أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - سقوط الإعلام العربى فى الاختبار














المزيد.....

سقوط الإعلام العربى فى الاختبار


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط الإعلام العربى فى الاختبار
مجدى خليل
تختبر الأوقات العصيبة والأزمات الحادة مصداقية ومهنية وسائل الإعلام،وحيث أن المنطقة العربية تمر بواحدة من أكثر الأزمات حدة فى تاريخها الحديث، ويشتد الصراع بوتيرة متسارعة على شكل ومستقبل الشرق الأوسط،فأن عيوب الإعلام العربى قد ظهرت بوضوح،فبدلا من أن يسعى الإعلام وسط هذه الفوضى ليجلى الحقائق للقراء والمشاهدين فأنه أنخرط بشكل رئيسى فى الصراع، وتعرى تماما من وضع الإستقلالية،إن كانت هناك إستقلالية من الاساس.وبدراسة نموذجى الإعلام المصرى والإعلام القطرى يتضح هذا الإنكشاف فى أكثر صوره تجليا.
فى قطر تعيش قناة الجزيرة اسوأ مرحلة فى تاريخها،حيث اصبحت بوقا رسميا فجا للمحور الاخوانى بقيادة أوردوغان متخلية حتى عن ابسط قواعد المهنية،ووصل الهوس إلى أنفاق مئات الملايين على هذه الوسيلة الإعلامية من آجل أن تصبح عاملا مؤثرا فى تشكيل شكل الشرق الأوسط القادم حتى على حساب الجيران الخليجيين.ولم يحدث فى تاريخ الإعلام فى العالم كله هذا البذخ الشديد وهذه المكافأت الضخمة التى تعطى للضيوف التى ترضى عنهم قطر والذين يشكلون جزءا من هذه المسرحية الإعلامية. حقيقة عندما اسمع الارقام الفلكية التى يعرضونها على الضيوف الذين يستدعون للدوحة اشعر أن هذا ليس له علاقة بالإعلام المعروف وأنما نحن فى حالة وسيلة إعلام هى جزء أساسى من الحرب الدائرة فى هذا الشرق مهما إن كان الثمن.
على المستوى المصرى فأن الردح والهيستريا والتشويه الإعلامى والحرب المستعرة والهياج والصراخ والأكاذيب الهزلية والشائعات المخططة المدروسة، والبعد عن العقلانية والمصداقية والقواعد الاخلاقية هى السمة التى طغت على هذه المرحلة الإعلامية وهذه الحرب الإعلامية .
اختفت بشكل شبه تام فى هذه الحرب الإعلامية مفاهيم عرفناها فى الأعلام الحقيقى مثل الصدق،والتوازن،والتنوع،والإنصاف،والدقة،والموضوعية،ووضوح المعايير،والمصداقية،والاستقلال.
فى مصر سقط كذلك مصطلح الإعلام المستقل أو الخاص فى مقابل إعلام القطاع العام،فمعظك وسائل الإعلام يمكن تسميتها إعلام الدولة العميقة سواء كان إعلام حكومى أو إعلام رجال الأعمال، ونحمد الله أن الاخوان لم يستطيعوا اخضاع الدولة العميقة لهم وإلا لرأينا إعلام رجال الأعمال يمجد الاخوان،ولكن نظرا لتعارض المصالح بين الاخوان والدولة العميقة وتوافق مصالح رجال الأعمال مع الدولة العميقة رأينا دورا بارزا لإعلام رجال الأعمال فى اسقاط المشروع الاخوانى وفى التشوه الإعلامى الحالى أيضا،فإعلام رجال الأعمال خال من أى منطق أو دافع اخلاقى أو مهنى ويبحث فقط عن مصالحه مع الطرف الرابح.
وعاد المصريون بالفعل إلى نقطة الصفر التى وعدهم بها مبارك وهى الفساد أو الفوضى، وتبخرت أحلام الملايين فى الخيار الثالث وهو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
واخطر ما فى هذه الحرب الإعلامية هى الصناعة الكاملة من الأكاذيب التى انتشرت خلال الفترة الماضية،وإذا كان إيهام القول عند الاخوان فضيلة من آجل إقامة الدولة الإسلامية،فأن هذا الإيهام رذيلة إعلامية مؤكدة. لقد باتت ظاهرة " تدوير القمامة"،أى تدوير الاخبار الكاذبة من موقع مجهول مصمم للكذب أو من مواقع التواصل الاجتماعى إلى وسائل إعلام أكثر انتشارا ظاهرة كبيرة فى الفترة الماضية لدرجة أنك تقول لنفسك كم خبرا كاذبا قرأته اليوم؟، وما هى نسبة الأخبار الصحيحة وسط هذا الطوفان من الأكاذيب؟.
والسؤال هل هذه أمراض طارئة على الإعلام العربى نتيجة الأزمة أم أنها أمراض مزمنة؟. فى تقديرى أنها أمراض مزمنة ولكن فقط كشفتها حدة الأزمة.
المشكلة الاخطر عند المشاهد الذى يسعد أكثر كلما رأى سعار الهستيريا يرتفع ،مما يجعل فكرة محاسبة الإعلام أو إصلاحه فكرة بعيدة طالما أن الجمهور سعيد بما يحدث.
وإذا كانت الهستيريا قد اجتاحت الإعلام المصرى والقطرى فى هذه المعركة الشرسة، فهل كان الإعلام الغربى على مستوى المسئولية المهنية فى تناوله لأحداث الثورات العربية؟. الأجابة قطعا بالنفى، بالتأكيد لم يصل الإعلام الغربى إلى درجة تدهور الإعلام العربى ولكنه سقط فى الاختبار وظهر انحيازه بوضوح فى تناول هذه الثورات. وربما يعود ذلك إلى أن القارئ الغربى لا يهتم كثيرا بما يدور فى بلادنا، ولهذا ظهرت التغطيات الغربية للثورات العربية وكأنها وجهات نظر حكومات بلادها فى هذه الثورات.
فى تقديرى أن ما يجرى فى الإعلام المصرى يفوق بكثير ما فعله احمد سعيد فى 5 يونيه 1967،فوقتها كان الإعلام موجها تماما ،ولكننا الآن فى ظل السموات المفتوحة حولنا عمل احمد سعيد من عمل فردى ساقط إلى منظومة إعلامية كاملة ساقطة.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة المسيحيين السوريين
- أوضاع الأقباط بعد ثورة يناير
- أسئلة حائرة فى مصر؟
- نيافة الأنبا ميخائيل: المطران الناسك
- الأزمة الأوكرانية ومخاوف التصعيد
- أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة
- لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
- ربيع التفجيرات فى بيروت
- إحتفاء عالمى غير مسبوق بالرجل الكفتة
- الشبكة الجهنمية التى قتلت فرج فودة
- المال السياسى بعد ثورة 25 يناير
- مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
- الجدل حول برنامج الصندوق الأسود
- تساؤلات حول ثورة 25 يناير
- وداعا دكتور سليم نجيب(13 نوفمبر 1933-5 يناير 2014)
- صراع الإسلاميين فى تركيا
- ماذا يعنى إعلان جماعة الاخوان جماعة إرهابية؟
- سعيد العشماوى(1932-2013) على خطى كبار المصلحين
- لماذا احتفى العالم بنيلسون مانديلا؟
- فى الذكرى الخامسة وستون للإعلان العالمى لحقوق الإنسان :ماذا ...


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - سقوط الإعلام العربى فى الاختبار