أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - مع وزير الإعلام مرة أخرى














المزيد.....

مع وزير الإعلام مرة أخرى


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما يثير الأسف، ومع كثير من الأسى أن " وزراءنا " مصرّون على الاستهانة بالعقل السوري وعلى تخوين صاحبه، وأنهم هم فقط الذين يفهمون وهم وحدهم وطنيون علماً أن الأمر ليس على هذا النحو أبداً. فالسيد الوزير، وزير الإعلام، جاء إلى الرقة كما قلت في مقال سابق وفي جعبته ما يذكرنا بالمنطق الذي كان سائداً قبل أكثر من أربعين سنة وهو المنطق الذي أسس له حزب البعث. كان همّ البعثيين قد انحصر في إرساء سياسات البطش والتجهيل. وكان الناس أيامها بسطاء في غالبيتهم. اليوم اختلف الحال غير أن البعثيين يظنون أن الريح ما تزال لصالحهم في حركتها.
فالكلام الذي يصدر عن وزير الإعلام ليس كالكلام الذي يصدر عن وزير الزراعة مثلاً فهذا الأخير شأنه داخلي، وبالطبع ما يصدر عنه يهمّ الجميع، ووزارته ليست سيادية. غير أن ما يصدر عن وزير الإعلام إضافة إلى كونه يهمّ الجميع، فهو يهتم بالعقل وببناء هذا الأخير، فإذا كان الحال على ما أشرنا إليه فالطامة كبرى أن وزير الإعلام يريد بناء عقل أخلاقي وسياسي واقتصادي على الطريقة البعثية، من خلال رسم صورة كالحة لإعلام كالح في زمن يعتمد أكثر ما يعتمد على الإعلام. ولو أن ما صدر عنه كان صدر عن " إسلامي " من نمط إسلاميي القاعدة أو الطالبان، لطبل وزمّر الكثير على النحو التالي: انظروا إلى هؤلاء الإسلاميين الذين يريدون إعادة الخلافة إلى الأرض، كيف يفكّرون؟. لكن ما الذي يغفر لوزير إعلام في دولة تزعم أنها دولة علمانية ويحكمها حزب " علماني " تصريحات تستخف بالعقل إلى هذه الدرجة، ويبدأ بضرب الأمثال على الإعلام المفتوح، وكأن الذين جاؤوا لحضور محاضرته في المرحلة الابتدائية، وليس فيهم لا أطباء ولا مهندسون ولا كتّاب؟
المشكلة التي عانى منها السيد الوزير، وهو يلقي محاضرته، أنه تحدث ضمن ما أُتيح له من الهامش وهو هامش محدود إلى درجة قاتلة، وأنه ثانياً وفَدَ إلى الرقة محاضراً وهو يتوقع أن الرقة مدينة يسكن قاطنوها في الخيام، وبالتالي كل ما يقال لهؤلاء زائد عن الحاجة، والثالثة تكمن في أنه على اعتبار أن حزب البعث قائد للدولة والمجتمع، والسيد الوزير عضو في هذا الحزب، فإن ما يقوله صحيح منزّل وإلا فكيف " لقائد " لا يعلم إلى أين يقود من هم تحت سيطرته؟!!.
عندما قررتُ الحضور والاستماع إلى ما سوف يقوله السيد الوزير لم أكن أتوقع أنه يحمل جديداً، ولكن بالمقابل لم أتوقع أنه سوف يستخف بعمله. الإعلام يدير العالم في هذا الوقت، ولا أعتقد أن الإعلام السوري قادر على إدارة أموره المحلية. هذه واحدة وأما الثانية فهي أن يتهم الوزير الكتّاب من السوريين، حصراً أولئك الذين كتبوا في النهار والسياسة، أنهم سوف يكتبون يوماً ما في الصحيفة الصهيونية " يديعوت أحرنوت " على أساس أنهم باعوا أنفسهم للشيطان منذ بداية نشرهم في صحف " حاقدة " مثل النهار والسياسة. هذا باختصار كلام غير مسؤول، تنقصه الدقة، ومن الغريب حقاً أن يصدر عن وزير إعلام أفترض سلفاً أنه يملك خطاباً عقلياً مفتوحاً على الناس كافة، وأن يدع جانباً لغة الشعارات التي ضيّعت الأرض وغير الأرض. وأحرى أيضاً بالسيد الوزير أن يتبصّر في ما حوله قبل أن ينطق بمنطقه التخويني هذا. وهنا أسأله السؤال التالي من يعقد الاتفاقات مع العدو الصهيوني، الحكومات العربية أم الشعوب العربية؟ وهل سبق لحكومة عربية أن أخذت رأي شعبها في ما عقدته من اتفاق صلح مع العدو؟ وهنا سأقول للسيد الوزير أنه لا يوجد كاتب من الذين ذهب إلى إطلاق تهمته الشنيعة بحقهم سوف يكتب يوماً ما في صحيفةِ عدوٍ للأمة، وأطلب إليه هو وغيره أن يحتاطوا، فلا بد أن يوم الصلح مع هذا العدو قادم، فهل تراهم سيكتبون في صحف هذا العدو أم لا يكتبون؟



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع وزير الإعلام في الرقة
- شيء من الروح
- مع وزيرة المغتربين بثينة شعبان
- مواطن فرنسي من أصل سوري
- كلمة حب في سمير قصير
- العلاقة الخاطئة بين الحكام العرب وشعوبهم
- البعثيون السوريون في مؤتمرهم القادم
- البعث مفرخة للشعارات وفقط
- ماذا عن الخيار الثالث


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - مع وزير الإعلام مرة أخرى