أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - في سبيل الله














المزيد.....

في سبيل الله


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في شريط "باتريوت" السينمائي الأميركي يتساءل المخرج رولاند إيمريش على لسان بطله ميل غيبسون عن الموت فيقول باستغراب: "لماذا يظنّ الناس دوماً أنّ باستطاعتهم تبرير الموت؟". وفي رواية الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو "كل الأسماء" كما ترجمها صالح علماني ورد التبرير والتعليل الأفضل على الإطلاق حين قال: "لا يحتاج المرء لكي يموت إلاّ أن يكون حيّا".

وبين هذا وذاك لا نملك إلا ّ أن نعزي أنفسنا دائما. فلأننا نهتم ونحب ونفتقد غيابهم نبحث في أسباب موتهم.. كل يوم يمرّ على هذا العالم يموت فيه مئات الآلاف ويولد مئات الآلاف.. لكن ما همّنا منهم جميعا!!!؟ كل من يعنينا أشخاص محددون.. أشخاص تربطنا بهم العلاقة على اختلاف أشكالها.. نعرف تماما أنهم طيبون ويعرف كل من يعرفهم ذلك..

لكن ما لم نعرفه يوما هل كان الله معهم في مقتلهم؟ وإذا كان معهم لماذا لم يوقف القتلة؟ وإذا لم يكن معهم فمع من كان يومها؟ هل كان مع القتلة؟ إذا اتكل القاتل على الله، وبرر ممارسته القتل بأنّه "في سبيل الله" هل يعينه الله على القتل؟ تساؤلات عديدة ربما نجد الإجابة لها.

في الحرب اللبنانية 1968- 1994 (التاريخ غير الرسمي) هنالك آلاف الصور لمقاتلين من أطراف مختلفة.. كل منهم يتكل على الله في قتل الآخر.. وكلّ منهم لديه إله مختلف عن الآخر يمارس له الشعائر والعبادات بطرق مختلفة.. ويرسم المقدسات فوق يديه أوشاما وفوق سلاحه وآلياته صورا لأشخاص مقدسين وآيات سماوية.. أيّهم كان الإله الطيب ذلك الحين!!؟ هل الذي سمح بقتل كثير من "الآخرين" هو الطيب؟؟ في منظور المتكل على الله في قتل الآخر، من يعتبر ذلك الآخر كي يساعده الله على قتله.. هل يعتبره مخلوقاً عبر إله آخر أم يعتبره مخلوقاً أدنى مستوى منه بالنسبة للإله يأخذ الأمر منه ويحقق مشيئته في قتله؟ هل الله عاجز عن قتل البشر حين يشاء كي يسمح لـ "معاونين" مفترضين له بذلك؛ ذلك يكفّر وذلك يبرر وذلك ينسب سيف جرائمه إلى الله على اختلاف الأديان والملل:

- جورج بوش اتكل على الله في القتل واعتبر حربه مقدسة.
- أسامة بن لادن اتكل على الله كذلك ولم يتورع عن قتل "أخوة" له في الإسلام.
- آية الله خلخالي كان يحقق "عدل الله" في محاكمه العرفية.
- تكفيريو المغرب العربي والعراق -من كافة المذاهب- يتكلون على الإله ويهبّون للـ "الجهاد في سبيل الله".
- الحملات الصليبية على الشرق كانت ممهورة بختم البابوات؛ وكلاء الله على الأرض ومصحوبة بصكوك الغفران.
- الفتوحات الإسلامية ابتداء من عصر الإسلام مرورا بالأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وباقي الدويلات كلها كانت تحقق أوامر الله.

القائمة تطول، وتمتد بنا إلى ما يجري اليوم في سوريا من قتل "في سبيل الله" بين أطرافها المتنازعة من سوريين أصيلين نظاميين ومعارضين، ومن القوى التي استعان كلّ طرف بها؛ أقربين وأبعدين، حيث تثير شرائط الفيديو هناك من حلب وريفها إلى القصير وحمص وإدلب والرقة وسواها، أكبر اشمئزاز -في أضعف الإيمان. قائمة طويلة لا يمكننا أن نقول بعدها إلاّ إنّ الطيبين يموتون لأنّ الإنسانية بأكملها مبنيّة على قتل قابيل لهابيل دون أن يمنع الله القاتل يومها عن فعله.. ولن يمنع أبدا، فهو في سبيله وباسمه.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت متأمرك... بل أنت
- استهلاك
- عودة سعد الحريري إلى حضن بشار الأسد
- خالو مروان
- اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين
- تقرير: خرافة معدلات الخصوبة المرتفعة لدى المسلمين
- دقة مفقودة في بي بي سي
- قانا.. مجزرة منسية من جنوب لبنان
- ثورة عليهن... ولهن
- لا قانون في ليبيا للحدّ من تعدد الزوجات
- ترويض الجمهور بين السياسي ورجل الدين
- عبرة لبنانية لجيوش تقتل شعوبها
- معضلة السلفيين
- استقالة الأسد وخيارات المواجهة
- المحكمة الدولية لا ريب فيها
- نكبة علمانية في بيروت
- أوباما وبن لادن.. وسلفيو البلاد العربية
- إستهلاك لبناني.. للقضايا
- دعابة أميركية اسمها المعونة لمصر
- حقيقة البحرين بعيداً عن قنوات تدّعيها


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - في سبيل الله