استيقظوا رحمكم الله

أحمد كريم الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 22:09
المحور: كتابات ساخرة
    

استيقظوا فقد طال المنام واشتد الظلام وتفه الكلام
استيقظوا فقد ذهب الصباح واتى غير الصباح فمتى تقولون حي على الفلاح
استيقظوا فقد مرالزمان واتى غير الزمان وانتم غارقون تناقشون ابعاد فلسفة الغلمان
استيقظوا فقد جاء الربيع وانقشع الربيع وزهوركم لم تتفتح واظنها بدون ماء الفكر لا تستطيع
استيقظوا فقد كثر السجال و بعد المنال وانقضت الآجال وانتم تفكرون وبما تفكرون أنحيا لو وقع العقال ؟
استيقظوا فقد ذهب القطار و من دون انتظار فهل ستتبعون السكة مشياً ام تقولون الخير فيما رب الجلال يختار

لم يعد بالامكان ان نستمر في غيبوبتنا فقد سئم الطب والاطباء من علاجنا احتارت عقول العلماء في تفسيرنا لم نعد نكتب بقدر ما صار يكتب عنا لم نعد نقرأ بقدر ما قرأ علينا السلام و نحن نيام
ماتت احلامنا قبل ان تولد ماتت اطفالنا قبل ان تشب ومات شبابنا قبل ان يشيبوا لم نعد نكمل دورة الحياة الطبيعية لاننا لم نعد طبيعيين بما فيه الكفايه لنعيش في صخب هذا العالم
كل شيء حولنا مأساوي فالحاكم استبد حد التخمة والمحكوم استعبد حد الرضا بالعبودية والشجاعة اقترنت بعدد ضحايا الشجاع والفقر صار عاراً لمن افتقر فعذراً احبتي لم نعد من بني البشر
يسبت الانسان يوماً او بعض اسبوع او بضعة اشهر لكن ان تسبت امة طيلة عشرات القرون فهذا ما لا يفسر ولم يجد له العلم تأويلاً
استيقظوا وايقظوا ما تبقى من انسانيتكم فلم تعد صحرائكم موطناً للعيش ولم تعد خيامكم بيوتاً فارهة ولم يعد صمتكم حكمة ولم يعد جبنكم حلماً ولم تعد الامكم صبراً
استيقظوا فالعالم تغير ويتغير في كل لحظة الا انتم ادمنتم الثبات وحتى ثباتكم كان فوق رمال متحركة دفنتكم ولم يعد لكم وجود في خارطة البشرية البعض يعتقدكم موتى والبعض ينوي وضع الزهور على شواهدكم فدلوهم اين دفنتم؟؟
استيقظي امة الشعر استيقظي امة الكفر استيقظي امة الغدر
امتي يحلو لي ان استفزك بقدر ما اذلني انتمائي لك .. لم يعد ذاك العربي الكبير موطني فحيثما تكون الحرية يكون هناك موطني
بفضلكم اصبحنا احفوريات حية و يا للفرحة سيأتي السواح يوماً لالتقاط الصور معنا وسنبتسم ويبتسمون وسنضحك حد الجنون على مافات وانقضى من قرون

عذراً امتي اسمحي لي بأن اكون قاسياً معك للحظات فقط كي استرد جزءاً من قسوتك علي طيلة مت فات من عمري

#أحمد_كريم_الحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل