أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نشرية الديمقراطية الجديدة - لن تتغير طبيعة الامبريالية-عدوة الشعوب-















المزيد.....

لن تتغير طبيعة الامبريالية-عدوة الشعوب-


نشرية الديمقراطية الجديدة

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 04:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن تتغير طبيعة الامبريالية-عدوة الشعوب-
(انها تستنبط اساليب جديدة للهيمنة)
لقد دخلت الإنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وميلاد أول دولة اشتراكية في العالم الاتحاد السوفياتي مرحلة تاريخية جديدة : هي مرحلة الثورات الاشتراكية و انهيار الرأسمالية في البلدان الصناعية والثورات الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي في المستعمرات وأشباه المستعمرات . ومنذ ذلك التاريخ تتالت الثورات في العالم وحققت البروليتاريا العالمية وشعوب العالم وأممه المضطهدة عدة انتصارات على الاستعمار والاستعمار الجديد وتعتبر الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي من أعظم الثورات التي حققت انتصارا باهرا على قوى امبريالية متعددة أبرزها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبنت اكبر دولة اشتراكية بزعامة ماو تسي تونغ – إلى جانب الاتحاد السوفياتي بزعامة لينين وستالين –. و في نهاية الحرب العالمية الثانية أيضا حققت الطبقة العاملة في أوروبا الوسطى والشرقية ثوراتها الاشتراكية وبنت ما يعرف بالديمقراطيات الشعبية بدعم من الاتحاد السوفياتي . وعرفت حركات التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأمريكا "اللاتينية " انتعاشة كبيرة مستفيدة من دعم القطب الاشتراكي بقيادة ستالين وماو تسي تونغ . ووفرت فترة الحرب الباردة هامشا لنشاط الحركات الثورية والوطنية في مختلف بلدان العالم وأجبرت القوى الامبريالية – في إطار منافستها للنظام الاشتراكي – على تلطيف أساليب استغلالها للطبقة العاملة بالبلدان المصنعة لتمييع الصراع الطبقي وصرف الطبقات الكادحة عن العمل السياسي الثوري والمنظم , وقد أوكلت هذه المهمة إلى البيروقراطيات النقابية التي كانت تحصر العمل النقابي في المجال المطلبي التريديوني منضبطة لأوامر الأعراف والسماسرة وأصحاب رأس المال مصاصي دماء العمال ونهابي ثروات شعوب العالم وإلى الأحزاب الانتهازية والإصلاحية ( تروتسكيون واشتراكيون ديمقراطيون ...) . و في إطار محاصرة المد الشيوعي كثفت الامبريالية من تدخلاتها العسكرية المباشرة وغير المباشرة في مختلف القارات , ففي آسيا يمكن ذكر حروب الهند الصينية وخاصة حرب فيتنام والحرب الكورية التي نتج عنها تقسيم كوريا إلى جزأين , وفي إفريقيا نذكر حرب انغولا والكونغو والموزمبيق ... أما في أمريكا الوسطى والجنوبية وبحر الكراييب فإن التدخلات العسكرية الامبريالية والانقلابات الدموية لا تكاد تتوقف ويمكن ذكر مثال الشيلي والأرجنتين وأورغواي والسلفادور وبيرو وغواتيمالا ... ووهاييتي وترينيداد وطوباغو وجمايكا وجمهورية الدومنكان ... أما في الوطن العربي فإن الحروب الامبريالية لم تتوقف ضد الأقطار العربية منذ الحرب العالمية الأولى و بعد سقوط الامبراطورية العثمانية , بل أصبحت منتظمة بصفة دورية خاصة بعد بعث الكيان الصهيوني في فلسطين سنة 1948 وهي تتواصل إلى حد الآن . وكان الهدف من هذه الحروب العدوانية طبعا هو السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العالم للتحكم في مصير الشعوب ونهب ثرواتها كما تهدف هذه الحروب الامبريالية سياسيا إلى محاصرة المد الشيوعي الذي يمثل أخطر أعدائها والذي كان الاتحاد السوفياتي إلى حدود الخمسينات والصين في عهد ماو تسي تونغ تمثلان القلعة القوية الداعمة له . وتذكر بعض المصادر أن عدد ضحايا المذابح والحروب التي شنتها الامبريالية منذ بداية القرن العشرين إلى حدود سنة 1997 قد تجاوز 100 مليون قتيلا بمن فيهم قتلى الحرب العالمية الأولى والثانية ودون اعتبار الجرحى و دون احتساب وفيات الأطفال نتيجة المجاعات والأوبئة بسبب الحصار الذي تفرضه الدول الامبريالية على الشعوب خاصة في آسيا وإفريقيا والذي بلغ لسنة 1997 وحدها 6 مليون حالة .
وزيادة عن الحروب الدامية التي كانت تشنها لمحاصرة المد الشيوعي ومحاولة خلق أزمات داخل البلدان الاشتراكية كانت الدول الامبريالية بزعامة الولايات المتحدة تعمد إلى بثّ الجواسيس والمخبرين والقتلة في كل بلدان العالم لملاحقة الثوريين والوطنيين وخاصة الشيوعيين لمنع الجماهير الشعبية من التنظّم والحيلولة دون ظهور البؤر الثورية ضد الامبريالية وعملائها , وتعدّ المجازر التي نظمتها المخابرات المركزية الأمريكية ضد الشيوعيين في اندونيسيا عن طريق حزب "نهضة العلماء" الإسلامي وفي ظل حكم العميل سوهارتو عام 1965 أكبر المجازر ضد الشيوعيين في العالم . فقد قارب عدد ضحايا هذه المجازر التي دامت عدة أشهر ما يقارب 1,5 مليون أكثر من نصفهم ينتمي للحزب الشيوعي الاندونيسي الماوي الذي كان يمثل ثالث حزب شيوعي في العالم وأكبر حزب شيوعي خارج السلطة في العالم . ولم تكتف الامبريالية بالأعمال العسكرية وتنظيم الاغتيالات والمجازر ضد الشيوعيين والوطنيين في كل البلدان بل اهتمت أيضا بالجبهة الفكرية والإعلامية لمحاربة الفكر الشيوعي فاستقطبت أعدادا من الجامعيين والصحافيين الوصوليين والمرتزقة من مختلف الجنسيات وبعثت القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية الموجهة ضد قلاع الشيوعية والبؤر الثورية منذ الخمسينات من القرن الماضي وهي تبثّ بمختلف اللغات منها اللغة العربية . وبعثت الأندية والمنظمات الفكرية والسياسية وأهمها منظمة فريدام هاوس المرتبطة عضويا بالاستعلامات المركزية الأمريكية والتي تأسست منذ عام 1941 تحت غطاء محاربة الفاشية ودعم الديمقراطية وقد تفرّع مقرها المركزي بواشنطن إلى 12 فرعا في العالم منها فرع تونس الذي نشط كثيرا منذ نهاية التسعينات وما يزال كذلك إلى حد الآن ورئيسه المنتمي لحزب نداء تونس معروف لدى الخاص والعام .
وبعد نهاية الحرب الباردة وظهور العولمة المتميزة بخضوع العالم لسيطرة القطب الواحد : الامبريالية الأمريكية , كشف النظام الرأسمالي صراحة عن طبيعته المتوحشة وتخلى كلّيا عن مقررات بريتن وودز وتوصيات عالم الاقتصاد ج.م.كاينز بضرورة الاهتمام بالجانب الاجتماعي وتحسين ظروف استغلال الطبقة العاملة لتلافي الهزات الاجتماعية في البلدان المصنعة وتحييد شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات عن الثورات وذلك في إطار التنافس مع النظم الاشتراكية ومحاربة الدعاية الشيوعية . ومنذ بداية تسعينات القرن الماضي – وبفضل التطور التكنولوجي الكبير – أصبحت الامبريالية تمتلك وسائل وطرقا جديدة متطورة جدا للسيطرة على الشعوب وإعادة رسم الخرائط السياسة للعديد من مناطق العالم في إطار نهب الثروات وإخضاع الشعوب والحيلولة دون قيام الثورات. ومن أبرز الوسائل التكنولوجية الجديدة : الإعلامية وأجهزة التنصّت والمراقبة عن بعد , وقد مكنت هذه التكنولوجية المتطورة الامبريالية من سرعة نقل الصورة والمعلومة وسهولة نشر الدعاية التي تخدم مصالحها في أية منطقة من العالم وتوجيه الجماهير الشعبية في الوجهة التي تريدها بالتلاعب بطموحاتها ومشاعرها مع التعويل طبعا على دور العملاء والانتهازيين المحليين ... و لنا في ما يسمى " الربيع العربي " أكبر دليل على ذلك . يقول المفكر والصحافي الجزائري علي الحاج طاهر في سياق فضحه لما يسمى بالثورات العربية:>. لقد أصبحت الامبريالية فعلا قادرة على تحقيق أهدافها بأقل التكاليف ودون الحاجة أحيانا إلى تحريك جيوشها البرية وأساطيلها البحرية الذي يتطلب مصاريف كبيرة كما هو الشأن في حروب الستينات والسبعينات وحتى حروب نهاية القرن العشرين كغزو أفغانستان وغزو العراق . وستظل الامبريالية تستمتع بهذه الوضعية المريحة نسبيا لمدة من الزمن طالما لم تحتد التناقضات بداخلها وطالما وفّر لها عملاء الخليج الأموال بسخاء لتجنيد جيوش من المرتزقة والعملاء مغسولي الأدمغة من الإسلاميين كالذين يقاتلون اليوم في سوريا , وستظل الامبريالية تغالط الشعوب بترويج الدعاية المضللة وبثّ الإشاعات الكاذبة وفبركة الأحداث الوهمية لمراوغة الجماهير الشعبية وجعلها تتحرك بالاتجاه الذي يرغب فيه أعداؤها , طالما بقيت الجماهير الشعبية دون قيادة ثورية تنير لها السبيل وتكشف لها أعداءها الحقيقيين و العملاء المرتبطين بالدوائر الامبريالية والملتحفين إما بالدين أو بالديمقراطية الليبرالية وبمنظمات المجتمع المدني
صحيح ان الامبريالية وعملاءها اليوم في حالة هجوم ويستغلون التكنولوجيا المتطورة والأموال الطائلة لبثّ الفوضى وتثبيط عزائم الشعوب في مواجهتها ويستعملون ألأديان وخاصة الإسلام كحصان طروادة لتكبيل العقول وجعل الشعوب تسقط في لعبة الطائفية التي دمّرت بها الامبريالية شعوبا كثيرة في أوروبا وإفريقيا وآسيا وما تزال تواصلها إلى حدّ الآن . كل هذا وأكثر يتوفر للامبريالية العالمية لكن هذا لا يعني أبدا أن الامبريالية لا تهزم , بل هي تتحوّل فعلا إلى نمر من ورق أو إلى عملاق برجلين من طين كما يقول ماوتسي تونع عندما تعي الجماهير الشعبية وتتمكن من كشف مؤامراتها ثم تنظم صفوفها وتقرّ العزم على المقاومة. وان ما يبدو من عوامل قوة لدى الامبريالية يمكن أن تحوله الجماهير الثائرة والمنظمة إلى نقاط ضعف وان التطور التكنولوجي أصبح متاحا للجميع وليس حكرا على الامبرياليين والعملاء , فالامبريالية – يقول لينين – تعطينا الحبال التي سنشنقها بها وإن البرجوازية تنتج حفار قبرها .
ان الشرط الأول لهزم الامبريالية هو التنظّم السياسي في قطيعة تامة مع الرجعيين والانتهازيين والإصلاحيين أعداء الطبقات الشعبية , أن تنظّم العمال والشباب الثائر والفئات الشعبية في حزب ثوري هو الشرط الأساسي لبداية التفكير في مواجهة الامبريالية وعملائها, ثم بعد ذلك ضرورة الفرز بدقة بين أعداء الشعب وأصدقاء الشعب : فإن كان الإخوان و مشتقاتهم واللبراليون كالدساترة مثلا واضحي المعالم في عمالتهم , فلا يجب أن تسقط الجماهير وخاصة منها الشباب المندفع في شباك اليسار الانتهازي المزايد أحيانا بالجملة الثورية كالخوجيين والتروتسكيين والفوضويين القيفاريين الذين لا يعملون إلاّ على تخويف الشباب من خطر الثورة محاولين حصر النشاط في إطار ما يسمح به النظام العميل والاكتفاء بديمقراطية النظام الاستعماري الجديد الهادفة إلى تأبيد الاضطهاد وصرف الجماهير عن قضية التحرر – قضية الاستقلال والديمقراطية الشعبية-
ان الصراع ضد الامبريالية يرتبط بالنضال ضد العملاء المحليين وضد كل الأطراف الانتهازية التي تبث الأوهام حول الانتخابات الشفافة التي يعلم الجميع نتائجها مسبقا والجيش الوطني-حامي دولة العملاء- وحول الأمن الجمهوري –قامع التظاهرات السلمية- وحول حياد الإدارة المزعوم ووطنية البيروقراطية النقابية ....
على القوى الثورية نبذ الاوهام والاستعداد للنضال من خلال التمسك بشعار الانتفاضة المركزي: "الشعب يريد اسقاط النظام" وباسقاط النظام تتحقق الديمقراطية الجديدة – الديمقراطية الشعبية- التي تعيد السلطة للشعب وتنجز المهام الوطنية الديمقراطية, اما البقاء في اطار ترميم النظام عبر انتخابات تتحكم فيها الرجعية كليا لن يقدم للشعب سوى مزيدا من الاضطهاد والفقر والحرمان.
24 افريل 2014



#نشرية_الديمقراطية_الجديدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتفليقة رئيس مقعد على كرسي يحرّكه الجيش
- عاصفة الفوضى الخلاقة تجتاح أراضي فنزويلا
- اوكرانيا (الشعوب تريد الاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتم ...
- المرأة العربية مضطهدة ومهمشة
- الاتحاد العام لطلبة تونس
- الدستور,الحكومة, الانتخابات, وبعد
- افريقيا الوسطى بين الحروب الأهلية و الغزو الاستعماري المباشر
- الاتفاق الامريكي الايراني أو سايكس – بيكو في شكل جديد !


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نشرية الديمقراطية الجديدة - لن تتغير طبيعة الامبريالية-عدوة الشعوب-