أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - التجدد فى حركة دول عدم الانحياز















المزيد.....

التجدد فى حركة دول عدم الانحياز


سمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نعيش فى نظام عولمة غير متوازن وغير متكافئ وظالم. فمن ناحية يتمتع البعض بكل الحقوق فى الحصول على موارد الأرض كلها لاحتياجاتهم بل لإسرافهم الحصرى.

وأما الآخرون فيجب عليهم تقبل هذا الأمر والرضوخ لمقتضياته حتى ولو على حساب نموهم الخاص بل إلى درجة التنازل عن حقهم فى الحصول على المواد الغذائية الأولية أو التعليم أو الصحة أو حتى مجرد العيش لشرائح عريضة من شعوبهم التى هى شعوبنا. هذا النظام المجحف يسمى العولمة.

بل إن علينا أيضا أن نقبل ان يكون للقوى المستفيدة من هذا النظام الظالم وهى أساسا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى ــ الشركاء فى الحلف الأطلسى ــ أن يكون لهم الحق فى التدخل عسكريا لفرض احترام حقوقهم المتعسفة فى استغلال ــ أو سرقة ــ ثرواتنا.

وهم يقومون بذلك بادعاءات مختلفة مثل الحرب ضد الإرهاب، كما يطيب لهم. أو بادعاء تحرير الشعوب من حكامهم المستبدين الدمويين. غير أن تدخلهم فى العراق أو فى ليبيا مثلا اثبت فشلهم فى إرساء الديمقراطية. وإنما نجحوا فى تدمير الدولة والمجتمعات فى البلاد المعنية.

هم لم يفتحوا الطريق للتقدم وللديمقراطية وإنما هم أغلقوه.

يمكننا إذن أن نسمى حركتنا بأنها حركة دول عدم الإنحياز للعولمة. وعلى أن أحدد بأننا لسنا ضد كل أشكال العولمة. ولكننا ضد هذا الشكل المجحف من العولمة الذى نحن ضحاياه.


الإجابات التى نريد تقديمها لهذا التحدى بسيطة ويمكن صياغتها فى مبادئ أساسية:

من حقنا اختيار طريقنا المستقل نحو التطور وعلى القوى التى كانت ومازالت مستفيدة من هذا النظام أن تقبل وأن تتوافق مع متطلبات تطورنا. التوافق يجب أن يكون متبادلا وليس حكرا على طرف واحد.

ليس على الضعفاء ان يتوافقوا مع متطلبات الأقوياء بل على العكس يجب ان نطالب الأقوياء بأن يتنازلوا من أجل توفير احتياجات الضعفاء. فإن مبدأ العدالة قائم على رفع الظلم وليس على إدامته. من حقنا إذن ان نطبق مشاريعنا التنموية السيادية وهذا ما يرفضه لنا فطاحل العولمة.

مشاريعنا التنموية السيادية يجب أن تصمم من أجل السماح لبلادنا وحكوماتنا بأن تسير نحو التصنيع بالشكل المناسب لها وفى إطار البنية القضائية والاجتماعية التى تختارها، والتى تسمح لنا بالتقاط التكنولوجيا الحديثة ثم تطويرها بأنفسنا بما يلائمنا.

مشاريعنا يجب أن تصمم من أجل ضمان استقلالنا الغذائى وأن تسمح لكل طبقات شعوبنا بأن تستفيد من التطور لوضع حد للفقر المدقع الموجود حاليا.

تطبيق مشاريعنا السيادية يحتم ان نعيد اكتساب استقلالنا الاقتصادى. ليس علينا نحن أن نتوافق مع عملية النهب المالى الذى تستخلص ريعه الأكبر مصارف القوى الإقتصادية المهيمنة على العالم. بل إن النظام المالى العالمى هو الذى يجب أن يرضخ وأن ينصاع لمتطلبات سيادتنا.

نحن نملك الحق فى أن نقرر معا طرق تطورنا ووسائل تعاوننا بين الجنوب والجنوب لتحقيق نجاح مشاريعنا السيادية التنموية.

يجب على حركتنا وباستطاعتها أن تعمل داخل منظمة الأمم المتحدة لاستعادة حقوقها التى سلبها نظام العولمة الظالم والمسيطر حاليا.

فهناك الآن ما يسمى بـ«المجتمع الدولى» الذى نصب نفسه بديلا عن منظمة الأمم المتحدة. ولا تكف وسائل إعلام القوى المهيمنة عن ترديد أن «المجتمع الدولى يعتقد كذا وكذا» أو أن «المجتمع الدولى قد قرر ذاك وذاك».

وبالنظر عن قرب نجد أن هذا «المجتمع الدولى» يتكون من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى ودولتين أو ثلاث منتقاة بعناية من قبل السابقين مثل المملكة العربية السعودية أو قطر!

هل هناك إهانة اشد من ذلك لشعوبنا؟ الصين والجزائر ومصر والسنغال وأنجولا وفنزويلا والبرازيل وتايلاند وروسيا وكوستاريكا وغيرهم الكثير، لم يعد لهم وجود. ولم يعد بإمكانهم إسماع صوتهم ضمن المجتمع الدولى.

نحن نحمل مسئولية كبيرة داخل منظمة الأمم المتحدة ــ حيث نكون مجموعة عددية متفوقة ــ من أجل فرض استعادة حقوق منظمة الأمم المتحدة فى أن تكون الإطار الوحيد المقبول للتعبير عن رأى المجتمع الدولى.


نستطيع الآن أن نلقى نظرة على ماضينا الذى يمنحنا درسا جميلا لما كنا عليه وما ينبغى أن نعود إليه من جديد.

تكونت حركة دول عدم الانحياز فى عام ١٩٦٠ على نهج مؤتمر باندونج لعام ١٩٥٥ لتثبيت حقوق شعوبنا وبلادنا فى آسيا وأفريقيا والتى لم يكن معترفا بجدارتها كشريك متكافئ فى إعادة بناء النظام العالمى.

لم تكن حركتنا نتيجة ثانوية للصراع الدائر بين القوتين العظمتين آنذاك ــ الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتى ــ كما يريدون أن يوهمونا الآن.

فى صبيحة الحرب العالمية الثانية كان الجزء الأعظم من آسيا وأفريقيا مازال يرزح تحت الاحتلال الغاشم. وكانت شعوبنا مازالت رهينة مقاومة جبارة من أجل استرداد استقلالها سواء سلميا أو بحروب التحرير اذا اقتضى الأمر.

وبعد حصولنا على الاستقلال وإعادة بناء حكوماتنا وجدنا أنفسنا فى صراع مع النظام العالمى الذى أرادوا أن يفرضوه علينا وقتها.

جاءت حركة دول عدم الانحياز لتنادى بحقنا فى اختيار مناهج تطورنا وطبقت هذا الحق وأجبرت القوى العظمى آنذاك على الانصياع لمتطلبات التطور الخاصة بنا. وقد قبلت بذلك بعض قوى هذه الحقبة. ورفضته قوى أخرى.

القوى الغربية متمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول التى شكلت فيما بعد الاتحاد الأوروبى ــ والتى كانت مشتركة منذ عام ١٩٤٩ فى الحلف الأطلسى ــ لم تخف أبدا عداءها لمشاريعنا التنموية المستقلة. فحاربونا بكل الوسائل المتاحة لهم.

وقوى أخرى، على رأسها الاتحاد السوفييتى، انتهجت طريقا آخر باتجاهنا. لقد قبلت بل وساندت أحيانا مواقف حركة دول عدم الانحياز. وساعدت القوة العسكرية للاتحاد السوفييتى آنذاك فى الحد من احتمالات العدوان من قبل بعض الذين كان ينتابهم الحنين للاستعمار الذين أصبحوا اليوم مدافعين مخلصين عن النظام الدولى الظالم.


نستطيع القول إذن بأنه حتى ولو لم يعد العالم اليوم مشابها لعالم ١٩٦٠ ــ وهذه حقيقة بديهية ــ فإن حركة دول عدم الانحياز التى كانت موجودة منذ ستين سنة كانت من وقتها حركة عدم انحياز للعولمة التى كانوا يريدون فرضها علينا فى ذلك الوقت.

أنا أنتظر الكثير من المؤتمر الوزارى لحركة دول عدم الانحياز المزمع عقده فى الجزائر من ٢٦/٥ إلى ٢٩/٥ القادم. فهذا مؤتمرنا ومؤتمر شعوبنا وحكوماتنا. يجب أن يدفعوا بنا إلى الأمام لاستعادة حقوق متساوية لجميع الدول فى مشاركتها بإعادة بناء عولمة عادلة.



#سمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية الجزائرية
- رواندا 2014
- روسيا والأزمة الأوكرانية
- اليوان الصينى
- روسيا فى المنظومة العالمية
- قانون القيمة المعولمة
- تحديات الحركة الشعبية الديمقراطية
- التحدى الذى يواجه مصر فى اللحظة الراهنة
- الصعود الفاشل في مصر وتركيا وإيران
- خطاب الدين السياسى
- مصدر قوة الاخوان هو فقر الجماهير
- الثورات العربية بعد عام
- الصومال: حذف دولة من لائحة الأمم
- حول مفاهيم: القيمة، وفائض القيمة، والفائض، والريع الامبريالى
- التمهيد لباندونغ
- البلدان البازغة
- ميادين القتال التي تختارها الإمبريالية المعاصرة
- التوجه الماركسي نحو القارات الثلاث
- الشيوعية المصرية
- ثورة مصر وما بعد


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - التجدد فى حركة دول عدم الانحياز