أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال العنزي - باتّجاه ولاية الفقيه قليلا (1/1)














المزيد.....

باتّجاه ولاية الفقيه قليلا (1/1)


كمال العنزي

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"لا يمكن تسليم مجتمع أو مصير أمة لإعتقاد شخص بنفسه، أو اعتقاد محبيه فيه l محمد مهدي شمس الدين"


الحديث عن دعوى ضرورة ولاية الفقيه في إدارة الحكم على أنها مسألة فقهية ــ كلامية مفروضة في الإسلام إنه غزير الدلالة في مفهومي المستبد والاستبداد الديني، ولا أريد التأكيد على أنني أنفي رؤى الإسلام في إدارة الملك فثمة فرق بين القول بوجوب الحكم بنظام معين لصيق بالإسلام وبين إمكان الحكم وفق شروط ومناطات يتفق فيها بين الملك والحاكم والرعية أو الحكم بالغلبة، وأساسا إدارة الملك تمشي وفق سيرة عقلاء والعرف السائد والقراءة المقبولة من السياسة وتعتمد شأنية الاختيار، لا النص ولا التنصيب أو تقع السلطة بالغلبة.
وفي هذه المجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي أتيتُ بها مبكرا لالفات انظر، وأنا أحشدها كماً فتأكيد عكسي على أن الإسلام ليس له في السياسة نظاما أوجبه على الرعية أو الإنسان، وإنما يراعى في ذلك إقبال المصالح وتنحية المفاسد والحلول الفتن.. والمهم أن المسألة فقهية اجتهادية فلذلك نجد من خلال استقراء الفكر الإسلامي ثلة من الآراء في الفقه والاجتماع والأخلاق والوعظ.. واردة إلينا إلا أنها لا تُشخص لنا ماهية للحكم الإسلامي، وأنني سوف أوردها في الموضع المطلوب في البحث الفقهي وفلسفة السياسة لاحقا.
ومهما يكن فالذي يلزم البحث فيه حاليا هو الاستبداد وضروبه، وعليه لا أجد تعريفا أهم من مما قاله أرنست بولك في المستبد والذي يعنى تعليق القانون بخاصة لو كان المفهوم مركبا مع ولاية الفقيه في إيران (ولاية الفقيه المستبدة) فإن الظلم باسم السماء أشد قبحاً من سائر الأظلام لأسباب منها أن الرعية تجهل الدين قبل كل شيء، وهذا الجهل يشمل جوهر الإسلام عادة في الجانب العقدي وكذا الحكم الوحياني، ويضاف إليه عدم المعرفة بالأخلاق التي ترتضيها الشريعة، والأزيد جهلا عند الرعية هو مفهوم السياسة ذو الطبيعة المشكّكة في الإسلام؛ ذلك لأنه مسألة خلافية عسيرة. وهذا الأمر الجهلاني ينطبق أيضا على عدم المعرفة بما يشهده علم الحقوق والتطور في حقوق الإنسان والسياسة وفلسفة السياسة وقيم الحربة والأخلاق ومفاهيم المساواة والتنمية والأصالة والتبعية.. ودور توظيفها في الحياة اليومية بغية نيل الحياة الكريمة بتمام المعنى.
فعامة بني نوعنا البشري المنشغلين بأمر المعاش وأدواته وتحصيل حاجيّته.. لا يمكنهم فهم هذا بما هو مطلوب للمطالبة به من الحاكم. ومن المعلوم أن الجهل في التصديق لـــ(جوهر الإسلام) و(فلسفة السياسة) و(حقوق الإنسان) لازمه فقدان التصور السليم. ومن هذا المنطلق يؤكد جلينك أن الإعلان عن حقوق الإنسان جاء نتيجة تلكم الحركة الإصلاحية التي شهدها جانب الدين والأمر لا يعود إلى الثورة الفرنسية أبدا والمضمون نفسه يحظى بأهمية عظمى في الإسلام.
وفي العودة إلى مفردة الاستبداد الديني في إيران يُشترط عليّ أن أعود إلى الوراء لإبراز تصور منقول عن طبيعة الاستبداد فيها قديماً لفهم الاستبداد الديني الحاضر عبر طورانية تاريخية؛ لأنها كانت موضع اهتمام علماء السياسة القدماء، وهكذا فلاسفة السياسة اليوم، وهذا الأمر مغياة تماما في جانب الأهمية فلا أريد إهماله. تصوّروا معي ملياً على مدى آنة ونصف فقط، أنكم تبحثون عن بلاد تتصف اليوم بنوع من الحكم الاستبدادي الديني، فلا تعدل في الرعية، وحُكِمت قبلُ باسم الملك فلم ترَ العدل! فكونّت صورة الظلم في العصور السحيقة ناقلها التاريخ لهذه الآونة، إذاً هذا موضوع يثير الغرابة كلها.
لقد كان يرى أفلاطون أن الحكم في فارس يتصف عن غيره بظاهرة الإفراط، وذلك بسبب دعاوى الملوك الذين يلقبون بالأكاسرة. ومن هذا المنطلق عبّر عن نوعية الحكم بما هو خليق في وصفه: الحكم الإفراطي، بمعنى أنه النظام الذي يبالغ في الدعوى إلى السلطة وضرورتها حسب ما يصوغه للرعية، ولم يغفل أيضا عن بلاده فحينما يصف أثينا يؤكد أنها قد أصيبت بالغلو في الحرية. ولا يلذ لي أن أنبري عاجلا دونما وقفة حسنة في الحديث عن فارس وطبيعة الحكم فيها فهذا هو عابد الجابري يستقرء تاريخ فارس مرة أخرى ليتابع خطى أفلاطون لكشف الألغاز والغرائب السلطانية والملوكية التي شهدتها هذه الأرض.
يؤكد الجابري أن الاستبداد يعود إلى ما شاع من طبيعة الحكم عند الأكاسرة الفرس في إدارة الملك في غابر الأزمنة وهذا ما يلجه ضمن عنوان القيم الكسروية تغزو الساحة! وفي هذا البحث المهم يكشف الجابري عن الثقافة السائد عند الأكاسرة في أن الدين يعني طاعة الرجل! وكل شيء يدور حول الملك كسرى وأن كسرى صنم لا يغيّب عن أي شيء يحاكي حضوره في وجدان الفرد الفرسي: حضور الله! فإذا ما يراد تفسير هذه الظاهرة إنما المعنى أن (الدين) و(الملك) ليسا إلا توأمان. وهذا النوع من التصور يسري في النظام السياسي الاجتماعي للدولة الكسروية وقلوب رعاياها أيضا على حد سواء.
ومن هذا المنطلق فإن (طاعة الأكاسرة) و(طاعة الله) تعد من البديهيات ولا تقتبتل المناقشة. ومن هنا كان الخروج عن طاعة كسرى يبدأ بالخروج عن الدين السائد؛ وذلك لأن الثورة على حكم الأكاسرة كأنها إعلان حرب ثورية على الدين ذاته. والحقيقة أن التذرع بالدين لامطاء رقاب الرعية منذ أن وعى الإنسان بعثة الأنبياء أمر مشهود في تاريخ الإنسان وأن تأفين الشعب باسم الدين والتلويح على أن الحاكم من قبل الله سنة الطاغية وزمرته.

كمال العنزي الأحوازي
أستاذ الشريعة والفلسفة في قم سابقا






#كمال_العنزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى (المحاربة) من منظور الإسلام السياسي
- مرحمة على سارق ذميم !
- حول التجديد وفهم التراث الأحوازي : الأول
- مرجعية الخامنائي والتناقض الفقهي - الكلامي في فتاواه


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال العنزي - باتّجاه ولاية الفقيه قليلا (1/1)