أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - إعادة إنتاج النكبة هو المشروع الامبريالي السائد















المزيد.....

إعادة إنتاج النكبة هو المشروع الامبريالي السائد


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقول هذا وقد استشهد في الساعات القليلة الماضية ، شهيدان فلسطينيان بعمر الورد ، برصاص الاحتلال الاجرامي المتعطش للدم الفلسطيني على حاجز بيتونيا في ذكرى النكبة ، وفي وقت تنتشر فيه المظاهرات الفلسطينية في شوارع القدس وعلى أسوارها .. ونقول هذا في وقت يحتج فيه نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال على إحياء الشعب الفلسطيني ذكرى " ما يسمى النكبة " .. ويهدد بأن رد إسرائيل على "هذه العدوانية الفلسطينية " سيكون بالمزيد من الاستيطان وبتمرير قانون القومية والدولة اليهودية.
ونحن نقول ، إن هذا الكلام الدموي السخيف ، يثبت أن النكبة هي مشروع تاريخي متواصل منذ 66 عاما ، لا يمكن مواجهته إلا بمشروع تاريخي كفاحي مقاوم وبديل .
لا يكفي أن نعزو النكبة ، إلى ما يخططه المتآمرون لشعبنا ولوطننا ، وإنما يقرر فيها طابع مشروعنا لمقاومتها ، وطبيعة نضالنا لإسقاط المؤامرة ومنع النكبة المبيتة .. فالنضال الشعبي والمقاوم ضد النكبة ، كان وسيبقى أقصر الطرق وأقلها كلفة لمواجهة مشروع النكبة المتواصل ..
ولو كانت الطبيعة الطبقية والفكرية للقيادة التقليدية للشعب الفلسطيني ، قبل نكبة العام 1948 ، تسمح لهذه القيادة بتحديد معسكر المتآمرين بوضوح – ثلاثي الامبريالية ، والصهيونية ، والرجعية العربية ، وتبني مشروع مقاومتها (كما طالبت عصبة التحرر الوطني ) ، لكان بالامكان التصدي الفعال للمؤامرة ، ومنع نكبة الشعب الفلسطيني وتجاوزها .
وبنفس منطق التاريخ نقول اليوم ، إن وجود قيادة وطنية في سوريا قادرة على تحديد معسكر المتآمرين ، المتمثل اليوم أيضا ، بالامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، وقادرة على مقاومتها والصدام مع مشاريعها ، يشكّل الضمانة لانتصار سوريا ، والشرط المسبق لإسقاط المؤامرة عليها .



انتصار سوريا على العدوان ، صمام أمان للقضية الفلسطينية !

كان هناك من اعتقد أن بمقدوره استغلال فوضى الارهاب في سوريا لتمرير مشروعه لتبديد الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني من بوابة دمشق، وعبر بوابة تفكيك سوريا . ونحن نشير إلى أن أكثر ما يقض مضاجع حكام اسرائيل أنهم يعرفون عن كثب ، أن صمود سوريا الاسطوري وانتصارها على المؤامرة الامبريالية الارهابية ، هو الضمانة أيضا ، لإعادة الزخم التحرري الى القضية الفلسطينية نفسها، وتجديد عافيتها الثورية .
وكان هناك من يحلم أنه قادر في ظل خلط الاوراق في سوريا الجريح ، على خلق نموذج للقضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال تشتيت مخيم اليرموك ، ووضع معركة فلسطين التحررية في تناقض مع معركة سوريا التحررية . نقول لهم : إن انتصار سوريا على العدوان ، هو صمام أمان لقضية شعبنا الفلسطيني ونضاله التحرري .. وإن الشعب الفلسطيني هو المعني الاول بتفريغ مخيم اليرموك .. لأن معركتنا الحقيقية هي على تفريغ كل مخيمات اللجوء .. لكن تفريغها الى داخل فلسطين وفي إطار تجسيد حق العودة أولا ... وما حدا يخاف ، ولا يخوف من "إغراق البلاد .. باللاجئين الفلسطينيين ".. فالأوطان لا تغرق بأهلها العائدين ولا تضيق بهم .. المعركة على حق العودة ليست تتميم واجب .. إنها معركة حقيقية على حق حقيقي ، لا حلول من دونه .
إن تحرر الشعب الفلسطيني وانتصار قضيته العادلة يمكن أن يتحقق ، من خلال مقاومة مشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ، وفي صدام معها ، وليس بالتسليم بهذه المشاريع.
المعادلة في يوم النكبة - لا تقتصر على أن "يوم استقلالهم .. هو يوم نكبتنا ".. هذا صحيح ، ولكنه لا يكفي سياسيا في أيار 2014. هذه المعادلة ليست بمجهولين اثنين فقط ، لأن مشروع إعادة إنتاج النكبة، وتفكيك الاوطان والشعوب في المنطقة وفي العالم ، من يوغوسلافيا الى أفغانستان ، ومن ليبيا الى السودان ، ومن العراق الى أكراينا ، وفي سوريا الجريح هو المشروع الامبريالي السائد الأساس .
ولذلك نقول من هنا ، من موقعنا المتميز داخل إسرائيل ، إن إحياء ذكرى النكبة ، في عرابة ، وفي لوبية ، وفي حيفا وفي غيرها ، سيبقى منقوصا، من دون الموقف الجهوري الواضح على الملأ :
نحن إلى جانب الشعب السوري وقيادته الوطنية ، وجيشه الوطني، في المعركة لإسقاط المؤامرة الارهابية على سوريا ، وصد النكبة عنها .




نموذج حمص .. وعهر "العالم الحر " !!


في الاسابيع الاخيرة , يزداد صراخ أمريكا إزاء خطر الارهاب العائد مهزوما من سوريا على مصالح أمريكا، وعلى أمن حلفائها في المنطقة وفي العالم وفي طليعتهم اسرائيل . في وقت يشرف وزير الامن الاسرائيلي يعالون مباشرة على المساعدات التي يقدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي لقطعان الارهابيين على جبهة القنيطرة .
مصادر اسرائيلية تتحدث عن أكثر من مئة ألف إرهابي ، ينتمون الى أربع وسبعين جنسية ، مرتبطين بالقاعدة ، ينتشرون في الشرق الاوسط اليوم .. أعداد كبيرة منهم من إرهابيي "العالم الديمقراطي الحر" . من الامريكان والكنديين والبريطانيين والفرنسيين والألمان والهولنديين والبلجيك والطليان استجلبتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الى سوريا ..إضافة الى المستعربين الاسرائيليين ..
ونحن نشير بقلق الى قيام بعض القوى المحلية بالتغرير ببعض الشباب العرب للتطوع مع منظمات الارهاب في سوريا تحت سمع الامن الاسرائيلي وبصره . وتابعنا كيف فتحت بيوت العزاء لبعضهم في بعض البلدات .
ونحن نقول ، إن القوى السياسية المحلية على ساحة الجماهير العربية هنا ، التي تعادي سوريا ، و تلعب في ملعب أمريكا والناتو والإرهاب ، لا تستطيع ان تكون أمينة على مصالح جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني .



يتباكى رعاة الارهاب من الامبرياليين وعكاكيزهم في المنطقة، ويذرفون دموع التماسيح، على مأساة اللاجئين السوريين المرعبة التي خلقوها بإرهابهم..
علمتنا حمص بالامس القريب، أن المعادلة لحل محنة اللاجئين السوريين ومعسكرات اللجوء واضحة وضوح الشمس . . فما أن انتصر الجيش السوري وطهّر المدينة من الارهابيين ، حتى زحف اللاجئون بألوفهم المؤلفة في رحلة العودة إلى مدينتهم الحبيبة ، برغم الالم والدمار وحقول الالغام . .
علمتنا حمص العريقة ، أن حل قضية اللاجئين السوريين ، رهن بانتصار الدولة السورية وهزيمة المتآمرين عليها ...




بعد الثالث من حزيران ستواجهون سوريا أكثر ثباتا

بات محسوما على الأرض وبات محسوما في الوعي أن حسابات المتآمرين تنقلب على رؤوسهم .. ألم يقولوا عن الرئيس بشار الاسد " أنه منفصل عن الواقع " .. "قضية أسبوعين إلى ثلاثة وتنتهي حكايته .."
هل تذكرون متآمرا أكاد لا أذكر إسمه - كاراكوزي ؟!.. ساركوزي وصديقه الفاسد بارليسكوني ؟ هل تذكرون متآمرا كان إسمه على ما أظن حمد بن جاسم ؟!
هل تذكرون متآمرا إسمه محمد مرسي ؟! هل تذكرون متآمرا إسمه إيهود براك ؟
من يذكرهم ؟ وأين هم اليوم ؟
هل تذكرون بطل الديمقراطية "العثماني الجديد"، الغارق بقمع مظاهرات شعبه ، بالغازات والوسائل المحرمة دوليا ؟ أردوغان الذي انتحل دور بطل "العداء لإسرائيل " ، في مسرحية هزيلة ، ما لبث بعدها أن عاد للارتماء في أحضانها من جديد ؟
إن مكانهم جميعهم معا ، وواحدا واحدا محفوظ في مكان مرموق .. في مزبلة التاريخ، التي ستزدحم بأمثالهم بعد ان تخرج سوريا منتصرة على المؤامرة وعلى الساكتين على المؤامرة ..
يتخبط المتآمرون اليوم في تناقضاتهم ، ويغرقون في .. فشلهم .. فقد حشدوا ارهابهم في سوريا ومن حولها .. وقالوا ثورة من أجل الديمقراطية ، وطالبوا بانتخابات تسقط النظام .
في الثالث من حزيران القريب، تذهب سوريا الى انتخابات رئاسية تسحب البساط من تحت أقدامهم ومن تحت مؤامراتهم .. فاذا كان هاجسكم الديمقراطية الليبرالية، فما الذي يخيفكم في إجراء الانتخابات ؟! في فرنسا وألمانيا يمنعون المواطنين السوريين من المشاركة في التصويت ..وفي أوكراينا باسم الديمقراطية نفسها ، يدعمون النازيين الجدد، والفاشست المنقلبين على رئيس منتخب .. أي عهر ديمقراطي هذا ؟ !
بعد الثالث من حزيران ستواجهون سوريا أكثر ثباتا وأكثر ثقة بالنفس وأكثر تجددا .. ستواجهون رئيسا سوريا ، أعاد الشعب انتخابه لسبع سنوات أخرى .. لأن الشعب السوري وقواه الوطنية كلها بما فيها المعارضة الوطنية ، تعي أن سقوط المؤامرة ، وتحرير الوطن ، وسحق قطعان الارهاب ، هو المقدمة الاولى للحريات جميعها ولتحقيق المطالب الشعبية العادلة .. ومقومات العيش الكريم .. وتعي أن الشعب السوري وحده هو مصدر الشرعية .
إن تطور سوريا وإعادة إعمارها ، وإعلاء شأن الحرية والديمقراطية الحقيقية فيها ، مرهون بصمود الشعب السوري ، وقيادته الوطنية ، وانتصارها على الارهاب المعولم . على صخرة صمود سوريا وانتصارها تتحطم المؤامرة ، ويسقط خيار النكبة المتواصلة ، وينتصر خيار الحياة ،في سوريا وفي فلسطين سواء بسواء .



• (ألقيت في مهرجان الألوف في عرابة ، والذي نظمته "اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية" في ذكرى النكبة في 15 أيار 2014 وتضامنا مع سوريا بمشاركة وفدين مهيبين من الجولان السوري المحتل ومن القدس المحتلة)



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرة بين مشروع وحدة الصف الكفاحية.. ومشروع -الفوضى الخلاق ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- النضال الأممي هو الجواب في الصراع القومي الدامي! (الحلقة 2)
- نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد:النضال الأممي هو ...
- لأجل مستقبل بلا حروب
- عصام مخول - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ورئي ...
- زاهي كركبي - حلقة الوصل بين تاريخ مجيد، وحاضر معقد..
- من حافة الحرب على سوريا...إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار ال ...
- الماركسية والصهيونية (4-4)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية (3)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية
- الماركسية والصهيونية (1)
- لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!
- استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت ...
- انتخابات الازمة .. وأزمة الحكم في اسرائيل !
- الخدمة العسكرية ومشروع -السلخ القومي-
- ليست إسرائيل هي الضحية.. وليست الحل !
- النووي الاسرائيلي ليس ضمانة للسلام بل العقبة الاساسية أمامه
- وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل..


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - إعادة إنتاج النكبة هو المشروع الامبريالي السائد