أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل بكاني - معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب














المزيد.....

معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب


نبيل بكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قررت الحكومة المغربية تبني إجراءات جديدة تهدف إلى تسوية عدد من ملفات المهاجرين الأفارقة "غير الشرعيين" بالمغرب، و جاء ذلك بعد تفجر قضية مقتل شاب سينغالي يدعى إسماعيلا فاي قرب محطة للحافلات وسط مدينة الرباط على يد جندي مغربي، و بعد سلسلة من الاحتجاجات قام بها مهاجرون أفارقة و دعمتها هيئات حقوقية و نقابية مغربية، وجدت الحكومة نفسها مضطرة إلى فتح هذا الملف من أجل إصلاحه. و تبقى هذه المبادرة شيئا جيدا و مقبولا، لكنها غير كافية أمام ما تتعرض له هذه الفيئة التي تعد بالآلاف موزعين على عدة مناطق في المغرب، من معاملة عنصرية و اهانات و استغلال و أيضا انتهاكات جسدية مثلما أشارت العديد من تقارير المنظمات الحقوقية المغربية و الدولية، و قد سبق لمنظمة أطباء بلا حدود أن نبهت من خلال تقرير لها عن حالات عنف قوية تعرض لها أفارقة على أيدي مواطنين مغاربة. و قد سبق للكامروني المقيم بالمغرب اريك وليامز أن صرح للصحافة عن حوادث تجاوزات أمنية خطيرة في حق المهاجرين "الملونين"، حيث ذكر أن رجال الأمن و أثناء قيامهم بحملات تمشيطية يعمدون إلى تحريض شباب الأحياء على كسر أبواب مساكنهم و إخراجهم مرغمين ليتم اعتقالهم و من طرف البوليس، و ما يعقب عملية الاعتقال تلك من سرقة للأمتعة، ليتم رميهم على الحدود مع الجزائر. و قد سبق أيضا تسجيل اعتداء على 15 مقيم "ملون" في ظرف أسبوع واحد، و هو ما يدعو إلى القلق و الخوف من تصاعد تنامي ظاهرة العنصرية و الاعتداء من قبل الأفراد و المكلفين بالأمن، على هؤلاء اللاجئين الذين رمتهم ظروف الحرب و الفقر و التناحر القبلي في هذا البلد الكبير الذي من المفروض أن يتسع للجميع.

من الإشارات التي تؤكد حقيقة وجود ظاهرة العنصرية و تناميها في المغرب، بعض من العبارات الجارحة التي يطرب بها بعض المغاربة، و هم يقذفون بها هؤلاء المهاجرين عند مرور أحدهم من أمامهم، و هي عبارات لا تخلوا من عنصرية، كوصفه بالأسود أو الصرصور. كما أن السلطات لا تتوانى في شن حملات توقيف جماعية عشوائية لهؤلاء المهاجرين بدون حتى التأكد من هوياتهم القانونية. كما أن الجهات الرسمية المسؤولة ترفض حتى تسليم المهاجرين المقيمين بطريقة شرعية، تصريحات عند تقدمهم بطلبات تأسيس جمعيات إنسانية، بسبب عبارة "مناهضة العنصرية" التي تتضمنها عادة أسماء هذا الشكل من الجمعيات أو بنودها ضمن طلبات التأسيس المقدمة للسلطات، و هو ما يؤكد سعي الدولة إلى ممارسة التعتيم بخصوص كل ما يتعلق بظاهرة العنصرية ضد الملونين. و لولا فضح الصحافة لموضوع التجاوزات في حق المهاجرين "غير الشرعيين" الأفارقة، ما كان الإعلام الرسمي ليتحدث بين الفينة و الأخرى عن اعتداءات تعرض لها أفراد من المهاجرين، خاصة بعد الفيديو الشهير الذي نشر على يوتيوب قبل سنوات يظهر قوات أمن مغربية تفرغ مهاجرين بشكل عنيف بواسطة شاحنات بمحاذاة الحدود مع الجزائر، حيث ظل الخطاب الرسمي لمدة طويلة يصور وضعهم في المغرب بالمثالي.

و يعتب أيضا موضوع الأفارقة المهاجرين لعبة سياسية مفضلة يمارسها البلدان الجاران المغرب و الجزائر، حيث يحاول كل منهما إلصاق تهم الاعتداءات و عدم احترام حقوق اللاجئين بالطرف الآخر، مع الاستعانة بالدعاية المغرضة لإظهار بعض المبادرات الصغيرة و المحدودة التي تتولاها الجهات الرسمية و يستفيد منها هؤلاء الأشخاص كسياسة إنسانية رسمية، و هو ما يخالف الواقع الذي يبقى مريرا يحمل في كل يوم معاناة جديدة لهؤلاء الملونين المنبوذين.

لا ينبغي علينا كمغاربة أن نتغاضى عن الواقع و علينا أن نعترف بعدد من الأمور، أولها أن ما يربو على أربعة ملايين مغربي مهاجر عبر العالم و يساهمون بجزء كبير في الاقتصاد الوطني، هم أيضا مقيمون في بلدان أجنبية، و جزء كبير من المهاجرين المغاربة، خاصة في أوربا لا يتوفرون على أوراق إقامة، و إذا كنا لا نرضى بمعاملة غير محترمة للأصحاب البلاد المضيفة للمغاربة المقيمين عليها، فنفس الشيء علينا أن لا نرضاه لفئة عريضة تعيش بيننا و هم بأمر الواقع جزء منا.



#نبيل_بكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا مانديلا..
- بن كيران، كل شيء مباح في الحب و الحرب
- فاصل و نواصل، مع الشوط الحكومي الثاني
- لا تحزن يا علي، الفرق؛ أن الزنزانة عندك ضيقة، أما الزنازن عن ...
- أكباش فداء ما بعد العفو الملكي
- كيران و التحالف مع العفاريت
- بن كيران و التحالف مع العفاريت
- حتى لا تتكرر مأساة انتفاضة 1981
- المغرب: دستور جديد هو الحل


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل بكاني - معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب