أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل بكاني - مصر الجريحة في حاجة إلى أصدقاءها















المزيد.....

مصر الجريحة في حاجة إلى أصدقاءها


نبيل بكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا التي احتجت بطريقتها على مصر إثر تدخل قواتها العسكرية بقيادة القائد عبد الفتاح في حق مظاهرات الإخوان؛ رئيسها السيد باراك أوباما جالس في احتفالية ذكرى النورمندي التي قتل فيها أزيد من أربعة آلاف جندي، ثلاثة آلاف منهم أميركيون، يمضغ العلكة على أنغام النشيد الوطني الفرنسي الذي كان يعزف وقتها. أوباما الذي تحدث عن حب الفرنسيين للولايات المتحدة الذي مرده - حسب السيد أوباما- إلى عشق البلدين للحرية، لا يخفي اهتمام أميركا الدائم بتكريم جنودها بعد نهاية كل حرب طويلة تكون طرفا فيها، و لا تفوت إدارته فرصة التنويه بخدمات جيشها للإنسانية في كل قارات العالم. لكن أميركا الفخورة بقواتها العسكرية ترفض إلى اليوم التنازل عن نزعتها الاستعلائية حين يتعلق الأمر بجيوش أكثر وطنية من جيشها الملطخ بدماء الأبرياء. أميركا التي لا يفرق جنودها بين المسلحين و المدنيين في البلدان التي تجتاحها تحت راية محاربة الإرهاب، ترفض الإذعان لفكرة إطاحة الشعب المصري في واحدة من أكبر ثورات التحرر الإنساني بمن رضيت عليهم و دعمت وصولهم إلى السلطة، و ترفض الاعتراف بالدور الوطني الذي قام به جيش مصر في حماية الوطن و المواطنين الذين استنجدوا به، من العدوان الداخلي المدعم من نظام إردوغان و قطر. الجيش المصري منذ تأسسه، لم يكن إلا وطنيا و حاميا لحدود البلاد، و لم يعتبره يوما الشعب عدوا له، و رغم الفساد الذي شهدته دوائره القيادية، فقد جعلت منه عقيدته العسكرية على الدوام في طليعة الجيوش العربية المستعدة في أي وقت و في كل الظروف لخدمة الوطن. الجيش المصري و إن كانت قد بدت قيادته السابقة، المقربة من نظام مبارك، راغبة في تمديد مدة بقاءها في إدارة البلاد من خلال المجلس العسكري الذي تولى المسؤولية بعد الفراغ الذي أحدثه عزل مبارك، إلا أنه (الجيش) لم يكن على الإطلاق، حاكما لمصر بعيد الثورة - بالمفهوم الأمين للحكم العسكري- الذي روج له الإخوان تحث شعار "يسقط حكم العسكر" في أكبر عملية تضليلية؛ محاولة من هذا التنظيم الدولي الانتماء، الذي أثبت عدم إيمانه بالوطن أو بحدوده بقدر عدم إيمانه بالديمقراطية التي أوصلته لأول مرة إلى الحكم كما كانت قد أوصلت الحزب النازي إلى حكم ألمانيا بقيادة هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، ليعض اليد التي صوتت عليه، و ليزج بالبلاد في أتون حرب عالمية مدمرة. رفضت بدورها، القيادة العسكرية تحت قيادة القائد عبد الفتاح السيسي التصريحات الأميركية الغير منحازة للواقع المصري، و اعتبرت جيشها زاهدا في المساعدات التي هددت إدارة أوباما بوقف منحها له. أميركا عندما تدعم بقاء الإخوان في السلطة التي حولوها إلى غنيمة، فإنها لا تفعل ذلك مجانا، و إنما بدافع المصلحة التي تقتدي منها القبول ببقاء نظام فاشل سياسيا و إداريا على رأس الحكم بعد كل ما قدمه من ضمانات لمصالحها الإستراتيجية في البلاد هي و حليفها إسرائيل، خوفا من صعود أي قوة شعبية مستقلة عن الخارج أو نشوء ديمقراطية تهدد بقاء خضوع أراضي سيناء للاحتلال الصهيوني.

الموقف القوي و الواضح الذي عبرت عنه المملكة السعودية تجاه مصر، في عز أزمتها، و الدعم المالي الكبير جدا، الذي قدمته لمصر و حكومتها المؤقتة تحت رئاسة السيد حازم الببلاوي، لم يساهم في التخفيف من أعباء المرحلة فقط، و إنما دعم الثقة في الذات لدى المصريين و رفع من معنوياتهم، خاصة بعد التصريحات غير المسئولة لرئيس وزراء تركيا بوقف التعامل الاقتصادي مع مصر و التي جاءت في سياق التدخل التركي المسعور في الشأن السيادي المصري، ضاربا بعرض الحائط العلاقات العريقة بين الشعبين المصري و التركي، و التي تعود لقرون خلت؛ أي قبل أن تولد جماعة الإخوان.

وضع المملكة السعودية اليوم، يختلف من حيث قوة الحضور السياسي في المنطقة و من حيث القوة الأمنية عن وضعها إبان حرب الخليج الثانية، و نفس الشيء بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، التي أضحى اقتصادها من أسرع الاقتصادات نموا في العالم. أميركا اليوم، لم يعد لها سلطان في المنطقة، خاصة بعد الخسائر المالية و البشرية الضخمة التي تكبدتها في حملتها على الإرهاب، و بعد الانكماش الاقتصادي الذي عرفته بسبب الأزمة المالية التي ضربتها في 2007. الدور الأميركي المباشر في رسم الخرائط السياسية في المنطقة، بات أقل تأثيرا على الأوضاع في ضل استمرار تداعيات الربيع العربي، و خروجها عن السيطرة.

مصر، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، و بغض النظر عن حجم الإقبال على التصويت، طوت صفحة مرحلة، و هي تبدأ مرحلة جديدة، في إطار الدولة المدنية التي لن تكون إلا مدنية، لا عسكرية و لا دينية/ اخوانية. الطريق نحو البناء، طبعا لن يكون سهلا دون عراقيل و أطماع من الداخل و من الخارج، و التي ستبقى في موضع المتربص المتحين لأي فرصة. الآلة الإعلامية الداعمة للإخوان ستبقى تمارس تضليلها و تشكيكها في مشروعية مرحلة الحكم الحالية. و جمعية الإخوان المسلمين بعد حضرها رسميا و وضعها على قائمة الإرهاب، و خاصة في المرحلة الحالية ستبحث أكثر من أي وقت مضى، عن حاضنات في الخارج، و بما أن قطر لن تتحمل ضغط مجلس التعاون و خاصة السعودية، القوة الكبرى في الخليج، فان تركية التي ضاق فيها المجال عن الديمقراطية في السنتين الأخيرتين، و أصبح فيها الشأن العام حكرا على الأقلية الحاكمة؛ بتنسيق من طرف التيار الإسلامي الحاكم، لن تتأخر في تشريع الباب لنشاطات الإخوان و مؤامراتهم، و تبقى مصر الجريحة في حاجة لكل أنواع الدعم و المؤازرة من طرف الأشقاء العرب و من طرف الإعلام العربي بكل أنواعه. فما سيواجه مصر خلال مرحلتها الجديدة، لن يكون أقل من حرب مدعومة من خارج الحدود، بين قوى لا مبادئ أو قيم لها.. ستسعى بلا شك، إلى تشويه صورة الوضع الحقيقي للبلد و تحقير إرادة المواطن بمفردات بوليميك التيارات السابحة في الفكر الاخواني على شاكلة "الانقلاب العسكري" و غيرها من الشعارات التسويقية لمشروع الاختراق و التوسع التركي السافر. ألم يكن شعار رابعة علامة تسويقية لتدخل امبريالي من طرف إردوغان و حكومة، و هو الشعار الذي استلهمه من شعار النصر الذي رفعه وينستون تشيرشل بأصبعي يده على شاكلة الحرف الانكليزي الأول من كلمة "النصر"، فتلقفته الجماهير التواقة إلى الحرية و صار بعدها أهم الرموز السياسية لمظاهر التحرر بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن الفرق يبقى بينا كالشمس في سماء صافية، بين رمز "حرف النصر"، و رمز "رابعة" الذي صممته شركات الكرافيكس و طبع على القمصان و البروشورات الدعائية، و تم تحضيره مسبقا للحظة التي سيرفعه فيها إردوغان ليكون رمزا للدولة الأيديولوجية الموهومة في ذهن الإخوان.



#نبيل_بكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحكام القضائية تعيد الحياة لحركة 20 فبراير
- الديكتاتور أردوعان
- الجزء الثالث- مقتطف من كتاب لدي حلم - 2008 ثلاث انتفاضات متت ...
- مقتل الطالب المغربي الإسلامي بين السياسي و الإنساني و قيم ال ...
- مقتطف من كتاب- لدي حلم- من تأليف نبيل بكاني
- -تشرميل- الدولة المغربية
- قضية فساد.. وزير المالية المغربي الأسبق صلاح الدين مزوار
- محاربة الفساد مع وقف التنفيذ، النموذج محاكمة مسرب وثيقة صلاح ...
- الدورة العشرون للمجلس الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينما ...
- عودة باسم يوسف
- معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب
- وداعا مانديلا..
- بن كيران، كل شيء مباح في الحب و الحرب
- فاصل و نواصل، مع الشوط الحكومي الثاني
- لا تحزن يا علي، الفرق؛ أن الزنزانة عندك ضيقة، أما الزنازن عن ...
- أكباش فداء ما بعد العفو الملكي
- كيران و التحالف مع العفاريت
- بن كيران و التحالف مع العفاريت
- حتى لا تتكرر مأساة انتفاضة 1981
- المغرب: دستور جديد هو الحل


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل بكاني - مصر الجريحة في حاجة إلى أصدقاءها