أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معاذ عابد - حلاوة..نوح !














المزيد.....

حلاوة..نوح !


معاذ عابد

الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


أنتجت السينما المصرية على مدى القرن المنصرم المئات من الأعمال الفنية التي تتراوح بين الأفلام الهابطة والأعمال الخالدة كفيلم الكيت كات على سبيل المثال، لكن ظهرت في العقد المنصرم ظاهرة جديدة في السينما المصرية أسماها الكثيرون بالظاهرة "السبكية" نسبة للشركة المنتجة هذه الظاهرة التي خلقت نمطاً جديداً للإنتاج الفني في مصر وأصبح للأفلام السبكية هوية خاصة يمكن أن تميزها بدون أن ترى الشارة أو الأفيش الختامي في الفيلم، حتى أن المنتج قد وضع لمسة فنية له مثل لمسة المخرج العبقري "ألفريد هيتشكوك" وذلك بظهوره في أدوار ثانوية جداً أو مع الكومبارس لمدة ثوان معدودة في مشهد عابر.
يعتبر الفن مرآة للشعوب ويُذكر أن الموسيقار السوفييتي العظيم دميتري شوستاكوفيتش ألف سيمفونيته السابعة خلال الحصار الكارثي لمدينة لينين جراد في الحرب العالمية الثانية وتم تأدية هذه المقطوعة من عازفي الأوركسترا الذين تم استدعاؤهم من الجبهة ليعزفوا للجوعى من سكان المدينة المحاصرة الذين امتلأ بهم المسرح عن آخره، نستطيع أن نعتبر أن هذه الحادثة إشارة إلى الوعي الشعبي في أربعينات القرن الماضي في روسيا السوفيتية وندرك كيف تقدمت روسيا هذه التقدم الهائل.
نستطيع القول أيضاً أن نجاح أي فيلم أو انتاج فني يدلل على الوعي الجمعي العام لهذا الشعب وخصوصاً عند قراءة نتائج العائدات لهذا الفيلم أو ذاك، وطبعاً لا يمكن أن تكون هذه القراءة حتمية وطبيعية بنتائجها وتحميل المجتمعات المُجهلة بإرادتها أو نتيجة عملية تجهيل مستدامة دائبت عليها الحكومات والأنظمة العربية على مدى عقود كثيرة مضت .
ظهر في الفترة الأخير وفي وقت متقارب إنتاج فيلم ملحمي من بطولة الممثل الاسترالي "راسل كرو" فيلم يحمل قصة العنوان (نوح) وهي التصوير الكتابي من العهد القديم لقصة النبي نوح وقصة الطوفان والسفينة ، وفي الفترة ذاتها ظهر فيلم "سبكي" بعنوان حلاوة روح وهو نسخ رديء لفيلم "ميلينا" من بطولة الممثلة العالمية مونيكا بيلوتشي، لن يكون الموضوع هنا هو حول الأعمال السبكية وكيفية انتاج الأفلام التي تخاطب الغرائز وتكلف 20 مليون جنيه مصري كي تقارب الواقع بينما لو صرفت هذه الملايين في عشوائيات القاهرة لتم تغيير الواقع فعلاً.
مفارقة مذهلة ظهرت حين أعلنت الكثير من الدول العربية منع فيلم نوح لأنه يجسد الأنبياء، وذلك بتوصيات من بعض المجاميع الدينية المتواجدة داخل مؤسسة الأزهر والتي انتقلت هذه العدوى المقيتة إلى دول عربية عديدة مثل الأردن مثلاً، منع عرض فيلم نوح لأنه يجسد الأنبياء ولكن ذات الجهات الدينية لم تفتح فمها حين عرض فيلم ألام المسيح أو مسلسل يوسف الصديق أو مريم المقدسة والعديد من الأعمال التي جسدت الشخصيات الدينية، هذه المجاميع الدينية لم تتحرك ولم تنبس ببنت شفة حين أعلنت السينما العربية عرض فيلم حلاوة روح والعديد من الأفلام العربية التي تحتوي على مشاهد تنافي العادات والتقاليد والأخلاق الاجتماعية العربية كما كان مبرر عدم عرض فيلم نوح، كميات مبتذلة من مشاهد الإغراء التي وصلت حد علاقة حميمية بين طفل في الثالثة عشر وبطلة فيلم الحلاوة، لست أنتقد الطريقة "السبكية" ولا مدى الانحطاط الذي وصل إليه الإنتاج السينمائي العربي في بعض حالاته، لكن الأمر الذي يسبب الغثيان هو منع فيلم ملحمي متكامل يقدم صورة سينمائية لحدث جاء في التراث الديني للبشرية والسماح بفيلم مبتذل وحجة المنع هي أنه يجسد الأنبياء، ولكن في ذات الوقت تسمح الرقابات الغبية بعرض أفلام تجسد الإنحلال وتدعوا ...صراحة لا أعرف ما الذي تدعوا إليه هذه الأفلام.
انحدرت المؤسسات الرقابية بدرجة عجيبة وأذكر أن الأب ابراهيم عياد وهو من الشخصيات الوطنية الفلسطينية كان عضواً في هيئة رقابية مانعت واحتجت على عرض فيلم "راسبوتين" القديم ،وكان الأب عياد نفسه يبرر هذا المنع لأنه يظهر مشاهد خلاعية لاتتناسب مع شخصية رجل الدين ومن الممكن أن تؤدي إلى ربط غير بريء بين شخصية رجل الدين في المجتمع وبين شخصية راسبوتين، وكان الأب عياد لا يرى ضرورة للمنع إذا حُذفت هذه المشاهد الماجنة التي تظهر مماراسات جنسية في الفيلم.
لقد كان المنع في الماضي يتم لأسباب فعلية وحقيقية وقائمة على دراسة الأثر الاجتماعي وانعكاس الفيلم على المتلقي سواء لأسباب سياسية أو دينية أو أخلاقية، وهذه الأسباب غير موجودة في أفلام عديدة منعت من التداول ولكنها موجودة بوقاحة في أفلام يبدو أن الرقابات كانت تستمتع بالفيلم قبل حذف المشاهد..هذا إن حُذفت.
لا شيء يدعو للعجب في زمن تقوم قائمة "إعلاميين" ضد دمية يُنسب إليها نشر شيفرات سرية عبر إعلان لشركة إتصالات وتصبح "الأبلة فاهيتا" عدو الدولة المصرية الأول.
أتمنى من المنتجين العرب أن يقوموا بعمل فيلم يجسد فجور وسفالة زوجة نوح وكفرها وعدم إيمانها برسالته وأن يتم التركيز على جسدها شبه العاري كما صور مخرج الحلاوة..حلاوة البطلة روح.
أو أقترح على من يريد عرض فيلم نوح في السينما العربية أن يقوم بإعادة إنتاج "تريلر" لفيلم نوح بمشهد من مشاهد الرقص والمجون وبعض علب البيرة و"جوزة" حشيش ومشهد اغتصاب وقبلات حارة ودمج مشاهد لمونيكا بيلوتشي مع راسل كرو وعرض الفيلم في الصالات السينمائية التي لن تتعرض لمنع من الرقابة لأنها ستكون سعيدة بفيلم ...حلاوة نوح !



#معاذ_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوتسي تونغ في سورية
- فسفسات قومية : القومية علاج للطائفية !!
- حق العودة إلى المخيم
- الإسهامات الوهابية في العلوم الفضائية
- التاريخ الأسود للإخوان : صناعة القاعدة.
- وداع زعيم الصعاليك - نجم
- تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية
- ملاحظات حول الطريق الثالث للدكتور خالد كلالدة!
- التوراة والأنجيل في المفهوم الإسلامي
- الفرق بين الطوائف المسيحية
- قراءة في كتاب- إرث بوليفار وأهميته
- لهذه الأسباب نرفض الحزبالشيوعي -الإسرائيلي-
- صحيفة الحزب الشيوعي الأردني..والنشر للصهاينة
- البحرين:إيران والشيعة لن يسكتوا عن التطهير العرقي
- التطهير العرقي في البحرين
- الأزمة في البحرين: بين حرب طائفية وثورة شعبية
- دمعة على صليب بغداد الأقدس
- لينين
- أكاذيب محمد طميزي على صفحات الآداب
- وهم التغيير في بيان البرادعي وجمعيته


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - معاذ عابد - حلاوة..نوح !