أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - المصريون يشتمون العراق ويطالبونه بدفع الدية














المزيد.....

المصريون يشتمون العراق ويطالبونه بدفع الدية


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 09:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الأردن ، وقبل سقوط النظام ، سمعت مصريا يشتم العراق وصدام . هذا المصري كان يتشاجر مع عراقي في الشارع . طلبت منه أن يشتم صدام ثانية ، لكن لا يعيد شتم العراق . كرر المصري شتمه للعراق ولصدام . استغربت أن يشتم المصري العراق فللعراق فضل على المصريين يعترفون هم به قبل غيرهم . التقيت بالعديد من المصريين في الأردن من الذين قضوا سنوات طويلة بالعراق وتركوه بعد حرب تحرير الكويت . جميعهم يتحدثون بحب عن العراق والعراقيين . يقولون ، لقد بنينا بيوتنا في مصر من خيرات العراق ، كذلك أصبحت لنا مصالح ( مطاعم ، فنادق ، محلات ) من خيرات العراق ، لكننا اضطررنا الى مغادرته بسبب الحصار الذي فرضته الأمم المتحدة بعد غزو صدام للكويت. هؤلاء المصريون يلعنون صدام لأنه تسبب بحرمانهم من خيرات العراق يوم قرر احتلال الكويت ، لكن حب العراق مازال في قلوبهم .
يوم أمس شاهدت لقاء مع وزير خارجية مصر من على شاشة قناة مصر الفضائية تحدث فيه مقدم البرنامج عن العراق باستصغار واضح وعن وزير خارجية العراق بسخرية واضحة . أمسكت بسماعة الهاتف لأتصل بالبرنامج ، لكن لسوء الحظ انتبهت الى أن البرنامج ليس مباشرا .
الحروب الخاسرة والسياسة الهمجية والرعناء في عهد صدام هي التي أوصلتنا الى ذلك . كنت أتمنى أن يعود العراق والعراقي الى وضعه الطبيعي بعد سقوط صدام وهو الوضع الذي يهابه كل العرب.
لا أعرف لماذا تذكرت في هذه اللحظة الرئيس المصري حسني مبارك أيام كان يزورالعراق وبالذات قبل صعوده سلم الطائرة التي تقله من بغداد وكيف كان يؤدي التحية العسكرية لصدام ( القوي )عسكريا، وماديا . يبدو أن شتائم المصريين حاليا هي التي ذكرتني بهذا الموقف لأن مبارك كان أول من شتم صدام بعد أن عرف أن أميركا والغرب سيسقطوه لا محال . يبدو أنهم يتوقعون الآن أن العراق أصبح دولة فقيرة وحكامه ضعفاء لذا فانهم يشتموننا ، لكنني أعتقد أن هذا قصر نظر سياسي فالعراق ليس ضعيفا وليس فقيرا . فقط أنه يعمل بحكمة والعمل بحكمة لا يقوم به الا الأقوياء واليام القادمة ستثبت لهم ذلك .

صدام حسين أصدر قرارات رعناء وهوجاء أدت الى خراب العراق منها قرار حربه على ايران وكذلك احتلاله الكويت وقرارات أخرى لا مجال لذكرها هنا . لقد أدى ذلك الى أن يركله الشعب العراقي على مؤخرته يوم قررت أمريكا طرده من كرسي الحكم . أما هذه الحكومة فقد انتخبها الشعب العراقي وسيقف معها ولن يسمح لأحد مهما كان أن يشتمها أو يشتم العراق حتى لو كان مصريا متأثرا بمقتل السفير ايهاب الشريف.
بالمناسبة بعض المصريين حمل الحكومة المصرية مسؤولية الجريمة النكراء التي حدثت للسفير المصري في بغداد ، إذ أنهم يعتقدون أن السفير خرج لوحده بالشارع لأنه اعتقد أن المحادثات التي أجراها مع بعض الجهات الارهابية ستجعله يسير بحرية في شوارع بغداد ، لكن يبدو أن الرجل ولقصر مدة اقامته في بغداد لم يكن يعلم أن هذه القوى الارهابية ليس هدفها تحرير العراق من المحتل الأمريكي كما يدعون ، بل هم عبارة عن مجاميع من عصابات مختلفة الاتجاهات والأغراض لا هم لهم سوى زرع الفتنة والرعب بين صفوف الشعب العراقي من خلال عملياتهم الاجرامية التي يستهدفون فيها قتل الأبرياء في الشوارع والمساجد وكذلك تخريب أنابيب النفط ومضخات الماء .
نعتقد أن على مقدم هذا البرنامج ، لو كان رجلا شجاعا ، أن يشتم حكومته التي تفاوض القتلة ، لا أن يشتم الحكومة العراقية التي تقاتل هؤلاء المجرمين . على مقدم البرنامج أن يفهم أن قرار الحكومة المصرية بارسالها الدبلوماسي ايهاب الشريف الذي يحمل درجة سفير الى بغداد لم يحصل لأنها تريد أن تدعم الحكومة العراقية الجديدة ، بل جاء نتيجة الضغط الأمريكي الذي مارسته على حكومته وأن المفاوضات التي تجريها الحكومة المصرية مع القوى الاجرامية هي التي أدت الى مقتل السفير . ان من يتفاوض مع الارهابيين الذين يعيثون بأرض العراق فسادا لا يتأمل منه دعم الحكومة العراقية وهذا هو حال حكومة مصر . للأسف وقعت الجريمة على رأس موظف مصري لا يستحق أن يموت بهذه الطريقة وربما هو يحب العراق مثل العديد من المصريين الذين عاشوا بالعراق وبنوا بيوتهم ومطاعمهم من خيرات العراق .
لم يكتف المصريون بشتمنا فقط ، بل أنهم يطالبون حكومتنا بدفع ( دية ) عن مقتل السفير ايهاب الشريف مقدارها 4250 جراما ذهبا تدفع لاسرة الشريف وللحكومة المصرية بحق آخر مطالبين وزارة الخارجية بان تقوم بواجباتها تجاه السفير وأسرته مستندين في ذلك على الدين والشريعة .
فلتدفع الحكومة العراقية الدية التي يطالب علماء الأزهر بها ، لكن قبل أن تدفعها يجب أن تطالب حكومتنا الحكومة المصرية والحكومة السعودية والسورية والسودانية والأردنية واليمنية وغيرها من حكومات الدول العربية أن تدفع دية لمئات الأبرياء الذين قتلوا بالعمليات الاجرامية التي ارتكبها المجرمون من أبناء هذه الدول . فليدفعوا الدية لأهالي الحلة والمسيب وكربلاء وبغداد والموصل وأربيل فضحايا أبناء هذه المدن هم من جنس البشر الذي ينتمي اليه السفير ايهاب الشريف وهم من الدين نفسه الذي ينتمي اليه الشريف .
لقد حان الوقت أن تعلن الحكومة العراقية عما تمتلكه من معلومات دقيقة عن مسؤولية الحكومات العربية عن الجرائم التي يقترفها أبناء هذه الدول وأن تحمل هذه الحكومات مسؤولية دماء أبناء العراق ، تلك الدماء التي تسقط كل يوم وبغزارة . الدم العراقي يا حكومتنا غالي جدا ويكفينا سكوتا عن جرائم هذه الأمة التي لم ترحمنا يوما .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوية بطل أطول دوري بالعالم
- رسالة من صديق
- الحكومات تتحمل مسؤولية الارهاب
- فتوى جديدة .. فدية الخطف تبرع للمجاهدين
- فليتأخروا في ارسال سفرائهم يا سيادة الرئيس
- تناقض الخطاب الكردي بين حلم الانفصال وواقعية العراق الفيدرال ...
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية .. المقاومة - الشريفة - فجرت مط ...
- الانتخابات بداية الحلم الطويل للعراقيين
- الانتخابات شروق جديد للشمس على أرض الرافدين
- دعوة لدراسة الظرف الانتخابي في ولاية جنوب استراليا ... التسج ...
- إقالة أم إستقالة أم ضحك على الذقون
- لا خيار ثالث .. اقالة حمد أو استقالة الاتحاد
- بون شاسع بين الأماني والحقائق
- عندما يستيقظ الضمير متأخرا ... مؤيد البدري نموذجا
- عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - المصريون يشتمون العراق ويطالبونه بدفع الدية