أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - رماد الأسئلة ... بقايا الاجوبة














المزيد.....

رماد الأسئلة ... بقايا الاجوبة


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


رماد الأسئلة ... بقايا الأجوبة
مثنى كاظم صادق
ترفل مجموعة ( رماد الأسئلة )(1) للشاعر المبدع ( حبيب السامر ) بوتريات وجدانية مربوطة بــ ( كمنجة ) الشعر ؛ إذ يعمق في أحافير الذات المأزومة سمات قارة ، ضمن تعالقاته الذاتية على وفق منظومة جمالية يتعالق فيها المعنوي مع المادي ، بدءاً من العنوان الاستعاري في بنية علاقة المضايفة ( رماد الأسئلة ) فالرماد ما تبقى من النار أو طفلها الميت الذي لم يتغذَ ، فالأسئلة كانت ناراً لم يكتب لها ديمومة التوهج ؛ مما جعل النار حقيقة مستلبة من توهجها فاستحالت رماداً للأسئلة غير المجابة أو التي تلونت بالقتامة .. قتامة الرماد . ولعلنا نلمس حرص الشاعر على استبقاء ما تبقى من وطنه في قصيدة ( مطر يبلل قاماتنا ) إذ يقول : ( الوعول تحرث مدني ، سأدخر بعض تراب ) ص 7 فالشاعر يمد عروق انتمائه إلى أكثر من مدينة ؛ لذا فأي تراب منها يفي بهذا الإدخار بدلالة تنكير كلمة ( تراب ) ثم أن النص يفصح عن سرعة الإدخار بتوظيف ( سين ) الاستقبال ذات الزمن القصير ، قبل تغيير الوعول لوجه الأرض ، فلا يبقى منها قطعة أصل سوى عند الشاعر ، ويشتغل الشاعر ضمن رؤية سريالية خاصة كانت لوحتها راحة يده ( فوق راحتي انشطرت غيمة ) ص 8 فثمة علاقة جدلية بين راحة الشاعر ( السماء ) وبين الغيمة المنشطرة ( التجاعيد ) ولعل الشاعر يريد أن يعكس المعنى ؛ ليشير إلى أن راحته ( أمنه وسكونه ) لم يعد كما كان ، بل أصبح مضطرباً ملبداً بالغيوم المنشطرة ، كما يلجأ الشاعر إلى الانشطار الذاتي في نص صوفي ، يفصح عن ثنائية النفس الواحدة التي تدور في حيز الانتظار ( أنا أم أنا من ينتظر الآخر ) جاء الضمير الذاتي (أنا) مفصحاً عن ذات غير متضخمة ذات صوفية مفعمة بالانتظار للآخر وقد يكون الآخر ( هو ) لتتواشج الذوات وتنصهر في ذات واحدة ضمن بوتقة الوجود أو الظهور إذ غالبا ما يعيش الشاعر وفي كينونته ذلك القلق المستديم المتواصل الذي يخرج بالبوح الصوفي عن نفسه الهائمة ، التي هي بؤرة عينيه التي ترى ما لا يراه سواه ، ويستجلى ذلك من خلال أدلته البرهانية فــ ( السكين برهانه الجرح ) ص 11 فلا برهان في الحياة من دون ألم ، أما قصيدته ( حارس آخر الليل ) فإن التماس اليقظة للذات المتعبة الساهدة يجسدها الشاعر في لقطات نفسية مدهشة ( والحارس لا يزال يقرص نعاسه بالدخان والسعال ) ص 15 فالقرص فعل إنجازي للبقاء متنبهاً ؛ لكي لا يغفل عمن تسول له نفسه بالسرقة إلا أن هذا القرص للنعاس لا يتم بما هو معروف ( الأصابع ) بل بالدخان والسعال ، إذ إنهما يبقيانه متيقظاً فمساحة القرص تأخذ هنا امتداداً أعمق مما يأخذه القرص الحقيقي على مساحة ضيقة من الجلد ، فتتسع بذلك الصورة المعنوية لذلك الحارس المفعم بالنعاس في آخر الليل ؛ لكي يحول بينه وبين النوم من خلال انهماكه بالتدخين والسعال الذي هو منبه صوتي للعيون ، وعلى وفق ذلك فإن الشاعر خلق دوراً مهماً بالمماحكة بين النوم وبين عدوه السعال ، بعدم استقبال أحدهما للآخر بتدفق السعال عليه . إن استعمال الفعل الانجازي ( أخلدوا ) في قصيدة ( المجنونة ثانية ) قد أوحى بنفي النهار ( أخلدوا للنوم المضجر / أيها المجانين / النهار لن يطلع غداً ) ص 21 فالنص يشي بالاحتجاج على طرفين لا يقبلان الحياد هما ( الليل / النهار ) ولتصعيد النهار على الليل جعل النهار منتظراً منفياً بأداة النفي التأبيدية ( لن ) لكن مفردة ( غداً ) تجعلنا نتأمل أن يطلع النهار بعد غد !! حتى لو كان الليل طويلاً .. وجاء الاحتفاء بالرأس ؛ ليمتاح من التناص القرآني (وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ ) كما في قصيدة ( أيها الرأس حتماً سيهنئك الغراب ) إذ يخاطب الشاعر الرأس قائلاً ( أيها الرأس بك انبهرت الدنيا / وأنت القابع ، القانع فوق جسدي ) ص 31 فالرأس مركز الحواس والتفكير وبه يتواصل الإنسان مع الآخر ، فالرأس بنية لامة لمقومات الجسد وحواسه ومدركاته الحسية والمعنوية ، وتأتي قصيدة ( بلورات العمر ) ليحشد فيها الشاعر طاقة استعارية لافتة ( يدك تحاصرني / تغسل عيني بالظمأ / وبقايا خثرة القمر ) ص 42 وهذه الطاقة تتأتى من غرابتها يقول الجاحظ ( الشيء من غير معدنه أغرب ، وكلما كان أغرب كان أبعد في الوهم ، وكلما كان أبعد في الوهم كان أطرف ، وكلما كان أطرف كان أعجب ، وكلما كان أعجب كان أبدع ) إن الاستعارة قد جمعت بين الشيء ونقيضه ( غسل العين بالظمأ ) ضمن سياق لغوي أخاذ يتضمن مفارقة مدهشة فضلاً عن استعماله ( بقايا خثرة القمر ) ليوحي ـ ربما ـ ببياض أصابعها ، فهي إيحاءات قد أضاءت دواخل الشاعر التي خلقها بالتداخل والامتزاج .. إستطاع الشاعر أن يبني مجموعته بتقديم ظلال الكلمات على الكلمات فتولدت شعرية كهربت النصوص وأضاءتها.
(1) رماد الأسئلة / شعر / حبيب السامر / ط1 / 2013م من إصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الوطني ... التيار المدني الديمقراطي مثالا
- الرطانة النقدية
- فيوضات الأمكنة والاحلام قراءة في شعر عبد السادة البصري
- العمود الصحفي ...شمران الياسري ظاهرة
- أمية الإدارة الثقافية
- يوسف العاني توام المسرح العراقي
- حول الادب المقارن العراقي
- الشاعر الشهير والشاعر الكبير
- العربي وعقدة التعايش المدني
- نحو هوية وطنية مشتركة إشكالية الانتماء والتشظي
- التمثيل التمثيل السردي لصورة البطل مجموعة أرض من عسل مثالاً
- مخبوء النص وخبيء الناص العراق رائداً للنقد الثقافي
- خلف المتعارف عليه
- شمعة الشعر ومصباح النقد
- الصورة المركبة في قصيدة مشهد نهايته انتحار
- المتعاليات النصية في قصص ثورة عقارب الساعة
- مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي
- المرأة في شعر زهير بردى
- قصيدة النثر ومعطلات التعبير
- التحقيب السردي عند القاص حسين رشيد


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - رماد الأسئلة ... بقايا الاجوبة