أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - رواندا 2014














المزيد.....

رواندا 2014


سمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم مرور عشرين عاما على إسقاط طائرة رئيس رواندا، هابياريمانا، لم يتم إلقاء الضوء بصورة كاملة على هذا الحدث، الذى أعقبه مباشرة مذابح جماعية قامت بها ميليشيات الهوتو ضد السكان من التوتسى. ومن ثم، هناك فرضيتان متساويتان بشأن هذا اليوم:

1) أطلق المتطرفون الهوتو النار على الطائرة، لجعل الحدث ذريعة لبدء التطهير المخطط والتخلص من الرئيس الذى كان يعارضه، أو (2) أطلق التوتسى النار على الطائرة حتى تحدث مجزرة تبرر «جيش التحرير» التابع لهم المتمركز فى أوغندا من أجل «تحرير» (أو «غزو») رواندا، حتى وإن كانوا قد قللوا من حجم المجزرة التى سيصبحون ضحاياها.

ولم تكن المأساة حربا عرقية، كما يقال عادة. حيث ينتمى الهوتو والتوتسى إلى نفس الأمة، ويتحدثون نفس اللغة. والهوتو، هو الاسم الذى يطلق على الأغلبية (85٪) المكونة من الفلاحين الخاضعة لسلطة الطبقة الأرستقراطية التى تسمى التوتسى وهم يمتلكون العديد من الماشية وليس لديهم عمالة راعية ويكرسون وقتهم لإدارة البلاد. ويماثل هذا الوضع نظام الطائفة فى الهند، من دون تطرف: حيث يسمح بالزيجات المختلطة. وكانت رواندا حتى عام 1919 مستعمرة يحكمها الألمان من خلال تسوية تترك للأرستقراطية امتيازاتها الاقتصادية، وتبرر اختيارهم أن التوتسى هم «الجنس الأسمى» ولهذا السبب كانت حركة التحرر الوطنى مشوشة. وكما حدث فى بلدان أخرى، انضمت الطبقة صاحبة الامتيازات المحلية (وهى هنا التوتسى) إلى المطالبة بالاستقلال، على أمل الحفاظ على مكانتها، بينما ربط العديد من قادة الهوتو مطلب الاستقلال بالمطالب الاجتماعية التى تهدف إلى إلغاء امتيازات التوتسى. وفى بوروندى تم التوصل إلى حل وسط بين هاتين الرؤيتين، ولكن فى رواندا استولت الهوتو على السلطة بالكامل. ونتيجة لذلك، هاجر عدد من قادة التوتسى إلى أوغندا وشكلوا فى المنفى «جيشا» بدعم من أوغندا والولايات المتحدة.


وتهتم فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة بالمنطقة، وبالتالى تقاسمت المسئولية عن الوضع. وهى لا تهتم بثروات رواندا المشكوك فيها، ولكن بالموارد المعدنية الهائلة فى الجزء الشرقى من الكونغو المجاورة، لا سيما المعادن النادرة. ومنذ البداية، كان جيش كاجامى الحديث، مكرسا بالكامل منذ البداية لخدمة سادته فى الولايات المتحدة، وهو أداة مفيدة بهذا المعنى: فهو لا يتحكم فى رواندا فقط، ولكن يعمل أيضا فى الكونغو بحجة مطاردة فلول رواندا السابق من الهوتو، وكان لديه طموح متغطرس للسيطرة على كينشاسا، حتى تخلى كابيلا عن دعمه العسكرى السابق لهم، وأعاد احتلال المحافظات الشرقية من الكونغو. وكانت هناك فترات من التوتر بين الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا، حتى تقبل الأوروبيون، فيما يبدو، القيادة الامريكية للمنطقة. ولكن هذا الأمر غير مؤكد. حيث تدعم كل من البلدان الأفريقية: وأولها أوغندا الحليف الرئيسى لواشنطن فى المنطقة وجنوب أفريقيا وزيمبابوى وأنجولا، أحد الطرفين: أى كاجامى أو كابيلا.

وتعتبر حالة رواندا درامية. فلا توجد أى دلائل على أن المنطقة بسبيلها للخروج من الحروب المستمرة والفوضى، مما يتيح التدخل الإمبريالى الدائم. ويمكن أن يكون الحل الوحيد المقبول هو تخفيف ميراث رواندا من العنف عبر بناء نوع من «الكونفيدرالية» الفضفاضة فى منطقة البحيرات العظمى، تتضمن رواندا وبوروندى وتنزانيا وأوغندا والكونغو (توجد أقليات من الهوتو / التوتسى فى جميع هذه البلاد)، والسعى لتطبيق مشروع سيادة مشتركة بعيدة قدر الإمكان عن القوى الغربية. وهى مهمة هائلة أمام الشعبية والديمقراطية فى المنطقة



#سمير_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا والأزمة الأوكرانية
- اليوان الصينى
- روسيا فى المنظومة العالمية
- قانون القيمة المعولمة
- تحديات الحركة الشعبية الديمقراطية
- التحدى الذى يواجه مصر فى اللحظة الراهنة
- الصعود الفاشل في مصر وتركيا وإيران
- خطاب الدين السياسى
- مصدر قوة الاخوان هو فقر الجماهير
- الثورات العربية بعد عام
- الصومال: حذف دولة من لائحة الأمم
- حول مفاهيم: القيمة، وفائض القيمة، والفائض، والريع الامبريالى
- التمهيد لباندونغ
- البلدان البازغة
- ميادين القتال التي تختارها الإمبريالية المعاصرة
- التوجه الماركسي نحو القارات الثلاث
- الشيوعية المصرية
- ثورة مصر وما بعد
- ثورة مصر وما بعدها
- الفلاحون في التنمية ذات التوجه الاشتراكي


المزيد.....




- -لا يهمني-.. شاهد ترامب يخالف تقييمات مديرة الاستخبارات بشأن ...
- -انهيار إيران ليس من مصلحة الخليج-.. حمد بن جاسم يحذر من مخا ...
- غارات متبادلة ودمار.. شاهد ما رصدته كاميرات للصراع بين إيران ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس مهدّدا خامنئي: تذكّر مصير صدام ح ...
- بحثوا عن الطحين فعادوا جثثا.. قصف إسرائيلي يقتل 64 فلسطينيا ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران ...
- الجيش الإسرائيلي: الدفاع ليس محكما في مواجهة الصواريخ الإيرا ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: هل ستزود واشنطن تل أبيب بقنابل خار ...
- ترامب عن المواجهة بين إسرائيل وإيران: نحن لا نبحث عن وقف لإط ...
- إيران: علي خامنئي... الزعيم الحديدي الذي تواجه قبضته الإلهية ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - رواندا 2014