أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - مع وزيرة المغتربين بثينة شعبان














المزيد.....

مع وزيرة المغتربين بثينة شعبان


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


تشغل الدكتورة بثينة شعبان، التي انتقلت من عالم الأدب المترجَم إلى عالم السياسة، هذه الأيام بعض اهتمامي. عملت في السابق، وما تزال ترأس تحريرها، في مجلة الآداب الأجنبية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في سوريا. وعرفتها من خلال المجلة قد قدمت عملاً طيباً لمحبي الأدب والعاملين فيه وأنا منهم. وعملت طيباً على إدارة هذه المجلة كما أظن، ثم فجأة انتقلت إلى عالم آخر أقل ما يفعله بالمرء في بلاد التجهيل والشمولية أنه يمسخ الإرادة الطيبة إلى أخرى هائلة من النفاق، وبتعبير آخر ألطف، يحوّل القدرة الحسنة إلى أخرى رديئة مقنّعة لأنها لا تملك القدرة على البيان والإفصاح. هذا هو بالضبط حال " وزيرتنا " بثينة شعبان وزيرة المغتربين.
فمن نظر واستمع إلى تصريحاتها باعتبارها ناطقة باسم المؤتمر العاشر لحزب البعث السوري، يلمس العجب العجاب. بالنسبة لي لم يتغير الأمر، وفضّلت أغلب الوقت أن أتلقى المعلومات عن مجريات المؤتمر من وسائل إعلامية أخرى، كانت الوزيرة تزودها بها، على ندرتها، قبل تزويدها لوسائل الإعلام السورية!!.
لن أعود إلى المؤتمر فقد تحدث عنه المحللون والإخباريون. ما يهمني هنا هو شخصية الوزيرة بثينة شعبان التي تتمتع بشيء من الجاذبية، وبقلم استمد رشاقته من الأدب الذي عملت على رعايته بعضاً من عمرها في مجلة الآداب الأجنبية كما أسلفت.
فالدكتورة بثينة شعبان تكتب من الناحية الأدبية بشكل جيد وتتمتع بأسلوب رشيق، وتدهورت هذه الرشاقة منذ تعيينها وزيرة للمغتربين، وتدهورت أكثر منذ رأوا لها أن تكون متحدثة باسم المؤتمر العاشر. وبلا ريب يحزّ في نفسي وأنا من محبي الأدب والعاملين فيه ومن متابعيه أن نفقد قلماً عمل في الترجمة بشكل جيد ورصين. وأما الخسارة فبدون مقابل للوزيرة يعوضها عن الرفعة والسمو اللذين يتمتع بهما عالم الأدب، الذي عملت فيه، لتفقد هذا كله في معمعة العمل السياسي في بلاد تحكمها النظرة الأحادية السلبية والغبية. كنت سأستغرب هذا التحول " الشعباني " لولا أني قرأت كثيراً عن أدباء وشعراء السلاطين والملوك والخلفاء، وارتضت كاتبتنا أن تكون واحدة من هؤلاء المروجين لسياسة الملوك، فقط لتكسب بعض المتع الزائلة وخسرت من نفسها كثيراً وضيّعت بلا ريب علمها الطيب وثقافتها الرفيعة.
ولقد بدا منطق الوزيرة أعرج أشوه في نقل مجريات المؤتمر العاشر، فتارة، في إطار استقالة النائب عبد الحليم خدام، تصرّ على أنه لم يقدم استقالته من مهامه الحزبية وغير الحزبية، وتارة أخرى تصمت دون أن تجيب، وفي ثالثةٍ تأخذنا إلى الحديث عنه وهو يتحدث في المؤتمر لأكثر من ساعة بصفته الحزبية. هذا التلجلج وعدم الوضوح أو عدم القدرة على الوضوح سببه أنها تتحدث وهي تحت الوصاية والرعاية، وأن كافة المسؤولين في هكذا نظم لا يستطيعون التحدث من تلقاء ذاتهم، لذا فهم ينتظرون الإشارة، للتحدث وللكشف عما جرى ويجري في أروقة المؤتمر، وغير المؤتمر.
ليست الوزيرة وحدها تحمل هذا المنطق الأعرج والأشوه، بل ربما ظهرت، وحدها، على نحو أسلس من غيرها، ربما لأنها أنثى؟!. بعض المسؤولين ينفعل، حتى لو كان مسؤولاً من الدرجة العاشرة، ويبتدئ مَنْ رأى فيهم خصوماً بالانفعال والشتائم وبغير هذا. من هذا ما قام به في وقت سابق رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا علي عقلة عرسان، من سلوك غير لائق بمن يعمل في حقل الكتابة والذي يُفترض به أن يكون صاحب عين ساهرة، مع زميله رئيس اتحاد الصحفيين صابر فلحوط صاحب " العجائب " الشعرية في مديح حزبه حزب البعث، على مصالح زملائهما من الكتّاب. على عكس هذا تماماً، فلقد ذهب رئيس اتحاد الكتاب إلى طرد الصحافي رزوق الغاوي من مؤتمر لأعضائه، وكان هناك بقصد تغطيته. والسبب العرساني الموجب للطرد أن هؤلاء " العملاء " أصحاب المواقف " المشبوهة " ليس مكانهم اجتماعات " قادة الفكر والرأي " ممن يتنسبون إلى الاتحاد.
وليس أسوأ في سوريا من اتحادين، اتحاد الكتاب واتحاد الصحفيين، فهما اتحادان بعثيان بامتياز وأعضاؤهما في غالبيتهم من تابعي عرسان وفلحوط، أو ممن درجوا على تعلم الأبجدية في المناخ البعثي " القومي "، هذا المناخ صاحب العجائب الكبرى في التاريخ السوري المعاصر!!. ومن عجب حقاً، أن تكون الوزيرة شعبان عضوة في اتحاد الكتاب العرب، وفي حزب البعث. كنت أريد لها أن تكون خارجهما، وأن ما تتمتع به من ثقافة سوف يؤهلها يوماً لتكون أكثر من ناطقة باسم مؤتمر لا يستطيع أن يقدم للبلد ما ينقله النقلة الموضوعية، من حالة الخراب التي تسكنه إلى حالة يكون فيها قادراً على منح أبنائه ما فقدوه من إنسانيتهم. ومن الأدلة " المعاصرة " على حالة الخراب التي انتهى إليها البلد إغلاقُ منتدى الأتاسي. تُرى كيف تنظر وزيرة المغتربين إلى هذا الإغلاق؟ وهي التي اشتغلت على الثقافة وحصلت من بريطانيا على الدكتوراه في الأدب الإنكليزي؟
ولو عادت الوزيرة إلى عالم الأدب فإنها ستكون فيه أكثر قدرة على العطاء، وأكثر صدقاً وجاذبية، وأما المكان الذي انتهت إليه فإنه مكان هالك... وإن عادت فإن الألق الذي كانت عليه في " الآداب الأجنبية " سيضيء ما أظلم من عمرها في السنين الأخيرة. وأحب لها أن لا تراهن على ما هو خاسر، وأن تأخذ في حسبانها أن السوريين ليسوا أغبياء بل هم من الذكاء إلى الحدِّ القادر على تبديد ما يكتنفهم من مصاعب وأزمات. وأن تعلمَ أيضاً أن العمل أو الإشراف على ترجمة قصة قصيرة أجمل وأصدق من العمل في السياسة بدون القدرة على اتخاذ القرار بشكل مستقل، حتى لو كانت وزيرة في إحدى الوزارات السيادية، وليس وزيرة للمغتربين الذين لم يعد منهم أحد.



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطن فرنسي من أصل سوري
- كلمة حب في سمير قصير
- العلاقة الخاطئة بين الحكام العرب وشعوبهم
- البعثيون السوريون في مؤتمرهم القادم
- البعث مفرخة للشعارات وفقط
- ماذا عن الخيار الثالث


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - مع وزيرة المغتربين بثينة شعبان