أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - ازمة الفكر وعقدة الثقافة عند العرب














المزيد.....

ازمة الفكر وعقدة الثقافة عند العرب


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 12:41
المحور: المجتمع المدني
    


ازمة المفكر العربي وعقدة المثقف العربي
****************
عقدة المثقف العربي هي انه يبحث دائما عن الفكرة التي تناسب حجم تفكيره ومستوى وعيه وقدرته على الفهم والاستيعاب
ولهذا فانه من الصعب او النادر ان يجد معلومات او افكار يملأ بها فراغه الثقافي او الفكري او المعلوماتي فيبقى جاهلا اميا لا فكر له ولا ثقافة ولا علم وكونه بطبعه كسول خامل يحتقر العمل والانتاج ويتنصل من مسؤوليات وواجبات الحياة وكونه اتكالي تطفلي فضولي مستهلك سلبي بطبعه فانه يفتقد للمعرفة القادمة من ممارسة الحياة ومهارة التفاعل معها وتقنية العيش
وهذا عكس المثقف الانسان بشكل عام والذي يطور عقله ويحدثه ويبرمجه ويعيد تنظيمه وهيكلته واسلوبه بما يتناسب مع طبيعة المرحلة وما تفرزه من ثقافة وعلم ومعرفة وافكار ويوسع مداركه ويعمق حجم فهمه واستيعابه ويركز على التفاصيل الدقيقة في فحوى الافكار المطروحة والمتوفرة والتي تشكل ثقافة العصر والمرحلة تلك اللازمة لصناعة الانسان المؤهل لانتاج حضارة يعيش في ظلها بافضل حال ممكن تتمثل بالسعادة والرفاه والامن والتقدم والتطور والرفعة
بمعنى ان المطلوب هو عمل المثقف على تفصيل تفكيره على حجم الفكرة المطروحة وليس العكس كما يفعل المثقف العربي
وهنا يكمن السر في وجود تنافس ثقافي بسبب وجود تباين بين الافكار في الحجم والمستوى والشدة والعمق والتركيز والمنطقية والعلمية والجدوى والمنطلق والهدف والفائدة وقوة الفعل والتطبيق
فتكون الفكرة بهذه الحال هي من تحرك عملية البناء والتطور والنمو والتغيير والتحديث
الفكرة هي بمثابة نجمة متحركة دائرة في فضاء الكون اذا ما سار وراءها المفكر ستأخذه الى آفاق جديدة وتعرفه على انماط حياتية جديدة فتتفاعل تكويناته داخليا وخارجيا للتلاءم مع وضع جديد وهنا تبدأ عملية التغيير فان كان المسار تقدميا فان التغيير يصبح حداثة وفي كل حداثة بناء جديد في صرح الحضارة الانسانية يمثل خيرا وحبا وسلاما ورفاهية ورخاء للانسان وهو المطلوب
اذا لنلحق بالفكرة ونكون بمستواها نستوعبها ونفهمها ونسير وراءها ونطور من قدراتنا لتكون بمستوى تبنيها او التفاعل معها لا ان نعيد تفصيلها حسب قدراتنا ونحشرها في حجم استيعابنا ونسقطها على واقعنا فنغير من كل مواصفاتها لتفقد فائدتها وجدواها ونبقى في دائرة السكون نحمل افكارا داخل رؤوسنا صورية وهمية لا قيمة مادية لها ولا اي قدرة على تغيير الواقع المادي الذي نعيشه
الفكرة هي القوة الطليعية التي تواجه تحديات الحياة الانسانية فهي التي تسوق وراءها العلم والمعرفة وكل انواع الثقافة لتكون روادف وادوات تستعمل في صناعة الحياة
وعلى هذا فان المفكر هو الجندي الاول الذي يقود جنود المجتمع الانساني نحو قمم الحضارة في طريق البناء والتنمية والثورة والتطور والحداثة
فعلى المفكر ان يكون مطواعا ذهنيا وذو مساحة استيعابية كبيرة ومفتوحة وبلا حدود وذو عمق فكري لا نهائي وذو افق يتسع لكل افكار العالم بلا اي حد او شرط او قيد وما ينطبق على المفكر ينطبق على المثقف لان المثقف يجب ان يكون مفكرا حالما يستقبل الفكرة
الفكرة تحتاج لتفعيل في رأس المثقف ولا يكفي حفظها وتداولها عن ظهر قلب لمجرد التظاهر بالثقافة او لمجرد حملها كزينة تزين الشخصية او مظهرا للتباهي الاجتماعي وكسب الشهرة
تفعيل الفكرة يتمثل بفهمها ودراستها واستيعابها وتطويرها حسبما يتلاءم ويتناسب مع واقع الحال واستعمالها كعنصر متفاعل في معادلة الانتاج والابداع والخلق
ازمة المفكر العربي تتمثل في تعطيل عملية التفعيل للافكار التي يحملها برأسه وازمة المثقف العربي تتمثل بانه يفصل الافكار على مزاجه ويعيد هيكلتها وتحجيمها حسب استيعابه وفهمه ويسقطها على واقعه ثم يأخذ عنها صورة يضعها في خانة الايمان والمعتقد في ذهنه وتصبح جزءا من نظام حياته ومادة قانونية في منهجه
وفي هذه الحال يكون المثقف هو من صنع التخلف الحضاري له ولمجتمعه وهو من قاد عملية التراجع والانحطاط
المفكر والمثقف يتحملان المسؤولية التاريخية في عملية البناء الحضاري للانسان عموما
ان المرحلة المعاصرة من تاريخ الانسان تستوجب على المفكر والمثقف اي كان ان يعيد النظر في اسلوبه ومنهجه ويقيم قدراته وينظم ملكاته ويعيد هيكلة شخصيته بكل مركباتها ليكون مؤهلا وبمستوى المسؤولية التاريخية والواجب الانساني كي يساهم بشكل فعال وكامل في عملية البناء والتنمية والتغيير والحداثة والتقدم من اجل رفاهية الانسان ورخائه وامنه وديمومة عيشه بافضل حال



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات علماني يعيش في بلاد العرب والاسلام ويعاني فأين المفر ؟ ...
- احب ان اعيش انسانيتي بسلام وحرية في ظل منهج العلمانية
- قبل ان تحكم عليك ان تفهم وتعلم وقبل ان تقرر عليك ان تفكر
- في مجتمع العربان لا حياة للانسان والانسانية جريمة
- حريتي لا يمنعني منها دين او عقيدة او سلطان
- العلمانية فكر طبيعي مادي يتخذ منهج حياة للانسان عكس الدين ...
- كابوس لا صحوة منه وداء لا شفاء منه
- نعم انا اكرهكم وهذه حقيقة احساسي اتجاهكم
- الحرية يستحقها كل من لا يؤمن بالله او يعتنق ديانة
- الجمال صفة الانسان الراقي امراة كانت ام رجلا
- الاخلاق يصنعها الانتاج وعلاقاته ولا علاقة للدين بذلك
- مجتمع مريض علاجه ابعاده عن مصدر مرضه
- كن متميزا لك قرارك لا مع ولا ضد
- في بلاد العرب والاسلام الحب موبقة ومنكر وحرام
- اذا كان التفكير الفردي كفرا فانا اول الكافرين
- امنيتي بالحياة ان اعود لطبيعتي واعيش انسانيتي
- انا انسان انتمي لعالم الانسان وليس لعالم الحيوان
- عندما تتحول الازمة الى مرض او ادمان
- التحدي هو السلاح الاقوى لصنع الحياة
- لنصنع الحياة علينا بتوفير الاسباب والمحفزات


المزيد.....




- رئيس وزراء فلسطين يدعو لتكثيف الجهود الدولية لوقف المجاعة بغ ...
- اعتقال مراسلة ومصور أثناء تغطية مظاهرة داعمة للمهاجرين في أو ...
- DW تتحقق: فيديو مضلل يشعل العنف ضد المهاجرين في إسبانيا
- إسرائيل ترفض تعهدا جديدا من الشرع بحماية الأقليات
- حصار خانق يُفاقم أزمة الغذاء في غزة والمجاعة تفتك بالسكان
- إسرائيل ترفض تعهد الشرع بحماية الأقليات وتطالب بضمانات دولية ...
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مواطن في نجران وتكشف ما ...
- الشرع يعد بحماية الأقليات وإسرائيل ترفض وتطالب بضمانات دولية ...
- الأونروا: افتحوا معابر غزة فلدينا غذاء يكفي لأكثر من ثلاثة أ ...
- أحداث السويداء.. تركيا تدعو لوقف العنف والأمم المتحدة تطلب ت ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - ازمة الفكر وعقدة الثقافة عند العرب