أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عصام سحمراني - ساندرا.. أغرب قصص النضال ضد العنصرية














المزيد.....

ساندرا.. أغرب قصص النضال ضد العنصرية


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 21:00
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


قبل وصول علم الجينات إلى ما وصل إليه اليوم، ولدت ساندرا لاينغ عام 1955، التي كانت طفلة جميلة بكل المقاييس، ويتوقع لها أن تكبر في أسرة متماسكة تعيش وسط مناجم الذهب وغابات الصنوبر. لكن ومن النظرة الأولى إلى ساندرا لم تشأ الممرضة ولا حتى الأم والأب الإعتراف بما هو واضح. فالطبيعة قامت بخدعتها ذلك اليوم حيث كان ابراهام وساني لاينغ من العرق الأبيض كما أنّ أهلهما من الجهتين وأجدادهما وآباء اجدادهما بيض أيضاً، لكنّ طفلتهما ولدت سوداء، بحسب تقرير الكاتب روري كارول في الغارديان.

وكانت مشيئة القدر أن تكون هنالك صبغية سوداء مجهولة التاريخ في تلك العائلة ظهرت فجأة في ساندرا. فيومها لم يكن معروفاً بعد الإرتداد الجيني، كما أنّ ولادة ساندرا كانت في أسوأ مكان بالنسبة لهذا الحدث وهو جنوب أفريقيا بنظام فصلها العنصري (الأبارتهايد).

لم تكن حياة ساندرا إلاّ بحثاً مضنيا عن هوية في نظام بني على العرق والتمييز العنصري، حيث حددت أطر المنزل والمدرسة والعمل والحياة الجنسية عبر لون البشرة. فكانت ولادة ساندرا في عائلة أفريكانية (أوروبيو جنوب أفريقيا) محافظة، بمثابة القدر الذي لم يكن يفترض به أن يكون.

قصة ساندرا تحولت إلى كتاب من إعداد جوديث ستون بعنوان (When She Was White: The True Story of a Family Divided by Race)، ومن بعدها إلى عدد من الأفلام الوثائقية والسينمائية، كان آخرها الفيلم السينمائي البريطاني- الجنوب أفريقي (Skin) عام 2008 من إنتاج وإخراج أنطوني فابيان، وبطولة الممثلة البريطانية صوفي أوكونيدو، وهو ما جعل من ساندرا امرأة شهيرة.

ساندرا التي لم تعد طفلة منذ زمن بعيد، قليلة الكلام لكن صوتها الضعيف ما زال يردد كلمة "أنا أكثر سعادة مع الأشخاص السود، كنت وما زلت خجولة للغاية بين البيض، وحتى اليوم أعتقد من الطريقة التي عاملوني بها أنّ البيض لا يحبون السود". وذلك أقصى ما يمكن ان تتكلمه ساندرا عن حالتها رغم الصعوبات التي واجهتها في الطرد من المدرسة، والسخرية منها، وإهانتها، واعتبارها أقل شأناً من الناس الكاملين، فقط لأنها لم تحصل على "اللون الوردي" للأفريكان المتحدرين من أصول هولندية. فأنفها وشفتاها قد تكون أوروبية لكن جلدها هو ما يشير إلى اتصال ما، بين الغزاة والسكان الأصليين قد يعود إلى القرن الثامن عشر.

عوملت ساندرا في طفولتها كفتاة بيضاء وكانت سعيدة للغاية، حيث كانت عائلتها التي تضم أيضاً شقيقيها أدريان وليون، والتي تنتمي إلى الحزب القومي العنصري تملك مخزن بقالة. حتى انها ترددت على الكنيسة الهولندية الإصلاحية، وتربت على أنّها من العرق المتفوق على السود والملونين. لكنّ تلك الأيام اختفت سريعاً فرغم محبة والديها بدأ مظهرها كفتاة سوداء يتجلى أكثر من خلال شعرها المجعد، كما أنّ والدتها طلبت منها عدم التعرض لأشعة الشمس. ولم يأبه أساتذتها كذلك بإطلاق زملائها في المدرسة ألقاباً لها. وبعد خمس سنوات في المدرسة أخبرها المسؤولون بقرار طردها، فرافق شرطيان ابنة العشر سنوات إلى منزل أهلها.

لم يتم بعدها قبول ساندرا في تسع مدارس، حتى أنّ المجتمع احتقر أهلها. وحاول والدها ان يعترض على إعادة تصنيفها كملونة لكن من دون جدوى، فلم تتمكن من الدخول إلاّ إلى مدرسة كئيبة بعيدة 900 كلم عن منزلها. وعام 1967 أعيد تصنيفها كبيضاء عندما قال القانون إنّ طفل الوالدين الأبيضين لا يمكن أن ينتمي إلى عرق آخر. كما أنّ فحوصات الدم أكدت أبوة آبراهام لساندرا.

تزوجت ساندرا ببائع خضار أسود من قبيلة الزولو وكان عمرها 16 عاماً، وكان والدها في أشد درجات الإحباط بسبب هذا الأمر، كما هدد بإطلاق النار عليها ومن ثم على نفسه إذا ما وطأت أرض منزله ثانية. فكانت خطوتها إلى عالم مختلف، ولسخرية القدر فقد كانت ساندرا هذه المرة مضطرة إلى إعادة تصنيف نفسها كسوداء لتتمكن من الإحتفاظ بطفليها، لكنّ والدها رفض ذلك فعاشت لسنوات بلا اوراق تحاول تدبر امر معيشتها اليومية.

وبعد طردهم من قريتهم لشق طريق للبيض، تحول زوجها إلى سكير وعاملها بعنف، ما جعلها تضع أولادها في مأوى اجتماعي. وفي الثمانينات حين كان نظام "الأبارتهايد" يضع أوزاره حاولت ساندرا الإتصال بوالديها لكن كلّ ما علمته هو أنّ والدها توفي وأنّ والدتها لا تودّ رؤيتها.

تزوجت ساندرا مرة أخرى وأنجبت ثلاثة أطفال آخرين، بعد أن لمت الشمل مع طفليها الأولين. كما أنّ والدتها عاودت القبول برؤيتها قبل موتها بفترة قصيرة، وكانت في إحدى المستشفيات.

وبعد أن وصلت قصة ساندرا إلى الأدب والسينما نظمت حملة لإيجاد منزل لها في بلدها، فكانت قصة ساندرا أحد فصول الرواية الكاملة لنظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا، وإحدى أغرب قصص التمييز العنصري على الإطلاق من جهة، والنضال ضده من الجهة الأهم.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير: هل تشكل الأسلحة النووية خطراً فعليا أم لا؟
- فقراء العالم الرأسمالي... 99 %
- أميركيون يبتكرون أديانهم الخاصة
- كيف يصنف الفيفا منتخبات العالم؟ وهل هو تصنيف واقعي؟
- تقرير: بلوشستان... حرب لا أضواء عليها
- قراءة في كتاب ماكس بوت -جيوش خفية-
- تقرير: هكذا قسم البريطانيون العالم العربي
- في سبيل الله
- أنت متأمرك... بل أنت
- استهلاك
- عودة سعد الحريري إلى حضن بشار الأسد
- خالو مروان
- اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين
- تقرير: خرافة معدلات الخصوبة المرتفعة لدى المسلمين
- دقة مفقودة في بي بي سي
- قانا.. مجزرة منسية من جنوب لبنان
- ثورة عليهن... ولهن
- لا قانون في ليبيا للحدّ من تعدد الزوجات
- ترويض الجمهور بين السياسي ورجل الدين
- عبرة لبنانية لجيوش تقتل شعوبها


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عصام سحمراني - ساندرا.. أغرب قصص النضال ضد العنصرية