رنا جعفر ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:46
المحور:
الادب والفن
عادة ٌأدمنتها كغيري
حينما أصحو في الصباح أغسلُ وجهي وانظفُ أسناني وأنفي .. استعداداً لأستقبال
اليوم الجديد.
ليس فيها غرابة ؟؟
في أحد الصباحات الملبدة بالغيوم والهموم , استيقظت ُو في عينيَّ الناعستين شفقُ
الغربة الكونية يلوحُ في أفق ِأحلامي المهاجرةٍ .
كان كلُّ شيءٍ لا يشبه نفسه .. فلا العصافيرُ تزقزقُ و لا الشمسُ تدغدغُ النافذة .
تململتُ في فراشي و أكداس القطن تحتي كانت قد تصخرجت
يبدو ان شيئا بين الحلم والصحو استحوذ على مخيلتي المرهقة
نهضتُ
علَّ ادماني الصباحي يحررني من سطوة كابوس الليلة الماضية , و هكذا ظننتُ
تفاجئتُ..
كانَ كلُ شيءٍ ينزلقُ عن وجهي , الصابون , يدي , نظرتي
الدماءُ تملأ ُ فمي , و أنفي اصطبغ َبالسخام
و كانا يملئان المغسلة
أرعبني هاجسٌ ظلَ يرعدُ فكري ...
- لماذا تمتلأ ُأفواهنا بالدم و نحنُ ننظفها كل يوم ؟
أسترجعتُ بعضَ الأسئلة , قادني اليها تفاجئي , فقارنتُ :
- ماذا كنا سنشم لو اننا فتحنا قارورة عطر ؟
- ماذا كنا سنشم لو اننا فتحنا بالوعة ؟
- ما الفرق بينً أن تمتلأ الأفواه بالدم أو بكلمات المحبة ؟
- ماالفرق بينَ ان تُفغمَ أنوفنا بالدخان و بينَ أن نشمَ عبيرَ المحبة ؟
هل ستصبحُ مقولة ( الأناءُ ينضحُ بما فيه ) حقيقة ًتؤكدُ ما حصل ؟
و هل هذا يعني اننا صرنا نمتلأُ بالغلِّ و الحقد والكراهية ؟
أحسستهُ كابوساً , كأنني لم أصحُ و ما زلتُ أغوصُ فيه
خوفني سؤالٌ ظلَّ يشتعلُ في رأسي الى اليوم .........
- ماذا لو اننا أردنا أن ننظفَ قلوبنا, ماذا سيخرجُ منها و نحنُ لم ننظفها مذ ولدنا؟؟
#رنا_جعفر_ياسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟