اوكرانيا (الشعوب تريد الاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والامبريالية تريد الحروب)

نشرية الديمقراطية الجديدة

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 01:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

اوكرانيا
(الشعوب تريد الاستقلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والامبريالية تريد الحروب)
مقدمة
صوّت جل نواب البرلمان الاوكراني على إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من منصبه بسبب عدم تنفيذه لمهامه(بما انه هرب الى روسيا) كما قرر البرلمان في جلسة يوم السبت 22 فيفري تحديد تاريخ 25 ماي لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعين الرلمان فالنتين ناليفايتشينكو النائب عن حزب "اودار"- الضربة- مفوضا للرقابة على عمل جهاز الامن.وأمام احتداد الازمة سارعت امريكا واوروبا الى مد يد المساعدة الى "المعارضة" المتشكلة اساسا من فاشيين وقوميين انفصاليين شوفينيين كما سارعت روسيا بدعم يانوكوفيتش واعتبرت ماحصل انقلابا على "الشرعية" فعززت تواجدها في قاعدتها العسكرية جنوب شبه جزيرة قرم وقرر البرلمان في قرم الانضمام لروسيا ودعا الى استفتاء شعبي يوم 16 مارس وهو استفتاء عارضته امريكا واوروبا .
1- اندلاع الازمة وتطور الاحداث
تتميز اوكرانيا بموقعها الاستراتيجي الذي يفصل بين روسيا واوروبا فتحدها روسيا من الشرق ومن الغرب بولندا والمجر...وتطل على البحر الاسود حيث تقع شبه جزيرة قرم (انظر الخريطة)وهي نظرا لموقعها ظلت محل صراع بين روسيا من جهة واوروبا وامريكا من جهة أخرى وتتمتع روسيا بقاعدة عسكرية بموجب اتفاق مع اوكرانيا يستمر الى حدود 2042 وذلك مقابل تخفيضات في امدادات الغاز الروسية.

انسلخت اوكرانيا التي تعد مايقارب 46 مليون نسمة عن "الاتّحاد السوفييتيّ" في 1991، ففي 1997 وقّعت كييف اتّفاقيّة صداقة مع موسكو أثارت امتعاض القوى اليمينية في أوكرانيا التي اعتبرتها ضربا لاتّجاهها نحو الاندماج في أوروبا. وفي 2004 حين فاز بالرئاسة رجل موسكو فيكتور يانوكوفيتش، وسط سيل من الاتّهامات الداخليّة والخارجيّة بتزوير الانتخابات، انفجر ما عُرف بـ "الثورة البرتقاليّة" التي ترفض وصاية الروس على أوكرانيا وتجدّد الرغبة في الالتحاق بأوروبا. ثمّ في 2009، وبهدف الضغط على كييف وقرارها الخارجيّ، أوقفت موسكو إمداداتها من الغاز لأوكرانيا متذرّعة بوجود خلاف على تسعير الغاز. وبالفعل كان للضغط والابتزاز الاقتصاديّ أن أثمرا إيصال يانوكوفيتش ثانية إلى الرئاسة بفارق ضئيل وظلت اوكرانيا محل تجاذبات بين اوروبا وروسيا أي بين اليمين الفاشي من جهة والمافيا الروسية من جهة اخرى.واثر اتفاق الشراكة مع الاتّحاد الأوروبيّ الذي بدأ التحضير له في2007 ورفض يانوكوفيتش التوقيع عليه ، انفجرت التظاهرات في كييف بالآلاف. هكذا هوجمت مقرات حكوميّة وحاول المتظاهرون تحطيم تمثال لينين. أمّا المطالب السياسيّة التي رفعها اليمين المتطرف، فكان أهمّها عزل الرئيس الحاليّ وإجراء انتخابات جديدة وإطلاق سراح قائدة "المعارضة" ورئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشنكو. فهذه الأخيرة التي نافست يانوكوفيتش في 2009 وكادت تهزمه، حُكم عليها، في 2011، بسبع سنوات سجناً "لإساءتها استخدام السلطة" حسب كتلة يانوكوفيتش التابعة لبوتين الذي صرح ان مايجري في اوكرانيا هو مجرد "شغب مصدره خارجي" أمّا بيدقه في كييف، يانوكوفيتش، فردّ بحجّتين: إحداهما أنّ الضغط الروسيّ يملي عليه موقفه المتصلّب لأنّه لا يستطيع التضحية بالعلاقات التجاريّة مع موسكو، والثانية أنّ الاتّحاد الأوروبيّ لا يقدّم ما يكفي من مساعدات ماليّة للاقتصاد الأوكرانيّ.
2- الكتل المتصارعة
تتخبط اوكرانية بفعل تعاقب حكومات الفساد في ازمة اقتصادية فتراجعت قيمة العملة المحلية ب9بالمائة وشهدت اسعار المحروقات ارتفاعا تدريجيا اثّر على المواد الغذائية واجبرت الحكومة على طلب النجدة من صندوق النقد الدولي الذي اشترط كالعادة "تجميد الاسعار ورفع سعر الغاز وخوصصة بعض الشركات وهو امر لم تقبله الحكومة التي توجهت راسا الى الشريك الاول والتاريخي- روسيا- لمساعدتها (1)كما استنجدت بالصين في الان نفسه.

وبفعل احتداد الازمة وتنامي الغضب الشعبي ورفض يانوكوفيتش امضاء اتفاق الشراكة مع اوروبا تفجر صراع الاجنحة الرجعية في اطار التنافس الامبريالي واتخذ شكل الصراع الجهوي والعرقي والثقافي فشرق البلاد يختار الاحزاب الموالية لروسيا وهو يتحدث بالروسية علما وان هذه اللغة تسيطر على 60 بالمائة من الاعلام مقابل 40 بالمائة للغة الاوكرانية اما غرب البلاد فيختار الاحزاب المعارضة لهذا التوجه وتنظر روسيا الى اوكرانية على انها امتداد لاراضيها ومصدر للغذاء(منتج للقمح والذرة) وخط دفاع لروسيا من الجهة الشرقية هذا فضلا عن ان انابيب الغاز تمر عبر الاراضي الاوكرانية.اما امريكا فتشجع الجهة الغربية حيث يتواجد اليمين الفاشي والفرق القومية الشوفينية ( 2انظر الخارطة السياسية)وتعتمد على اوروبا لتمرير خططها المتمثلة في تطويق روسيا وضم اوكرانية الى السوق الاوروبية والحلف الاطلسي.

صراع الامبرياليات الى أين؟
لايختلف الصراع حول مصير اوكرانيا في جوهره عن الصراع الامبريالي في سوريا والشرق الاوسط والذي يهدف الى اعادة تقاسم مناطق النفوذ ونهب خيرات الشعوب واستعبادها. فبفعل ضعف القوى الثورية تمكنت الدول الامبريالية من تحريك بيادقها المحلية لاحتواء الغضب الشعبي وتحويل وجهة الانتفاضات واخمادها ثم صرفها عن طريق التحرر والزج بها في دائرة مفرغة-دائرة الانتقال الديمقراطي ودوامة الانتخابات أو الصراع الطائفي والحروب الاهلية التي تشعل فتيلها باستغلال الخلافات الحدودية او العرقية او القبلية والنزاعات الرجعية...

لقد بعثت الانتفاضات العربية وغيرها الامل في نفوس الكادحين وادخلت الرعب في صفوف الرجعيين واججت الصراع الامبريالي-هذا الصراع الذي يهدف اولا وقبل كل شيئ الى ضرب حركات التحرر الموجهة ضده اساسا وثانيا الى ضمان مصالحه ومواقعه على حساب المنافس عبر الوفاق وحتى عبر الحرب ان استلزم الامر ذلك.وفي قضية الحال فرض بوتين تواجده العسكري في شبه جزيرة القرم ووضع اوروبا امام الامر المقضي وظل الغرب يهدد باتخاذ اجراءات صارمة ضد روسيا قد تؤدي لتفاقم الوضع الاقتصادي في اوروبا بما ان اوروبا اول مستثمر اجنبي في روسيا والمانيا أول شريك تجاري وتستهلك المانيا اكثر من 30 بالمائة من الغاز الروسي وبما ان المصالح الاقتصادية هي المحددة فقد يحصل بعض التوافق رغم محاولات امريكا نحو التصعيد وفي صورة احتداد الصراع قد تخضع اوكرانيا لسياسة التفتيت كما حصل سابق ليوغسلافيا.

- نعم لتقرير المصير لا للوصاية الامبريالية روسية او امريكية اوروبية
- يسقط الحلف الاطلسي مصدر كل الحروب
- لندعم نضال عمال العالم وشعوبه واممه المضطهدة

(1) يبلغ حجم التبادل مع روسيا 63 مليار دولار-24 بالمائة من الصادرات نحو روسيا مقابل 35 بالمائة من الواردات وتستورد اوكرانيا من روسيا 70 بالمائة من احتياجات الطاقة.

(2) أفرزت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في 28 اكتوبر 2012 النتائج التالية:( أهم الاطراف)
- حزب الاقاليم (يانوكوفيتش بيدق روسيا) مركز ثقله في شرق البلاد حيث تسيطر اللغة الروسية
تحصّل على 187 مقعدا من 450 , أي 30 بالمائة
- إئتلاف المعارضة : يوليا تيموشنكو("الثورة" البرتقالية) متواجد اساسا غرب البلاد معقل القومية الشوفينية-تحصّل على 105 مقعدا=25,54 بالمائة
- اودار(الضربة) يميني: 39 مقعد, 13,96 بالمائة
- الحزب "الشيوعي" التحريفي متواجد اساسا في المواقع العمالية في الشرق والجنوب تحصل على 32 مقعدا= 13,18 بالمائة
- سفوبودا (الحرية)svoboda 10 بالمائة ويمثل اليمين النازي ويحمل علمه الصليب النازي المعقوف وينتمي الى تحالف اليمين المسمى "Pravy Sektor": الجناح اليميني باتصال مباشر بالمخابرات الامريكية
10 مارس 2014

#نشرية_الديمقراطية_الجديدة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات