أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - اللقاء التاريخي بين الأب خوان أرياس والأديب باولو كويلو















المزيد.....

اللقاء التاريخي بين الأب خوان أرياس والأديب باولو كويلو


إبراهيم عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الذي شدني لقراءة هذا الكتاب هو أني سبق أني قرأت كتاب "لا أؤمن بهذا الإله" للأب خوان أرياس وظللت أتمنى لسنين ولو أقرأ المزيد له وخاصة إن الأب أرياس أحدث إنقلابة جذرية في نظرتي لله وتعلمت  أنه من حقي أن أرفض الصور المشوهة الخاطئة عن الله المتداولة في الكنيسة والمجتمع بوجه عام. لذا رفضت صورة الله الجلاّد الذي يقف للناس بالمرصاد ويقبع في كل زاوية ليحاسبهم على "القديم والجديد" ويعاقب وكل هذه الإسقاطات التي نعكسها في سودوايتنا وتربيتنا المريضة على إلهنا والذي هو بعيد عنها كل البعد. تُرى ماذا كتب الأب أرياس وما هو جديده في عالم الفكر؟ 

من خلال الانترنت جاءني جديده أنه لم يعد كاهنًا كما كان فيما مضى. هو كاهن سابق من مرسلين القلب الأقدس وكان السكرتير العام في روما لهم. ولد عام 1932 في مدينة أربولياس بـ ألميريا بـ أسبانيا. حلّه البابا بولس السادس من مسئولياته الكهنوتية وتزوج فواصل العمل كمراسل وكاتب ديني للصحافة الأسبانية في الفاتيكان والآن يعمل مراسل صحفي في البرازيل. الآن هو عضو باللجنة العلمية للمعهد الأوروبي للتصميم ونال الجوائز العديدة في مجال الصحافة والكتابة. كما نرى، نحن أمام نفس حرة طليقة ترفض التأطير المؤسساتي الذي اقتضته ضرورة عمله كـ كاهن في الفاتيكان والآن يعمل في مجالات أوسع وأفق أكبر وأشمل من ثم كان لقاؤه برجل يشبهه إلى حد كبير وهو الروائي باولو كويلو.

باولو كويلهو (بالإنجليزية: Paulo Coelho) روائي برازيلي من أكثر الكتاب رواجًا في العالم. من مواليد عام 1974، في ضاحية بوتافوجو المجاورة لمدينة ريو دى جانييرو، ويفخر أنه يشترك مع الروائي بورخيس في أنه من برج العذراء. حفظ الكثير من أشعار بورخيس وتأثر به كثيرًا ولا سيما في رواية الخيميائي والتي تعد من أشهر رواياته وتمت ترجمتها إلى 80 لغة ووصلت مبيعاتها الى 150مليون نسخة في جميع انحاءالعالم. وكويلو لا يقدم الفن من أجل الفن وعمله أكثر من روايات مكتوبة لأنه يحرص على تقديم رسالة وتعليم معين من خلال ما يكتب؛ ولذا فالقراء يرتبطون به في أعماقهم ويصطفون حوله باحثين عن الحلول لمشاكلهم وكأني به قد تحول من روائي إلى "طبيب نفساني"، وعنده الدواء لما تعتلّ به نفوسهم.


يلتقي خوان أرياس بـ باولو كويلو في لقاء جمعها صار كتابًا فيما بعد واسم الكتاب كان Las confesiones del peregrino وبالانكليزية Confessions of a Pilgrim أي اعترافات سائح يفضي بمكنونات نفسه عن سياحته في الأرض في دروب الحياة وعبر محطات مختلفة في حياته دون خجل أو تجمل أو مواربة بل يسمح لنا بتعرية نفسه فيرى كل قاريء منا قسط من ذاته في شخص هذا الإنسان، كويلو، والذي كمضيفه يرفض التأطير والجمود ويسعى وراء الصدق في كل شيء مع نفسه ومع الآخرين. مما يؤسف له أن الترجمة العربية لهذا الكتاب بها أغلاط في الترجمة هنا وهناك حيث ترجم المترجم لفظة Virgo وكأنها إسم شخص وغاب عن باله أنها تعني برج العذراء. أيضًا كلمة omen ترجمها إلى "العلامات" وهذا خطأ فادح وقع فيه المترجم حيث أراد المؤلف أن يشير إلى الفأل أو الطالع الذي يرى الإنسان أثره فيستبشر أو لا يستبشر، وأما كلمة علامة فببساطة هي sign أو mark بحسب السياق وما يقتضيه.

وأديبنا، باولو كويلو، بحسه المرهف وروحانيته العالية، لا يترك شيء أو موقف أو شخص يلتقيه دون أن يستقصي الغاية من وراء لقائه فلابد أن هناك سبب ولابد أن هناك معنىً ولا شيء يحدث صدفة وفي كل هذا يستبشر استبشارًا ويرى فيما يراه الفأل والطالع الحسن. إنه الكاتب والساحر معًا ويخلص تمام الإخلاص لطقوسه الشخصية التي يتبعها بمعانيها ودلالاتها العميقة ولا يستحي منها. يشعل الشموع متى أراد خلق جو معين يساعده على استرجاع أحداث معينة في حياته، وفي منتصف الليل وفي السادسة مساء من كل ليلة يلازمه طقس آخر وتلك لحظة مناجاة يصلي فيها. هناك نظام وترتيب وتعاقب في أحداث الكون ولكل هذا معناه. وبهذه المناسبة يسأله الأب أرياس: أساحرُ أنت؟ فيجيب: نعم، ولكن هكذا هو أيضًا كل إنسان يعرف أن يقرأ باطن لغة الأشياء وخفاياها بحثًا عن مصيرها الشخصي. هذا يعود بنا للتعريف العام للسحر والمعروف بأنه علم الـ أوكلت occult بأنه دراسة الأشياء الخفيّة الباطنة. البعض منا يكتفون بما ظهر من الأشياء فيصيبون معرفة عامة تهديهم في أساسيات الحياة والبعض الآخر يغوصون، يبعدون إلى العمق ويرمون شباكهم هناك لعلهم يأتون بشتى الكنوز، فينفذون إلى صميم الأشياء وباطنها، العلم اللدنيّ، وهذا درب النساك والمتصوفة في الأديان كمثال ومنهم ابن عربي ومار اسحق السرياني ومايستر إكهارت وغيرهم. 

الساحر، في نظر كويلو، إنسان عادي ولكنه على دراية بالحقائق الأخرى، الحركات الأخرى، التيارات الأخرى الكامنة خلف سطح الأشياء. ما يكمن وراء المظاهر، اللغة السرية لدى الأشياء، غير منظور وحقيقة مثله مثل الحب وإن كنّا لا نلمسه. ودور الساحر هو تنمية القدرة المعرفية الكامنة لديه والتي قد لا يتم الاعتراف بها دومًا على أنها حكمة بصورة رسمية. ومن هو الشيطان في معتقد كويلو؟ هل يؤمن بوجود حقيقي له؟ فيجيب كويلو إنه يؤمن بشخصانية الشيطان المزيف حيث يرى إن هناك شيطان هو يد الله اليسرى وآخر هو نتاج اللا وعي الجماعي الذي يشخّصه. ثم يعطي مثال على ذلك. الكلمة تُشّخص الفكرة ونحن نشخص "الحب" بأن نقول كلمة "الحب" وأنت يمكن أن تُشّخص الشيطان عندما تستدعيه وتستحضره، ولكنك في الوقت ذاته توقد النور فتدمره لأنه ليس عنده قوة إلا بقدر ما تعطيه أنت بنفسك له. رأى كويلو أن الشيطان له وجود شخصي لأنه هو الذي منحه القوة من قبل وأعطاه الصلاحية مما أتى بقوى الظلمة إليه في وقت من الأوقات وشله عن الحركة وأما الآن فالشيطان ليس له سلطة عليه لأنه رفض أن يعطيه هذه السلطة.

تُرى ما الذي يريد أن يقوله الله لنا؟ إنه يترك لنا الآيات والعلامات فنتفاءل ونستبشر بها، وهذه هي أبجديات الكون التي ننفذ منها إلى روح العالم فنقرأ ما يمر بنا من أيات وعلامات، تارة نصيب وتارة نخطيء إلى أن نجيد قراءة ما نراه دون تعميمه أو فرضه على الآخرين. ما يعترض عليه كويلو هو عولمة التجربة الروحية. إنه يرفض مرجعية الطريقة وشيخ الطريقة والجورو وكل هذه التي تؤدي لتضييق الرؤية والأصولية في التفكير إذ يأتيك شخص ويقول لك هكذا يكون الله وهو ليس بغير ذلك وإلهي أفضل من إلهك وأقوى منه. أليست هذه صبيانية التفكير التي يقع فيها أغلبنا عندما يكون لسان حالنا "بابايّا أجمد من باباك ويضربه"؟ هنا كويلو يحبذ على الإنسان أن يكتشف طريقه بنفسه في مسيرة البحث على أن يبلع ما يقوله الآخرين له في طاعة عمياء؛ وتلك لذة البحث ومتعة الترحال. 

ينطلق الدين عند باولو كويلو من مفهوم "الجماعة" بأن تجتمع جماعة من الناس على طريقة جماعية للعبادة وبصرف النظر عن من يعبدون سواء كان الله أو الـ بوذا أو الرب بأي صورة كان. كل ما يهم هو أنه لحظة اجتماعهم يتصلون بالسرّ فيحسون اتحادهم وينفتحون على الحياة ويدركون أنهم ليسوا وحدهم في هذه الدنيا وأنهم ليسوا في عزلة عن غيرهم. يرفض كويلو مفهوم الطاعة في الدين وكأنه مجموعة من الأوامر والنواهي والفرائض نلزم غيرنا بها وكأنهم آلات ولا يملكون سوى السمع والطاعة كالعبيد. ولكن كيف بأديبنا كويلو يرفض الطاعة العمياء للدين، الدوجمائية، وهو في الوقت ذاته خاضع كل الخضوع للكنيسة الكاثوليكية بما تحمله من عقائد؟ ما رفضه هو ما فرضوه عليه وهو طفل فردده كالببغاء دون استيعاب فقال أن مريم حبلت بالمسيح حبلاً عذراويًا وأن المسيح هو الله والله ثالوث وهلم جرًا. ولكن ولما كبر وعاش واختبر بنفسه ما سمع وعرف لم تعد الـ دوجما، العقيدة، تخيفه، وهو هنا يرتكز على ما قاله العالم النفساني يونغ بأن العقائد التي تبدو سخيفة في ظاهرها تحمل في باطنها أعمق وأجلّ الدلالات السحرية المُلهمَة في التفكير البشري والسبب هو أنها جاءت من ما هو وراء الوعي البشري فتجاوزته ولذا اتسمت بالعمق. وكويلو لا يهمه ما يبدو للناس على أنه سخيف بل سوف يرتضي الدوجما كما هي وبكل سرور ويستقبلها في قلبه قبولاً حسنًا ذلك أنه يطيب له الوقوف في خشوع أمام السرّ بعمق جماله وليس مطلوبًا من هذا السر أن يخضع للعقل بأطره المحدودة حتى نستوعبه بل ليستوعبنا السر ذاته. هناك سر في الكون السر حقيقة وحق وأديبنا يؤمن به حق الإيمان ويرى عمل السرّ الفاعل في حياته الشخصية وأثره العميق وإلهام هذا السر له في كل خطوة يخطوها في الحياة. وفيه هذا هو قادر على التفريق بين محتوى الدين وجوهره وبين إساءات تابعيه والقائمين عليه فإساءات رجال الكنيسة لن تمنعه من الاشتراك في الكنيسة وبهدف نوال أكبر قدر من الحرية في حياته. كيف يفوّت على نفسه فرصة التمتع بالسر وسط الجماعة المؤمنة في الكنيسة والناس ليسوا إلا بشرًا يصيبون مثلنا ويخطئون؟ السرّ الكنسي يتجاوز الكاهن الذي يقيمه في العبادة الكنسية بكل ما فيه من ضعف وهو إنسان كباقي الناس. والله لا يحابي الوجوه فقد امتدح الرجل السامري ولم يمتدح الرجل اللاوي رجل الدين مع أن السامري في زمن المسيح قد يكون بمثابة الملحد في أيامنا حاليًا. 

والدين يبدأ عند كويلو بالتخلية بأن نتخلى عما هو زائد ونكدسه ويثقل كاهلنا ويزحم حياتنا من دون داعي كأن يكون كتب أو ملابس أو مجوهرات أو أي شيء نتعلق ونتشبث به حتى إنه لم يعد لدينا مساحة للتنفس وإعادة النظر في حياتنا فنصوم عن التكديس ونكتفي في العيش بالأساسيات منه وكأني بقول المسيح "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم"، وهذا ما تعارف البعض على تسميته كذلك بإسم الـ "فينج شويه" Feng shui والذي يركز على الفضاء الذي نفسح له المجال في حياتنا لا على ما نقتني ونكدس. فما هو حجم الفضاء في حياتنا؟ وفي ترحالنا نحو الأبدية هل نسافر خفيفين أم أمتعتنا ثقيلة ولا نجد ولو لحظة كي ما نستريح في إلهنا؟ 

يسأله الأب أرياس: ألا ترى معي أن الناس أحيانًا يلوذون بالدين من خوفهم والروحانية عندها ما هي إلا شمّاعة يعلقون عليها همومهم؟ فيجيبه كويلو بالنفي موضحًا أن الناس في كل عصر وعلى اختلاف مشاربهم وطبقاتهم الاجتماعية والعلمية سعوا وراء الغير معلوم، المجهول، وطلبوه بآلاف الطرق تارة يصيبون وتارة يخطئون في ترحالهم نحو المطلق. لا نستطيع أن نُرجع ركونهم إلى الروحانية بدافع الخوف لأن الخوف يشل الناس فيقفون محلك سرّ كما أنه يحركهم ليسعوا وراء الروحانية. والمسعى الروحي في نظر كويلو مغامرة عظيمة يخوضها الإنسان وأكثر شيء مشوّق في هذه الحياة أمامنا. 

فمن هو الله بالنسبة لـ كويلو؟ إنه خبرة إيمانية ولا يريد أن يقع في فخ إيجاد تعريف مناسب لله لأن كل إنسان يعرّفه كما يراه وكما اختبره معاشيًا وبهذا سيكون لكل إنسان تعريف قد يختلف من شخص لآخر. ما يعنيه الله بالنسبة لـ كويلو قد لا يعني نفس الشيء لشخص آخر. لا يوجد تعريف محدد يمكن أن نعممه على كل الناس ونتوقع منهم أن يتطابقوا ويتشابهوا ويقولوا على صعيد رجل واحد إن الله يكون هكذا ولا يكون بغير ذلك وإلا وقعنا من جديد في فخ الأحادية والذي ابتليت به معظم الدوائر الدينية وبالذات في مجتمعاتنا الشرقية. إنه ذلك "العشق الكبير" الذي يحتضن الجميع وهم يحضنونه بعشقٍ كبير. 

ومع أن اليسوعيين في زماننا هذا يعرفون بالتطور والانفتاح والفكر التقدمي إلا أنهم في طفولة باولو كويلو يحملون وزر تمرده على الإيمان فقد كانوا أكثر صرامة وتصلبًا. كان الأباء اليسوعيين في ذلك الوقت هم السبب وراء فقدانه الإيمان وهو في براءة الطفولة. يوضح هذا كويلو قائلاً: لأنك عندما تحاول أن تفرض الإيمان فهذه هي أفضل وسيلة لجعل الشخص يتمرد ويذهب في الاتجاه المعاكس. سمعت أن فيدل كاسترو أيضًا درس مع اليسوعيين. وبالنسبة لي فتمردي على هذه التربية الدينية المفروضة اقتضى انتقالي إلى الماركسية، ومن هناك بدأت أقرأ لـ ماركس وإنجلز. وعاد كويلو للإيمان طواعية وعن اختبار ويعتز علانية بانتمائه للتقليد الكاتوليكي في الكنيسة وزوجته تعرف عليها في كنيسة حيث كانت ضمن فريق الترنيم في الكنيسة الإنجيلية.

يشعر بلذة عندما يتصل بمركز الطاقة، وفي حين هو يحب اللذة فإنه لا يجري وراء السعادة. السعادة لا تعني له شيء بينما هناك لذة الحماس في أن يخوض المعركة وقد يربح وقد يخسر إلا أنه كافح وجاهد حتى يحقق شيء، وتلك هي اللذة بعينها. كل شيء نؤديه بحماس في الحياة وإن انطوى على الألم والمعاناة إلا أنه يكفي أننا نكافح ونتعب في سبيل ما نحبه بصورة شخصية. وهذا شبيه بقولنا إن لذة الحياة في تعبها، لذة الكفاح، لذة الاجتهاد وتحقيق ما نريد. أما السعادة فهي فكرة تجريدية وعليه فـ كويلو لا يرى نفسه سعيدًا. إنه يرى الحياة على حقيقتها بما فيها من صعود وهبوط ومطبات، معارك يخوضها هنا وهناك، قد تكون هزيمة هنا وفشل هناك ولكن يبقى هناك فرح، فرح الكفاح، فرص الانتصار وسط المثابرة والعزيمة والإصرار. تتوقف الحياة عندما يتوقف الكفاح وإذ يقول الإنسان: لقد وصلت بالسلامة وحققت مرادي. هذا لا يراها كويلو على أنها سعادة ولا يسعى وراءها، سعادة السكون محلك سر والوصول لنهاية الطريق. يقول كويلو إنه جرب هذا الشعور من قبل مرتين أو ثلاثة ولكنه لم يدم طويلاً حيث أعطاه الله "شلوت" وزحزحه كي يتحرك وفورًا قام وواصل الحركة بكل نشاط. هؤلاء هم فئة محاربيّ النور والذين يجاهدون الجهاد الحسن دون الركون على مقاعدهم الوثيرة للراحة كما قال القديس بولس. وحياة الكاتب ليست أبدًا حياة الكسل بل هي حياة محارب النور في تحديه وفي وسط المعمعة. وعليه فـ باولو كويلو هو سائح يخوض يسافر في طريق لا نهاية له وهو يشبه السائح الذي يعرف بوجود كنز ويقتفي أثر هذا الكنز بالعلامات والاستبشارات في الطريق وفي صبر دؤوب يواصل السير إلى أن يصل للكنز؛ والترحال بحد ذاته يغيره وما إن يصل للكنز حتى يكتشف إنه لم يصبح ذات الشخص الذي كان ولكنه قد أصبح إنسان جديد ويتغير للأفضل بفضل مسيرة البحث ذاتها ولذا لا ينقطع عن البحث.

يميل كويلو بشدة للشعوذة فإذا أرادت زوجته كريسيتنا أن تنقعه بأن ثمة كتاب لابد أن يولد فما عليها إلا إخراج "ريشة" من تحت الطاولة وهذا فأل حسن ويصدق به كويلو ويحثه على الحركة. يلتقي رجل في فندق وسط عذاباته النفسية فيهديه إلى شيعة كاثوليكية لم نسمع بها من قبل في التاريخ وهي شيعة الـ رام RaM فينظم لها لبطانيتها وسريتها ومستيكيتها، ولكن ماذا عن إله هذه الشيعة؟ هل من لقاء حي بالإله الحي؟ هل يلتقي الله شخصيًا بشكل أو بآخر؟ لا يرد ذكر الله أو عمل الله في تجديد القلب ولكن أمور غامضة مشغوذة تستولي على تفكيره وتسبب له انقلابة وسط كل هذه الهلوسات وكثيرًا ما أتته الهلوسة بسبب المخدرات التي تعاطاها وأفرز لها خوان أرياس فصل كامل فيه يدافع كويلو عن فوائد المخدرات فيقول إن المخدرات سيئة لأنها رائعة. من حيث هو كاتب فهو يكتب بمثابة من يقدم النصح والإرشاد ويعلم الناس أن يتبعوا أحلامهم وبالتالي يبقى العمل الفني فقير من حيث الناحية الأدبية حيث الشخصية من الصعب تحديد معالمها أدبيًا والكاتب هنا ينشغل بوعظ الناس وحثهم على ما يقدمه لهم من رسالة تعليمية تسبق ما يقدمه من أدب.



#إبراهيم_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى قول المسيحي للمسلم أن التوراة والإنجيل وحي الله؟
- عايزة أحس ب حضن ربنا
- الله لا يقتص منك- ربنا ما بيخلصش حقه منك.. ده مش قراقوش مثلا ...
- صرخة امرأة
- لماذا لستُ ملحدًا؟
- لماذا تنصًّرت؟ لماذا اعتنقت المسيحية؟
- خطوات عملية لتبشير المسلمين
- لو ده الدين الإسلامي أنا خارجة منه
- زى ما أنت كافر عندي أنا كافر عندك.. ومافيش حد أحسن من حد
- هل قتل الله ابنه في المسيحية؟
- الإنجيل من التحريف إلى الدعاء والصلاة به
- قلب الأم والمسيح
- تظاهرات المسلمين واهتزازات عرش الرحمن: فائدة النقد
- عطشت نفسي إلى الصفاء، إليك يا إلهي
- أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ
- في محراب الحب ناجيتك ربيّ
- الإسلام.. المسيحية: أيهما أولى بالعقل من الآخر؟
- واقعنا العربي المنكوب وسبل التعافي
- الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية
- ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - اللقاء التاريخي بين الأب خوان أرياس والأديب باولو كويلو