُبدياً ومُعيدا
وقال اسماعيل بن بدر في طنبور:
في آخري كفَلُ الرّشا ولأوَّلي عُنق الغزالةِ إنَّني معشوقُ
فإذا نطقتُ فلا سبيلَ إلى التُّقى إنَّ التقيَّ إذا نطقتُ يتوقُ
وتظنُّ أنَّ جوانحي مملُوَّةٌ طيراً تجيبُ الوترَ وهي تشوقُ
وكأنَّما هاروتُ يأخُذُ من فمي أسحارَهُ وبيَ المجونُ يليقُ
لا والَّذي خلَقَ الخليقَةَ رحمةً ما في استماعِ المُحسنينَ فُسُوقُ
التشبيهات من اشعار اهل الأندلس
ابن الكتاني
يتبع



#فلاح_صبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من تأريخ الموسيقى17
- صفحات من تأريخ الموسيقى16
- صفحات من تأريخ الموسيقى 15
- صفحات من تأريخ الموسيقى 14
- صفحات من تأريخ الموسيقى13
- صفحات من تأريخ الموسيقى 12
- صفحات من تأريخ الموسيقى11
- صفحات من تأريخ الموسيقى 10
- صفحات من تأريخ الموسيقى9
- صفحات من تاريخ الموسيقى 8
- صفحات من تاريخ الموسيقى7
- صفحات من تأريخ الموسيقى6
- صفحات من تأريخ الموسيقى 5
- أنت .. اللون.. والأوتار .. والقلم
- صفحات من تأريخ الموسيقى
- صفحات من تأريخ الموسيقى2


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح صبار - صفحات من تأريخ الموسيقى18