أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد














المزيد.....

قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 02:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد

صورة الغلاف
http://i56.servimg.com/u/f56/16/53/21/13/10356510.jpg

استهل الروائي سعد سعيد روايته الدومينو والذي استوقفني عنوانها كثيرا بـــ
" كم هو غريب الإنسان؟!
نقابل شخصا لا نعرفه فنكرهه، وآخر نحبه فــــورا من دون أن يكون هناك سبب منطقي، أمر وارد، وكذلك هي المدن، ندخل مدينة ما، فنكرهها على الفور،وأخرى لا تترك في نفسنا أثرا، وثالثة ما إن نطأها حتى نعشقها!!!. وهذا هو ما حدث لــي عندما رأيتك في المرة الأولى أيتها المدينة العزيزة، حين وصلت إليك لكي أبدأ دراستي الجامعية الأولية، فقد أحببتك كثيرا، وهاأنذا أعود إليك بعد مضي كل تلك السنين على إنهاء دراستي النهائية في جامعتك الكبرى و ما تزال جذوة عشقي لك متقدة في أعماقي، وما أزال أشعر نحوك بما لم أشعر به نحو المدينة التي ولدت فيها هناك بعيدا إلى الغرب من الدولة!. إيه يا قدس لقد رجعت إليك بعـــد طول فراق فهل ستهبيني دفقات الفرح التي تعودتِ أن تهبيني إياها قبل أكثر من عشر سنين؟!."
من خلال النص الروائي - كقارئة ولست بناقدة ، لأني لا أحترف النقد - تقرأ أهمية الزمن الذي يلملم نسيجه، كحياة تأبه وبحساسية بالغة لضغوطات العصر ، ومتغيراته في تصرفات وتفكير الناس .. فتجد المؤلف يسعى إلى التجريب وخلق قالب روائي حداثوي ، يستوعب فكره وتجاربه ، والأحداث التي خبرته وعاصرها .. وعلى ما سوف تجسده من رؤى، تستمد نكهتها من محور البنية ونمطها الزمني ..

كان لي رأيًا آخر في تشكيل بنية النص ، باعتماده على التقريرية والإخبارية في تسعة فصول، من الجزء الأول وتكررت التقريرية في الجزء الثاني منه عند" إعدام تردد " . ونالت التقريرية أيضا من كنه "مقال سياسي". تأتي في نسق الرواية "أوراق مفقودة " تنسل منها نبرة المقال . " الغضب الساطع " راودته الخطابة عن نفسها . عاد بنا إلى نبرة المقالة في فصل " درس في التربية الوطنية " .. بعدها تنفست الصعداء، لأكتشف من يكون هذا الأستاذ الحكيم ، أستاذ مادة التاريخ في ،" نقطة على خط مستقيم" ، و إلى أين ستفضي به ، "بوابة الجحيم" ، و "الصحوة " من "دنس - ها" ، في أن يكون المرشد الناصح . هنا ستفصل بين صوت السارد المتخفي ، وصوت السارد البطل - الروائي ذاته - ، وصوت السارد الشاهد ،عند "حكيم " ، الصديق الكبير في السن بالنسبة لعمر "طموح " ، و صوت السارد الشاهد الآخر "صادق" . فستجدون أن النص يأخذنا حيث تقنيات البناء، وكيف يتحكم المؤلف بزمن متغيرات الأحداث .

لن تجد في نمط روايته الجديدة، حبكة تنتهي بحدث ما ، بل وجدت حبكة روايته منفتحة على أزمنة أحداث عدة ،يحكمها تيار وعيه ، ليحافظ على التسلسل الزمني ،و السببية ،وفق تخوم ذاكرته ؛ فيقف على ترتيب وتتابع أحداث الماضي والحاضر ومستقبل حلمه الثقيل .. فلا يخلو من عناصر ، التشويق عند " طموح حين كان يسرد مقتل غافل "، والاستمرارية، والحركة ، وكان يجيد مغازلة تسريع السرد من بعيد، وتبطيئه أحيانًا، رغم أن هيكل روايته الزمني، اعتمد تقنية الاسترجاع والاستباق في وصف المشاهد .

نستنتج من الرواية :
1- أن عالم الشخصية وخاصة في بنية الأسماء المستخدمة، وفق الأحداث، مثلًا، "عبد الجبار ولبيب ، و رمزي ، جسّاس ، مظلوم ، ظالم صخر جلمود ، عناد ، حازم ، طموح وعجيل وأحلام ، حكيم ، صادق، نبيل ، غافل .. يكشف لنا عن مستوى الخطاب السردي فيها، و تقديمها يكون من قبل الشخصية الروائية، ليتعرف عليها القارئ ، وتقديمه شخصيات أخرى تبين أفاقها وبعدها الإنساني ، وفق بعض التجارب لتضيء جوانب شخصية الرائي .

2: رغم التقريرية والإخبارية التي افصحتُ عنها سابقًا، فقد ، اعتمد الروائي على الثيمة السردية في البناء الفني، لأفق فضاءات روايته، والمستدلة بالكلمات التالية " " اعدام تردد" ، " أوراق مفقودة" ،" الغضب الساطع" ، "بوابة الجحيم "، "عبرة "، "عبور" ، "صحوة "، و "استيقاظة "، "سجين" ، "ظل في مفازة" ، "هوج وخسة" ، "غرف الموت "، "حرب البسوس "، "استبيان" ، "ورقة مفقودة" ... وحركة كاميرة السارد حين تنقله بين الاأحداث .

3. اختزاله لعدد من مسميات شخوص سرده في المدخل الواحد، مركزا على شخصيتين رئيسيتين ، وأخرى ثانوية ، وبما لايتعدى ثلاث شخوص .

4: رغم اسلوبها السلس والبساطة المحببة بالسرد ، فقد اعتمد على تداخل الأجناس في نصه (حتى الشعر المنثور منها) ، وعمدها بالأدب التصويري في الوصف الذي تلمسه حين قراءة الرواية وخصوصا سرده الوصفي لـــ "نادي اورشليم" .

فقد اتقن حركتها في وصف كل شاردة وواردة في ذاك النادي .وهو الحدث الأول .

الحدث الثاني : استرجاع الماضي والحاضر " الفلاش باك " من قبل السارد المخفي والبطل .

وآخر الحدث :
هو الــ Transitions ، التحولات المتقنة لكاميرة السارد ، بين الأحداث ،وخطوط انتقالاته ، تذهل المتلقي بجمله القصيرة .

الحبكة ، سبق وأن قلت أنها منفتحة على تعدد وتداخل الأحداث ، فستحصل على شريط تخيلي، وحيز محدود، بين القدس ،والقدس الإسرائيلية، والبيت، والدومينو في المقهى ، والسجن، وغرف الموت، صممها راوٍ محترف السرد .. سارد مجهول وحاضر في كلها .



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...
- ترياق يستعبد ناصية الجسد
- حوار مع المفكر اليساري الأديب نور الدين الخبثاني في- العقلنة ...
- - سحر جنون الشعر وتهويم الحكي- حوار مع المفكر التونسي ، اليس ...
- - العقليّة الديمقراطيّة مفقودة في نقد النقد- حوار مع المفكر ...
- أعلن إشهار صمتي
- - الانفلات اللسانيّ و التلاعب اللغويّ - حوار مع المفكر التون ...
- - المثقّف العضويّ وسلطة النص - حوار مع المفكر التونسي ، اليس ...
- - طقوس مشرط النقد الديمقراطي - حوار مع المفكر التونسي ، اليس ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق فقط حيا أو ميتا- ...
- إلى كل عمالك ياسليل الحضارات ياوطني
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيًا أو ميتًا فق ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيًا أو ميتًا فق ...
- ليل مغموس بالهجير
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيا أو ميتا- فقط ...
- حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ...
- انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط ، حوار مع المحلل السياسي ، وا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - قراءة في رواية الدومينو - للروائي سعد سعيد