أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - حكومات ضعيفة أم ارهابيون أقوياء














المزيد.....

حكومات ضعيفة أم ارهابيون أقوياء


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1268 - 2005 / 7 / 27 - 07:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحمل بعضهم الحكومة العراقية مسؤولية الانفجارات التي تحصل بالعراق . يقولون أنها حكومة ضعيفة . الحكومة بدورها تعترف بالضعف ، لكن ليس الضعف بالمعنى الذي يقصده هؤلاء ، إذ أنها تعلن وبشكل صريح عن حاجتها الى استمرار تواجد القوات متعددة الجنسية بالعراق لحماية العراق والشعب العراقي من الارهابيين . الحكومة تعترف أن جيشها وشرطتها لم يصلا الى مرحلة كافية من الاستعداد لحماية البلد وتحاول هذه الحكومة تطوير قدرات قوات الجيش والشرطة من خلال عملية بنائهما التي بدأت من الصفر تقريبا مع وجود صعوبة واضحة في عملية البناء ، إذ أن محاولاتها تصطدم في بعض الأحيان مع فتاوي من جهات دينية تمنع التطوع في الجيش والشرطة ، بل تذهب بعض هذه الجهات الى الدعوة لقتل أفراد قوات الجيش والشرطة على اعتبارهما خونة وعملاء للمحتل . الحكومة العراقية مع ضعفها المعلن تحاول جاهدة القضاء أو الحد من العمليات الاجرامية التي يقوم بها الارهابيون من أبناء السلطة السابقة وفلول القاعدة الذين جاءوا الى العراق من أجل الوصول الى الجنة بأسرع وقت ممكن وذلك من خلال قتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشيعة .
السؤال الآن هو : ماذا عن حكومات الدول الأخرى التي تحدث فيها انفجارات .. ماذا عن حكومات السعودية ولبنان ومصر .. ماذا عن الحكومات البريطانية والاسبانية والتركية .. هل هي حكومات ضعيفة أيضا ؟
لا نعتقد ذلك ؟ إذ أن حكومة مثل حكومة مصر مثلا تمتلك جيشا كبيرا والعديد من الأجهزة الأمنية القوية والخبيرة لا تعد حكومة ضعيفة . الأمر نفسه ينطبق على الحكومة السعودية التي تمتلك مقومات أمنية كبيرة وكذلك الحكومة الاسبانية ولانريد أن نتحدث عن قوة الحكومة البريطانية لأن قوتها معروفة بشكل واضح للعالم . مع هذا فقد حصلت انفجارات مرعبة في هذه الدول آخرها كان التفجيرات التي حصلت في لندن وشرم الشيخ التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء .
التفجيرات التي يقوم بها الارهابيون في مختلف بقاع الأرض لا تدلل على ضعف الحكومات مطلقا وفي الوقت نفسه لاتدلل على قوة من يقوم بالعمليات التفجيرية ، إذ أن الأهداف التي يختارها هؤلاء عادة ما تكون أهداف مدنية بحتة - محطة قطار ، حافلة نقل ركاب ، محطة وقود ، مسجد ، فندق سياحي - وهي أهداف سهلة الوصول ، فضلا عن أن مَن يقوم بها عادة ما يستخدم سيارة مفخخة ينطلق بها بسرعة كبيرة الى المكان المقصود والذي يكون دون حماية أمنية وفي حالات أخرى تفخخ الجهات الارهابية شابا في مقتبل العمر لترمي به في المكان المستهدف . هذه العمليات لا تدلل على شجاعة مَن يقوم بها فهي خالية من مبدأ المواجهة المباشرة .
قدرة الجهات الارهابية في استمرارها بعملياتها الاجرامية تكمن في قوة القضية التي تستخدمها وهي قضية الدين والجهاد في سبيل الله ، هذه القضية التي استطاعت أن تتلاعب بها وتصل من خلالها الى أن تجعل المجرم المنتحر لا يفكر الا بالجنة والعشاء ليلة ( استشهاده ) مع الرسول ومن ثم الاستمتاع مع حوريات الجنة . قوتها تكمن في أنها تستخدم صبيانا وشبابا لتحقيق أهدافها من الذين يعيشون في مرحلة المراهقة الثورية ، إذ تقوم هذه الجهات بتثقيفهم من أعمار مبكرة جدا . تقوم بتثقيفهم على تكفير واجازة قتل الآخر ، بل أن الله سيكتب لقاتله أجرا كبيرا فهذا صليبي وذاك يهودي أو رافضي جميعهم كفرة ويستحقون القتل . تقوم هذه الجهات بتضليلهم من خلال تفسير آيات مختارة من القرآن الكريم تفسيرا يتناسب مع أهوائهم وتوجهاتهم العدوانية ، المريضة . أيضا أن هذه الجهات تستغل بعض الحقائق والمعاناة التي يعاني منها الشارع العربي وبعض الأحداث العالمية مثل قضية فلسطين وأفغانستان والعراق بطريقة كلمة حق يراد بها باطل.

المعركة مع هؤلاء الارهابيين ستكون طويلة ، وطويلة جدا وتحتاج الى وقفة جادة من جميع الأطراف ، لاسيما الاسلامية منها ، والدولية أيضا التي كانت في فترة من الفترات تقوم بدعمها. على الحكومات ، جميع الحكومات ، أن تقوم بحملة كبيرة ضد هؤلاء المجرمين وعلى من يدعمهم ويأويهم ويحرضهم على ارتكاب جرائمهم . على الحكومات الغربية تقع مسؤولية كبيرة بالقضاء على هؤلاء ، لاسيما منهم الذين يعيشون تحت حمايتها باسم الحرية والديمقراطية ، إذ أن هؤلاء تمكنوا من التأثير على الجيل المسلم المولود في هذه البلدان من خلال المراكز الاسلامية المتطرفة الموجودة على أراضي هذه البلدان . أيضا هناك دور كبير للاعلام للمساهمة في الحد من خطورة هؤلاء المجرمين . كذلك التوعية الدينية من خلال الجوامع ، إذ تقع مسؤولية كبيرة على هذا المجال لتثقيف المواطن تثقيفا يضعه أمام مفاهيم الدين الاسلامي الحقيقية ويوضح له صورة الأعمال الشريرة التي تقوم بها الجهة الأخرى وكيف أن اعمالهم هذه قد ساهمت مساهمة كبيرة في زيادة الحقد على الدين الاسلامي والمسلمين وربما أن هذه التوعية ، أي التوعية الدينية ستساهم في افهام الجميع بما فيهم خلايا تنظيمات القاعدة بأن هذه الأعمال لن تؤدي الى تغيير سياسات الدول الغربية أو العربية ، إذ أن سياسات الدول الغربية مرسومة وفق استراتيجيات معينة وستسمر في تطبيقها ، بل أن شعوب هذه الدول ستنسجم مع حكوماتها بشكل أكبر ضد الاسلام والمسلمين ، أما الحكومات العربية التي لم تتمكن القاعدة من الوصول اليها ولن تتمكن ، إذ أنها تقوم بعملياتها الاجرامية ضد المواطنين الأبرياء ، فانها ستقوم بحملة اعتقالات قد يذهب ضحيتها العديد من الابرياء أيضا .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريون يشتمون العراق ويطالبونه بدفع الدية
- الجوية بطل أطول دوري بالعالم
- رسالة من صديق
- الحكومات تتحمل مسؤولية الارهاب
- فتوى جديدة .. فدية الخطف تبرع للمجاهدين
- فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس
- تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرال ...
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية .. المقاومة - الشريفة - فجرت مط ...
- الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين
- الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين
- دعوة لدراسة الظرف الانتخابي في ولاية جنوب استراليا ... التسج ...
- إقالة أم إستقالة أم ضحك على الذقون
- لا خيار ثالث .. اقالة حمد أو استقالة الاتحاد
- بون شاسع بين الأماني والحقائق
- عندما يستيقظ الضمير متأخرا ... مؤيد البدري نموذجا
- عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - حكومات ضعيفة أم ارهابيون أقوياء