تكفير ...

علي قادر

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 22:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

هذا ما أفاد به تقرير بريطاني قبل عدة أيام بأن سيناء أصبحت قبلة الجهاديين من مختلف التنظيمات الإرهابية المتفرعة من تنظيم القاعدة (الأم)،وكما يشير التقرير الذي أعده مركز هنري جاكسون للدراسات الى أن سيناء أصبحت مرتعاً للإرهاب العالمي، وكما تحوي هذه الصحراء العديد من التنظيمات الإرهابية مثل (القاعدة في بلاد المغرب العربي والقاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة الشباب الصومالية)، إضافة الى متطوعين من عدة بلدان عربية كالسعودية وتونس والمغرب والصومال والسودان وسوريا وافغانستان.
وكما هو واضح إن تطور التهديد الإرهابي في صحراء سيناء في السنوات الثلاث الماضية وهي الفترة التي أعقبت سقوط نظام مبارك أخذ يتصاعد بوتيرة عالية ، ومايؤكد هذا بأن معدل العنف في مصر وحسب إحصائيات حكومية إرتفع ستة اضعاف منذ بداية 2014 مقارنة بالسنة التي قبلها.
مايحدث اليوم من هجمات إرهابية في مختلف الدول بدءا من أوكرانيا والتي لم يكن أشد المتشائمين أن يتوقع لها مايحدث اليوم من صراعات وإنفصالات وإنشاء جمهوريات داخل هذا البلد المسالم والصراع المحتدم بين الإنفصاليين والمؤيدين ، ولانستبعد أن تكون مثل هذه الإفعال هي بفعل فاعل ، بمعنى وجود مرتزقة يغذون هذا العنف طعناً بروسيا التي أعلنت منذ وقت طويل دعمها لكثير من بلدان الشرق الأوسط وبالتحديد الدول التي تعادي أميركا بشكل أو بآخر، مروراً بتونس وسوريا ومصر وصولاً الى العراق وماتشهده هذه البلدان من نزاعات وقتال ، بالتأكيد هي نتيجة حتمية للظروف الخصبة التي تعيشها هذه البلدان ومدى تقبلها للتطرف لوجود حواضن ومؤيدين لهذه الأفكار المتطرفة .
وعند الحديث عن التطرف لابد لنا من التطرق الى تنظيم جماعة بوكو حرام في نيجيريا والتي تقوم هذه الجماعة بين الحين والآخر بترويع الناس من خلال القتل والترويع وخصوصاً على مسيحيي نيجيريا بأعتبارهم كفرة على حد قولهم ، آخرماقامت به هذه الزمرة الظالة هو خطف مايقارب (200) فتاة من مدرسة شمال نيجيريا واعلنت عن نيتها بيع الفتيات بحسب شرع الله! ،وهذا ماجاء على لسان زعيم التنظيم (ابو بكر شيكاو)، وكما قال الزعيم بأنهم قاموا بأختطاف الفتيات من أجل الحد من التربية الغربية التي تسمح للفتيات بالتعليم وعليهن ترك المدارس والزواج ، وكما تسعى هذه الجماعة الى إقامة دولة اسلامية في نيجيريا ، المضحك المبكي في مثل هكذا تصريحات، انهم يقوموا بكل هذه الأعمال بأسم الدين ، حاملين شعارات ما أنزل الله بها من سلطان ، عندما سُـئل شيكاو عن سبب إختطاف الفتيات فقال (الله امرني) وقبلها شعار القاعدة (انتظر مائدتك مع الرسول) لتبيان أهمية من يفجر نفسه قرباناً لله ؟، أصبح اليوم الدين بمنظار هؤلاء الحثالة شماعة يعلقون عليها أوهامهم الظالة التي أسسها لهم الفكر الوهابي ،يقتلون بأسم الدين ، يسرقون باسم الدين ، يكفرون بأسم الدين ، يمارسون الرذيلة بأسم الدين .
لانعلم لمَ المجتمع الدولي لم يتدخل فعلياً وبشكل جاد ازاء هذه الاعمال التي تحدث في ارجاء المعمورة ، اليس من الواجب التدخل لوقف الإرهاب بمختلف مسمياته ، الى الآن لم تجرئ دول عدة على وضع المنظمات الإرهابية على لائحة الإرهاب ، اليوم أصبح كل شئ واضح من هي الدول التي تدعم وتغذي وتنمي وتمول الارهاب ، الواجب الذي يحتم على الأمم المتحدة أن تفعل دورها للحد والقضاء على هذه الظاهرة التي اخذت تنخر جسد الأمم المستضعفة، أم إن هذه الأمم تسعى بشكل أو بآخر لتذكية الإرهاب .

#علي_قادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل